الأوروبيون أقل انشغالا بأسعار الوقود المرتفعة

الأوروبيون أقل انشغالا بأسعار الوقود المرتفعة

الأوروبيون أقل انشغالا بأسعار الوقود المرتفعة

تناولت عناوين صحيفة "بيلد" في ألمانيا عبر عدة أيام الكثير من الموضوعات المتعلقة بالضرائب ما عدا تلك التي لها صلة بوقود السيارات، رغم أن سعر جالون البنزين وصل إلى 6.40 دولار. هذا الموقف يعكس إلى حد كبير ردود الأفعال الأوروبية على ارتفاع سعر برميل النفط وانعكاسه على سعر الوقود.
وفي هذا تناقض كبير مع ما تشهده الساحة الأمريكية من تحركات سياسية محمومة يقودها الرئيس جورج بنفسه وتنعكس على أعضاء الكونجرس في شكل لجان استماع ومشاريع قرارات يتم وأدها حتى قبل أن تصل إلى مرحلة الإعداد الجاد لتصبح قرارات، وذلك مثل الاقتراح القاضي بدفع 100 دولار لكل مستهلك في شكل عائد ضريبي.
ويعود ذلك إلى أن سعر الوقود أصبح قضية سياسية داخلية في الولايات المتحدة، زاد في اشتعالها وجود انتخابات نصفية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. لكن هذه القضية التي تتصدر نشرات الأخبار احتلت هذا الموقع وبكل الضجيج الذي يرافقها، لأن سعر الجالون تجاوز ثلاثة دولارات للجالون، وهو سعر يعتبر متدنيا مقارنة بالدول الأوروبية قطعا، كما أنه يقل كثيرا عما يدفعه المستهلكون في دول آسيوية تتمتع بوضع اقتصادي أفضل مثل اليابان التي تدفع 4.24 دولار للجالون، هولندا 6.27 دولار، أو سويسرا 4.78 دولار للجالون. وحتى منتجو النفط مثل النرويج يدفعون أسعارا أعلى تصل إلى 6.27 دولار للجالون، بريطانيا 5.79 دولار، بينما منتجو الدول النامية أو شبه المتقدمة يدفعون أقل، فروسيا، وهي ثاني منتج ومصدر للنفط بعد السعودية، يدفع المستهلكون فيها 2.10 دولار للجالون، الكويت 0.78 دولار، نيجيريا 0.38 دولار وتأتي فنزويلا في ذيل القائمة حيث يدفع المستهلكون 12 سنتا فقط على الجالون.
ويعود السبب في تجاهل أوروبا ظاهرة ارتفاع أسعار النفط مقارنة بما يجري على الساحة الأمريكية إلى أن الأوروبيين اعتادوا منذ زمن على الضرائب العالية المفروضة على الوقود لأسباب بيئية وأخرى تتعلق بضبط الموازنات من تقليل للعجز إلى تخفيف للواردات النفطية، الأمر الذي يجعل الضرائب تشكل نسبة ثابتة تصل إلى 75 في المائة من سعر الجالون في بعض الأحيان. وهذه النسبة العالية تجعل هناك هامشا محدودا لتأثر سعر البيع للمستهلك بتحركات أسعار النفط العالمية، بينما في الولايات المتحدة تشكل الضرائب نسبة متحركة وتعكس في الوقت ذاته حساسية أكبر تجاه تقلبات سعر الخام أو أوضاع المصافي والتكرير، ما يلقي بظلاله مباشرة على سعر بيع الجالون للمستهلك.
لكن يظل هاجس التعامل مع سيارات أكثر اقتصادا في استهلاك الوقود سائدا على جانبي الأطلنطي. وأخيرا نشرت دراسات وإحصائيات عن المسافة التي تقطعها مختلف السيارات عبر استهلاك جالون واحد، وكذلك تكلفة هذا الجالون. وجاءت السيارة دودج رام التي يمكن أن تسير لمسافة 11 ميلا بجالون وبالتالي تصبح تكلفة الميل الواحد 27 سنتا. وتشمل القائمة أنواعا عديدة مثل "فولفو" التي يمكن أن تسير لمسافة 20 ميلا يكلف الواحد منها عشرة سنتات أو "تويوتا كورولا" التي يمكن أن تسير مسافة 29 ميلا في الجالون بتكلفة 12 سنتا للميل.

الأكثر قراءة