ميركل تفتح الباب لصفقات ضخمة للشركات الألمانية في الصين

ميركل تفتح الباب لصفقات ضخمة للشركات الألمانية في الصين

تتوقع الشركات الألمانية الحصول على صفقات وعقود كبيرة من الجانب الصيني تقدر على الأقل بمئات الملايين من اليورو بمناسبة زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الصين. وتجري الشركات الألمانية مفاوضات مع الجانب الصيني، حيث تشير التوقعات إلى أن هذه المفاوضات ستستمر حتى اللحظة الأخيرة عندما تصل ميركل إلى الصين اليوم في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام.
وتجري شركة باسف أكبر منتج للكيماويات في العالم محادثات بشأن توسيع مصنعها في مدينة نانجينج شرقي الصين، في حين تتطلع "سيمنس جروب" إلى إنتاج 200 قاطرة على الأقل بالتعاون مع شريكها الصيني في مدينة زهوزهو في إقليم هونان.
وكلتا الصفقتين جزء من نحو عشرة عقود تعمل الشركات الألمانية على الاتفاق بشأنها مع الجانب الصيني بحيث يتم توقيعها يوم الإثنين في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية بكين على هامش زيارة المستشارة ميركل.
ومن المقرر أن تجري ميركل محادثات مع وين جيا باو رئيس وزراء الصين ومع الرئيس الصيني هو جينتاو في أول زيارة تقوم بها للبلاد منذ أن تولت مهام منصبها خلفا للمستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر قبل ستة أشهر.
لكن المحللين يقولون إن أمامها تحديا أكبر في الصين وهي الدولة التي زارتها مرة واحدة من قبل وهي تشغل منصبا رسميا حين كانت وزيرة للبيئة عام 1997.
وقال كاي مولر الخبير في شؤون آسيا في المعهد الألماني للشؤون الدولية
والأمنية في برلين "كانت لشرودر علاقات ممتازة مع الصين لأنه تفادى الضغط عليهم أو انتقادهم، والحكومة الصينية على الأرجح ستكون أكثر تحفظا إزاء ميركل على الأقل في البداية".
وحين كانت ميركل في المعارضة انتقدت سعي شرودر إلى إنهاء حظر بيع الأسلحة الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على الصين عام 1989 عقب الحملة التي شنتها بكين على المطالبين بالديمقراطية.
وفي اتفاق الائتلاف الحكومي الذي أبرمته ميركل أواخر العام الماضي تعهدت الحكومة الائتلافية الألمانية "بتكثيف" الحوار مع بكين بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتواجه ميركل أيضا ضغوطا من جانب شركات ألمانية للضغط على الحكومة الصينية لاتخاذ إجراءات أشد ضد القرصنة في مجال حقوق النشر التي تقتطع من أرباحها.
ويتعين على ميركل الموازنة بين تلك المخاوف وبين الحاجة إلى التوصل إلى توافق مع بكين بخصوص الحد من طموحات إيران النووية.
وتدرك المستشارة الألمانية أيضا مدى أهمية الصين لألمانيا من الناحية
الاقتصادية وتحرص على ضمان استمرار الوصول إلى السوق الصينية الضخمة.
وبلغ حجم التجارة البينية بين البلدين العام الماضي 63.2 مليار دولار
وهو ما يعادل نحو ثلث التجارة الصينية مع الاتحاد الأوروبي كله ويجعل ألمانيا أكبر شريك تجاري للصين بين دول الاتحاد.
وقال مينج هونج الباحث في معهد البحوث الألمانية في جامعة الشعب في بكين "سيشجع نمو التعاون الاقتصادي الصيني الألماني ميركل على دعم التواصل السياسي."
وسيرافق ميركل كل من مايكل جلوس وزير الاقتصاد وفولفجانج تيفينزيه وزير النقل إلى جانب وفد من 40 من كبار مديري الشركات الكبرى.
وكانت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية قد قالت الشهر الماضي إن خط
قطارات فائقة السرعة بين شنغهاي ومدينة هانجتشهو سيستخدم بعض
التكنولوجيا الألمانية. ويشير ذلك إلى إمكانية توقيع الصين على اتفاق لاستخدام تكنولوجيا خطوط السكك الحديدية السريعة التي تنتجها مؤسسة ترانسرابيد وهي اتحاد بين شركتي ثيسينكروب وسيمينز والحكومة الألمانية.

الأكثر قراءة