"المركزي الأوروبي" يعدل تصوراته عن التضخم

"المركزي الأوروبي" يعدل تصوراته عن التضخم

برغم أنه مجرد تغير بسيط، ولكن من الممكن أن يعمل على إرباك الأسواق المالية، حيث سيبدأ الخبراء الاقتصاديون العاملون في البنك المركزي الأوروبي في حزيران (يونيو) المقبل، عرض تقديرات جديدة حول تطوّر الفائدة في المستقبل ضمن تصوراتهم للتضخّم والنمو الاقتصادي. وتشير التصورات إلى تقديرات حتى هذه اللحظة، تبيّن كيفية تطوّر الاقتصاد، وحجم التضخم، إذا ما ترك البنك المركزي الأوروبي الفائدة الأساسية دون تغيّر. وتشير التصورات إلى تقديرات من بين الاستنتاجات المستقبلية، بأن البنك المركزي الأوروبي سيعمل على تغيير الفائدة الأساسية في المستقبل. وبدلاً من الفائدة قصيرة الأمد الثابتة، يرى خبراء البنك المركزي، أن مبادئ السوق المالية سوف تتطوّر في غضون العامين المقبلين وفقاً لتغيّر الفائدة المتوقعة في السوق.
ويقول إيكسل فيبير رئيس بنك الاتحاد في ألمانيا: "إن هذا التغيّر يُعد طبيعة تقنية خالصة. ومن المفترض عدم إساءة فهمها، بأن سياسة الفائدة المستقبلية المُتبعة لدى البنك المركزي الأوروبي ستكون ثابتة".وتوضّح أقوال فيبير الخطر المقترن بالتغيّر التقني، حيث من الممكن أن يكون مشاركو السوق قد حاولوا الإشارة إلى أن البنك المركزي الأوروبي ينوي إتباع توقعات السوق من خلال سياسته المالية. وعلى الأقل، من المفترض أن يتم تفسير التصورات في المستقبل على نحوٍ مختلف، الشيء الذي يُفترض في البنك المركزي الأوروبي كذلك التركيز عليه فقد أشارت تصورات التضخم بنسبة 2.2 في المائة خلال العام المقبل حتى الآن، إلى أنه من المحتمل أن يكون رفع سعر الفائدة أمراً ضرورياً.
ولدى الإعلان الأول للتصورات قبل ستة أعوام، رأى البنك في رفع الفائدة أنها منفعة. فكرة الفائدة قصيرة المدى الثابتة "يُفترض أن تعمل على تخفيف حدة الجدال في المجلس الاستشاري للبنك المركزي الأوروبي، والتي تُظهر العواقب المحتمل نشوبها عن السياسة المالية غير المتغيّرة من خلال أفق التصورات"، كما ورد في التقرير الشهري لكانون الأول (ديسمبر) عام 2000. ولكن تشير تصورات التضخم المستقبلية بنسبة 2.2 في المائة، إلى أن على البنك المركزي الأوروبي رفع سعر الفائدة الأساسية قدر الإمكان أعلى من توقعات السوق.
ويقول أولريش كاتر الخبير الاقتصادي في بنك ديكا أن التغيّر في التصورات لا يعني التغيّر في استراتيجية السياسة المالية وسوف يوجّه المجلس الاستشاري في البنك المركزي الأوروبي سياسته المالية أكثر على أساس وفرة المعلومات، والتصورات تُعد جزءا منها فقط. ويلازم التصورات ظاهرياً دور أساسي: الإجراءات التمهيدية لوكالات الأخبار عن كيفية الشكل الذي ستظهر عليه التصورات، ويمتصها مراقبو البنك المركزي الأوروبي بحماس. وما قد يلفت انتباهك، أن المجلس الاستشاري يعمل على تغيير الفائدة الأساسية غالباً، وذلك عندما يعرض التصورات المتعلّقة بكل ربع من السنة.

و يريد البنك المركزي الأوروبي تجنّب الانطباع الذي يشير إلى اقتراب استراتيجيته للسياسة المالية. وتوجّه بنوك الاحتياط سياستها المالية بقوة نحو توقعات التضخم، وتستخدمها، بهدف توضيح سياستها المالية للعامة. وبالإضافة إلى هذا، يختفي التشديد على مخاطر الأسعار من قبل البنك المركزي الأوروبي تحت الطاولة، والتي من الممكن أن تنشأ عن تطوّر حجم المال، والقروض الائتمانية.

وحتى هذه اللحظة، بدت التصورات حول معدلات التضخم المستقبلية غالباً أقل، ومعدلات النمو الاقتصادي أعلى بكثير. وبرر أوتمار إيسينج، الخبير الاقتصادي في البنك المركزي الأوروبي، التقديرات الخاطئة في تطوّر معدل التضخم، بأن الخبراء الاقتصاديين قدّروا حتى فترة طويلة معدلات متدنية جداً لأسعار النفط. ويتم العمل اليوم على التصورات اللاحقة للخبراء الاقتصاديين في نظام اليورو، وسيتم الإعلان عنها في حزيران (يونيو) المقبل.
وقال بعض أعضاء المجلس الاستشاري، ورئيس البنك المركزي الأوروبي، جان كلود تريشيه إلى أنه من المحتمل أن تبدو تقديراتهم أعلى مما كانت عليه في آذار (مارس). حينها، توقّع خبراء الاقتصاد في البنك المركزي الأوروبي نمواً خلال العام المقبل يراوح بين 1.5 و 2.5 في المائة، ومعدل التضخّم بين 1.6 و 2.8 في المائة.
ويقول نظر مايكل شوبرت خبير الاقتصاد في البنك التجاري إن تغيير الأفكار حول الفوائد قصيرة الأمد يمكن أن يؤدي إلي تقليص تصورات شهر حزيران (يونيو) حول النمو الاقتصادي لعام 2007 عن التصورات التي وضعت في آذار (مارس). ولأنه من المتوقع حتى نهاية عام 2006 نحو 100 نقطة أساسية أعلى في مبدأ الفائدة في السوق المالية، أعلى مما عرضه خبراء الاقتصاد في البنك المركزي الأوروبي في شهر آذار (مارس)، ومن المفترض حينها أن تظهر تصورات النمو الاقتصادي لعام 2007 مخففة بقوة، حسب ما ورد عن شوبيرت في تحليله الاقتصادي.

الأكثر قراءة