طبيب في مانهاتن يجري جراحة آلية لصبي في غانا يعاني من مشاكل في الكلى
طبيب في مانهاتن يجري جراحة آلية لصبي في غانا يعاني من مشاكل في الكلى
في جراحة آلية أجريت أخيرا في مانهاتن بواسطة روبوت ذي أصابع ساحرة تم إنقاذ الصبي "أومورو آدي" البالغ من العمر ستة عشر عاما، ويعاني من اضطرابات خطيرة في الكلى.
وتعد الجراحة الآلية إحدى المفارقات المذهلة التي تضمنتها الرحلة التي قام بها أومورو آدي عبر مناطق زمنية وثقافات مختلفة اطلع فيها على تمثال الحرية والهواتف المحمولة والمطبخ الأمريكي، إضافة إلى أن الجراحة الآلية التي استغرقت ثلاث ساعات كان مصيره فيها بين يدين صغيرتين من الستانلس ستيل.
وعلق "آدي" قبل إجراء الجراحة قائلا: يمكنني القول إنني سعيد جدا، إنه أمر لا يصدق. وأضاف الدكتور مايكل باليز، الذي أشرف على تلك الجراحة الآلية، قائلا: ما لا يُصدَّق بالفعل هو كابوس الرعاية الصحية الذي تركه هذا الصبي خلفه.
ففي بلد مثل غانا يقطنه عشرون مليون نسمة لا يوجد سوى سبعة أطباء للمسالك البولية، وهم المختصون في علاج مشاكل الكلى، ولم يتوافر لديهم التدريب الكافي لإجراء الجراحة اللازمة لعلاج "آدي" الذي كان بدوره يعاني من عيب خلقي، حيث انحرفت بعض الأوعية الدموية عن مسارها لتخترق كليته اليسرى.
وقد توفي جراحو المسالك البولية الثلاثة الذين كان باستطاعتهم إجراء العملية في غانا إثر حادث سيارة بالأرياف منذ ستة أشهر. وبدأت مشاكل الكلية عند "آدي" حينما تسببت في آلام شديدة بظهره، ولا سيما عند شرب المياه، مما أدى لتغيبه الدائم عن المدرسة.
وقال د. باليز طبيب المسالك البولية في مركز جبل سيناء الطبي الذي أجرى الجراحة لآدي دون مقابل "نطلق على هذه الحالة انسدادا في قناة الاتصال بين الحوض ومجرى البول, وبشكل أبسط يمكن القول إن الأوعية كانت تخنق الكلية".
وأضاف باليز "وإذا ترك الصبي دون علاج ستستمر الأوعية الدموية في النمو، مما سيتسبب في تشويه الكلية وإضعاف وظيفتها, وفي النهاية ستتعرض كلتا الكليتين للتلف نتيجة استمرار البول في التجمع والتراكم مما سيزيد من احتمال الإصابة بالعدوى. وهذا الأمر يعد جد خطير ومهددا للحياة في بلد مثل غانا، فالإصابة بالعدوى هناك، لا ريب، تعد أمرا شديد الخطورة".
كان يمكن أن تتكلف الجراحة وحدها نحو 40 ألف دولار أمريكي. وبمساعدة روبوت بثلاث أذرع، اثنتان منها تحلان محل ذراعي الجراح والثالث عبارة عن كاميرا، تمكن الدكتور باليز من إزالة تلك الأوعية الدموية عن طريق أربعة شقوق بالقرب من السرة لم يتجاوز حجم كل منها قطر القلم الرصاص. وهذا الشق الجراحي قليل الحجم يكون أقل تأثيراً على المريض. وقد خرج آدي من المستشفى في وقت مبكر صباح اليوم التالي.
وقال الدكتور باليز: " كان الأمر صعباً من الناحية الفنية أكثر مما توقعت، حيث وجدنا العديد من الأوعية المتداخلة أكثر مما رأيناه على الأشعة المقطعية. ولكننا تمكنا في النهاية من إزالة هذا العيب وإعادة تشكيل الكلية".