جابر عصفور: هناك فرق بين مرشح ترشحه مصر رسميا وآخر يستخدم علاقاته الشخصية لذلك
تحولت بطاقة سفر إلى قنبلة مفخخة زلزلت أركان المجلس الأعلى للثقافة في مصر وتحديدا داخل لجنة الشعر به، حيث تسببت بطاقة السفر التي أثارها الشاعر أحمد الشهاوي في أزمة حادة بين أعضاء لجنة الشعر التي يترأسها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي, والبطاقة عبارة عن دعوة سفر طالب بها أحمد الشهاوي المجلس للسفر إلى مهرجان مديين الشعري الذي يُقام في كولمبيا الشهر المقبل، واتهم الشهاوي اللجنة بعرقلة هذه الدعوة واستبدال اسمه باسم الشاعر سيد حجاب للسفر بدلا منه.
اكتشف الشهاوي في بيان نشره في العديد المواقع الإلكترونية والصحف عن تجاوزات قامت بها لجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة لعرقلة سفره، موضحا أنه قام بالحصول على هذه الدعوة بجهوده واتصالاته الشخصية, وعندما طلب من مهرجان مديين الشعري إرسال دعوة السفر الخاصة به عن طريق المجلس الأعلى للثقافة فوجئ أن المجلس قام بترشيح شاعر آخر بدلا منه.
ما أثاره الشهاوي تسبب في زوبعة كبيرة داخل لجنة الشعر في المجلس، وأكد جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة, أن موقف لجنة الشعر في الأزمة التي أثارها الشهاوي موقف صحيح وقانوني. وأوضح أن إدارة العلاقات الثقافية الخارجية تلقت كعادتها كل عام دعوة من مهرجان مديين العالمي للشعر الذي يقام في كولمبيا لترشيح شاعر يمثل مصر في المهرجان، وقامت الإدارة بتحويل الدعوة إلى المجلس ومن ثم قمت بتحويلها إلى لجنة الشعر، حيث تقوم اللجان المختصة في المجلس بترشيح أعضائها أو مَن ترى أنهم يستحقون تمثيل مصر في مثل هذه المهرجانات.
ورشحت اللجنة الشاعر سيد حجاب وهو قامة شعرية كبيرة لا خلاف عليها، وأبدى جابر عصفور دهشته من البيان الذي أصدره الشهاوي وقال إنه لا يدل على شيء سوى الخصومة الفردية التي لا أساس لها من الموضوعية، فالشهاوي تلقى دعوة شخصية عن طريق علاقته واتصالاته ولا علاقة لها بدعوة سيد حجاب. وقد قدم دعوة للمجلس بالحصول على بطاقة سفر, وكان رديّ عليه أن طلبه سيتحول إلى إدارة العلاقات الثقافية الخارجية وإذا سمحت ميزانيتهم سوف تستجيب لطلبه، لأن هناك فرقا بين مرشح ترشحه مصر رسميا وتتحمل وزارة الثقافة تكاليف سفره، وآخر غير رسمي استطاع بعلاقته الشخصية أن يحصل على دعوة.
من جانبه قال الشهاوي إن الأمر ليس به أي أمور شخصية، مؤكدا أن الدعوة جاءت باسمه, وأراد المجلس أن يضع سيد حجاب بدلا منه، لأنه، أي الشهاوي، قد استقال من لجنة الشعر وأرادوا معاقبته.
أما الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي الذي يترأس لجنة الشعر فقد رفض التعليق على ما يحدث، فيما أكد الشاعر سيد حجاب أنه غاضب جدا من رأي أحمد الشهاوي في قيمته الشعرية. وقال إنه قد تجاوز الحقيقة حين قال إنني استوليت على هذه الدعوة، فالشهاوي يعرف طبيعة العمل في اللجنة التي كان عضوا فيها وهو يعرف أن اللجنة تلقت خطابا لترشيح أحد الشعراء لمهرجان مديين الشعري، أما هو فقد حصل بطريقته الشخصية على دعوة من المهرجان ذاته، وأظن أيضا أننا جميعا نعرف كيف يتم الحصول على الدعوات الخارجية من المهرجانات وكيف يترجم الكتاب إبداعاتهم إلى اللغات الأخرى بعلاقاتهم الشخصية, وهو ما جعل كاتبة مثل أليفة رفعت التي لا يعرفها عامة المثقفين أهم كاتبة قصة في العالم العربي لدى الغرب.
وبعيدا عن تفاصيل دعوة السفر وما شابها من انتقادات وملامسات فإن هذه الأزمة تكشف إلى حد كبير عورات الواقع الثقافي داخل المجلس الأعلى للثقافة، على سبيل المثال، وأعطت صورة في المعارك الثقافية وأنواعها، فالمعركة التي تدور حاليا ليست لها علاقة بالمعارك الثقافية التي كانت تسود الأوساط الثقافية في حقبة الخمسينيات والستينيات، حيث كانت المعارك التي خاضها طه حسين والعقاد والمازني تصب في خدمة الثقافة والمثقفين وتثري الحياة الثقافية. أما الآن,وحسب قول العديد من النقاد, أصبحت المعارك فارغة مثل بالونات الهواء تحدث فرقعة وجلبة دون تغير أو تطور حقيقي علي أرض الواقع.