وزارة الداخلية تطلق الرقم 991 لخدمة المواطنين والمقيمين قريبا

وزارة الداخلية تطلق الرقم 991 لخدمة المواطنين والمقيمين قريبا

بمرور يوم أمس الجمعة 12 أيار (مايو) 2006 تكون بلاد الحرمين الشريفين "المملكة العربية السعودية" قد خلعت إلى غير رجعة, بإذن الله, ثوبها "الثالث" الذي سعت أيادي الإثم والعدوان إلى محاولات تدنيس لونه الأخضر "لون المحبة والسلام" بلون أحمر حصرت هذه الأيادي انعكاساته المتعددة في قتل أنفس معصومة وتخريب مكتسبات وطنية مشهودة, وذلك من خلال عمليات إفساد وإجرام شهدتها عدد من المناطق والمدن والقرى في البلاد, لكنها في كل الأحوال أجهضت في مهدها بفشل ذريع عاد على من تورط فيها بالذل والخيبة, بعد أن قابلتها القطاعات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية بنجاحات نوعية باهرة, وبحلول استباقية مكنتها من اكتشاف ما يخطط له قبل وقوعه. إلا أن الأمر المؤكد أنه وبعد انقضاء ثلاثة أعوام على تصدي الأجهزة الأمنية لهذه المحاولات الضالة التي كانت تريد زعزعة أمن المواطنين واستقرار بلادهم, أن وزارة الداخلية لم تكتف بنجاحها في الشق الأمني فحسب بل إنها قدمت في شق آخر أنموذجا إلى كل دول العالم, بعد أن عالجت الفكر التكفيري لمن قبض عليهم من معتنقيه, فتراجع معظمهم وأعلن ندمه وتوبته, وليس أدل على ذلك من قول وزير الدفاع البريطاني حينما زار البلاد "نريد أن نتعلم ونستفيد من جهود السعودية التي تبذلها في مقاومة الإرهاب" ومنذ ذلك الحين قدمت من لندن إلى الرياض قيادات أمنية واستخباراتية والتقت في اجتماعات عديدة نظراءها السعوديين لنقل "الوصفة" العلاجية الفكرية السعودية وتطبيقها في بريطانيا بعيدا عن الإجراءات الأمنية.
من جهة أخرى, أبلغ "الاقتصادية" العميد سلمان اليحيى قائد مركز القيادة والسيطرة والتحكم في وزارة الداخلية أن الوزارة بصدد الإطلاق الرسمي للرقم 991 الذي سيعمل 24 ساعة لخدمة المواطنين والمقيمين بعد أن أثبت هذا الرقم كفاءته أثناء حادثة غرق العبارة المصرية "السلام 98", مؤكدا أنه سيكون بإمكان المواطنين ومن خلال هذا الرقم نقل ملاحظاتهم على رجال الأمن في حال تعرضهم لأي تصرف غير نظامي أو كلام غير مقبول.
واعتبر اليحيى مركز القيادة والسيطرة والتحكم الذي يشرف عليه ويتابع أداءه أولا بأول الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية, بنك معلومات أمنية وإدارية لمتخذي القرار.

وفيما يلي مزيدا من التفاصيل:

يستعد مركز القيادة والسيطرة والتحكم لانطلاقة مختلفة في كل شيء، وذلك من خلال تعزيز إمكاناته البشرية والآلية إلى جانب استخدام أحدث ما توصلت إليه التقنية الفنية، وتكنولوجيا المعلومات، حتى يستطيع القيام بالمهام الموكله إليه بسرعة ودقة وسهولة، تساعده على إعداد تقاريره اليومية عن الأوضاع الأمنية، والاجتماعية، والصحية، والاقتصادية، ومن ثم رفعها بشكل مركز ومختصر ومفيد لعدد من كبار المسؤولين في وزارة الداخلية لاتخاذ أنسب القرارات بشأنها ومعالجة المهم منها بصورة فورية.
ووفقا لقائد مركز القيادة والسيطرة والتحكم فإن مركز القيادة والسيطرة والتحكم أنشئ قبل أكثر من 20 عاما، تحت اسم غرفة العمليات المشتركة، إلا أنه وبعد غزو الكويت وحرب تحريرها، وما شهدته البلاد من أحداث وتطورات، فقد صدر توجيه الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، بتطوير وتحديث هذه الغرفة لتصبح مركزا للقيادة والسيطرة والتحكم، تتولى إدارة الأزمات والحالات الطارئة. وتم تصميم المركز على غرار أحدث مراكز القيادة في العالم، خاصة ماهو موجود في اليابان، حيث صدرت موافقة المقام السامي بتاريخ 6/2/1409 هـ على تكليف إحدى الشركات الأمنية لتنفيذ مشروع مركز القيادة والسيطرة والتحكم في وزارة الداخلية.
ومع تعاقب الأحداث الأمنية محليا وإقليميا ودوليا صدر توجيه يتضمن سرعة تحريك عجلة تطوير المركز بحيث لا يقتصر عمله على كونه حلقة وصل أو تنسيق بين القطاعات الأمنية، بل يشمل جميع المعلومات ذات التأثير في اتخاذ القرارات المناسبة في حينها.
"القيادة والسيطرة والتحكم" اسم على مسمى، من يتاح له الدخول سيعرف مقدار ما يبذل من جهود جبارة لا نعلمها، قد لا يقدر البعض أهميتها، وقد لا ندرك مدى ضخامة مسؤولية من يعمل فيه.. إن دخلت هذا المركز ستشعر حتما أنك ترى كل شيء وتعرف كل شيء. حركة دؤوبة، وانهماك تام، انشغال بصغير الأمور قبل كبيرها، تقارير مختصرة وأخرى موسعة، اتصالات لا تنقطع، وأوامر لا بد أن تنفذ في الحال. ستقف احتراما لتفكر باطمئنان تام في أفضل طريقة لتزجي من خلالها أفضل عبارات الشكر والثناء لمجموعة من الأفراد يعملون على مدار الساعة ولا يضعون نصب أعينهم سوى سلامتك وأمن وطنك.
هذا المركز الذي يرتبط مباشرة بالأمير محمد بن نايف بن عبد العزيزمساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الذي يعطيه كثيرا من وقته وكبير عنايته وقوة دعمه. المركز يعمل بصمت واستطاع أن يحقق من الإنجازات ما لا نستطيع تعدادها، ويتابع بكل جدارة جميع الأوضاع التي لها مساس بالأمن في جميع أنحاء المملكة، من غربها إلى شرقها، ومن جنوبها إلى شمالها، وكان له دور كبير في الحلول التي وضعت للكثير من المشاكل الأمنية التي وقعت في عدد من المدن والمحافظات والقرى السعودية.
"الاقتصادية" زارت مركز القيادة والسيطرة والتحكم الذي لا يعرف الكثيرون شيئا عنه، وتجولت في إداراته وأقسامه، وشاهدت طبيعة مهامه، وأساليب وآليات تنفيذها، واستمعت إلى شرح موسع من قائده العميد سليمان اليحيى، وخرجت بعد أن قضت أربع ساعات بالمحصلة التالية:

مهام مركز القيادة والسيطرة
مركز القيادة والسيطرة يرتبط مباشرة بالأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، ليزوده بالقوة الإدارية التي تمكنه من سرعة تنفيذ التوجيهات ومتابعة الوضع الأمني والأعمال والمهام الموكلة إليه.
ومن أبرز مهام مركز القيادة والسيطرة كما يوضحها العميد سليمان اليحيى قائد القيادة والسيطرة: مراقبة الحالة الأمنية لأنحاء المملكة كافة، ورصد وتحليل المؤشرات السلبية والرفع بها لصاحب الصلاحية، مع اقتراح الحلول لها، إدارة الأزمة أو الحدث الأمني في حالة تجاوز قدرة الجهات الأمنية في المنطقة أو في حالة تجاوزه أكثر من منطقة. تنسيق جهود القطاعات الأمنية عند التعامل مع الحدث وفق الخطط الأمنية المعدة لكل حالة، التنسيق مع الإدارات والمؤسسات الحكومية والخاصة ذات العلاقة فيما يخدم متابعة ومعالجة الأحداث التي تظهر في حينها.
ويعمل المركز على التنسيق مع غرف العمليات المشتركة في إمارات المناطق لمعرفة الحالة الأمنية، جمع وتصنيف وتحليل المعلومات الأمنية التي تقع يوميا، استقبال البلاغات المهمة أو المعلومات الأمنية وتمريرها للجهات المعنية بعد التأكد من صحة مصدرها، رصد ما يرد من إمارات المناطق حول ردود أفعال المواطنين والمقيمين حيال الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وتحليلها، توفير المعلومات الإدارية والجغرافية لتكون في متناول القطاعات الأمنية من خلال نظام المعلومات الجغرافية في المركز، متابعة الأحداث والأزمات الأمنية الدولية وإعداد التصورات والافتراضات وانعكاساتها داخليا، وتقييم إجراءات معالجة الأحداث واستخلاص الدروس المستفادة منها.

مركز القيادة والسيطرة هل هو جهة إشرافية؟
يعتبر المركز جهة تقوم بمهام تنسيقية ومتابعة للنواحي الأمنية، مما يزيد فاعلية أداء الأجهزة وتسهيل عملها.

هل يقوم المركز بدور التوجيه؟
بالتأكيد نقوم بدور التوجيه، وذلك في حال وجود أهمية للحالة التي ترد إلينا يتم تمريرها فورا للأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وبالتالي يصدر من قبله التوجيهات. كما نقوم بدور مهم وهو تنسيق الجهود بين القطاعات التابعة لوزارة الداخلية كافة لتسهيل متابعة البلاغات والأحداث التي تحصل على الساحة.

وهل يتطلب عملكم ورود بلاغات إليكم؟
ليس بالضروري أن يكون هناك بلاغ، بمعنى أنها أحيانا ترد إلينا معلومة معينة من إحدى المحطات الفضائية، وأشير هنا إلى أن لدينا فريقا متخصصا لمتابعة المحطات الفضائية، ومهمتهم رصد ومتابعة الأخبار المتعلقة بالأحداث الخاصة بالمملكة وتدوينها، ومن ثم الاتصال بالمنطقة المشار إليها في الخبر للاستفسار عن صحة تلك الأنباء الإعلامية ومعرفة ما يجري بدقة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، ورد في إحدى المحطات الفضائية خلال الفترة الماضية خبر يشير إلى وجود إطلاق نار ودهم في شمال الرياض، وعملنا على الفور على الاتصال بغرفة العمليات المشتركة لأننا مرتبطون بها، ولدينا غرف عمليات مشتركة في كل منطقة من مناطق المملكة للتأكد من صحة الخبر، وذكروا لنا أن الخبر غير صحيح وأن الموضوع عبارة عن مسح أمني لمنطقة معينة، وتفتيش عشوائي لقاطنيها، وبالتالي من نقل هذه المعلومة يظن أن هذه عبارة عن دهم أو حالة أمنية، والمعروف أن أجهزة الإعلام كافة تسعى إلى السبق الإعلامي بغرض التميز.

يتضح من خلال حديثكم أنكم تتابعون ما ينقل في الفضائيات من الأحداث الأمنية التي تقع في المملكة؟
نعم، وكل ما يتعلق بأمن المملكة، وبالتالي في حال ظهور الخبر على القنوات الفضائية، فإننا نعمل على متابعته إلى أن نتأكد منه، وبالتالي نعمل على نفيه إن كان الخبر غير صحيح، أو توضيحه على الفور في حال وجوده بالفعل، وذلك عن طريق اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية.

ما أبرز الحالات التي يتابعها مركز القيادة والسيطرة؟
في بداية عمل المركز تابعنا الحالات القائمة ابتداء من أزمتي الخليج الثانية والثالثة، إلى الهجوم الأمريكي على العراق، وكان المركز يرصد ردود أفعال المجتمع في المملكة، عن طريق إمارات المناطق، والقطاعات الأمنية، وترفع بالتالي إلى الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، ثم لمساعده، وبالتالي تصدر التوجيهات للمركز، كما يعمل المركز على الاستفادة من المواقف والأحداث التي تحدث في المملكة، لترفع بالتالي إلى المقام السامي، وللجهات المعنية الأخرى، بعد توضيح المرئيات والمقترحات.
وإذا كانت هناك ردود فعل لدى المواطنين سواء كانت إيجابية أو سلبية تجاه أي خدمة يحتاج إليها المواطن، وبالتالي نعمل على إحالتها إلى الجهات المعنية لمعالجتها تبعا للاختصاص.

هل لكم متابعة أو تنسيق مع الدوريات الأمنية، ومراكز الشرطة؟
طبعا هذا سيكون في الخطوة المقبلة، ونحن نسعى حاليا إلى إطلاق خدمات جديدة وسيراها المواطنون في القريب العاجل. وأود أن أشير إلى أن مركز القيادة والسيطرة عبارة عن جهة تنسق الجهود بين القطاعات الأمنية كافة، والقطاعات الأخرى، كما يتركز عمله على متابعة الوضع الأمني بشكل عام ورفع تقرير يومي للأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية فيما يتعلق بالحالة الأمنية تفصيلا وإحصائيا تراكميا، بحيث يتم إطلاعه على تفاصيل أوضاع جميع القطاعات.

وهل هذا يتم على مدار الساعة؟
بالتأكيد على مدار الساعة، ولدينا تقرير شهري عن هذه النتائج وهو يرصد نشاط القطاعات الأمنية ككل، والدروس المستفادة وردود أفعال المواطنين عن كل شيء.

سنعمل على رصد الملاحظات ومعرفة ردود الأفعال

وسألت "الاقتصادية" عن إمكانية أن يقوم المركز بمهمة رصد ردود الأفعال، وأجاب العميد اليحيى قائلا: نعم، تستطيع أن تقول ذلك، ولكن سيتركز هذا العمل بشكل محدد خلال الفترة المقبلة، بمعنى أننا سنبدأ في رصد آراء واتجاهات المجتمع سواء فيما يتعلق بالنواحي الأمنية أو الأوضاع الأخرى. وأشار اليحيى إلى أن الجمهور السعودي يثق بوزارة الداخلية بشكل كبير، مؤكدا أن الكثير من المواطنين إذا حدثت لهم أي عوائق في أي دائرة حكومية فإنهم يلجأون إلى وزارة الداخلية لحل مشاكلهم.
وأضاف قائلا: "لا أنسى أن أقول إن الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية يوجه دائما بضرورة معالجة كل الأمور التي تحال إلى المركز في أسرع وقت من خلال الاتصال على الجهات المعنية لحل مشاكل المواطنين".

هل يمكن استقبال الملاحظات عن طريق البريد الإلكتروني؟
هذا غير متوافر حاليا، ولكن في القريب العاجل هناك عدة وسائل نسعى إلى تحقيقها لراحة المواطن وسهولة وصول شكواه على وجه السرعة، وأؤكد لكم أن هناك عددا من الخدمات التي سيطلقها المركز خلال الفترة المقبلة، بمعنى أن هناك عدة أمور ستتضمنها الخطة المقبلة للمركز والهدف منها خدمة المواطن وهو في منزله، وقياس رأيه حول نشاط القطاعات الأمنية.

هل سبق أن تنبأ المركز بحدث معين؟
لا يحضرني حاليا مثال معين، ولكن ما أستطيع أن أذكره أن التنبؤت جزء من مهام المركز، وهو يحاول أن يستقي معلوماته من أوساط المجتمع سواء القنوات الفضائية، أو الصحف، أو المواقع الإلكترونية ومن ثم دراستها لمعرفة الأوضاع المقبلة. وهذه المعلومات التي نلتقطها تمكننا من معرفة الحدث وتوابعه، وبالتالي يتم الرفع بها إلى الأمير محمد بن نايف لإصدار التوجيه اللازم، وأشير هنا إلى أن بإمكان المركز أن يصبح أداة لمتابعة القطاعات الأخرى بصورة غير مباشرة.

هل تطمحون إلى زيادة عدد الموظفين العاملين في المركز حاليا؟
بالتأكيد، والآن كمرحلة أولية نسعى إلى أن يتضاعف العدد ويتطور ولدينا خطة وكما تعلمون أن المركز يتكون من غرفة عمليات، وهذه الغرفة تستقبل الاتصالات التي ترد على الرقم 991، وبالتالي نحتاج إلى أن تتضاعف الأعداد بشكل مكثف. ولقد واجهنا في كارثة العبّارة ضغطا هائلا من الاتصالات، ونحن لا نملك حاليا سوى 15 خطا داخليا، وبالتالي فكرة زيادة الموظفين والخطوط واردة.

هل بالإمكان استخدام خط 991 في أي منطقة من المملكة ؟
نعم وقد استخدمه العديد من المواطنين في حادثة العبارة التي وقعت خلال الفترة الماضية ومن مناطق متعددة من المملكة، وبالتالي فإن هذا الرقم بخلاف 993 من حيث إن الرقم الأخير إذا اتصلت عليه من أي مكان فإنه يعمل على تحويلك إلى أقرب مركز للشرطة، ولكن 991 يحولك على مقر وزارة الداخلية مباشرة، وبالتالي يتم تحديد موقعك.
ونحن في مركز القيادة والسيطرة نتلقى العديد من الاتصالات التي تؤكد أن لديها معلومات عن حوادث إرهابية أو جنائية، والمبلغ يريد ألا يظهر اسمه أو معلوماته، وبالتالي تتم مباشرتها بشكل سريع.

هل يعني ذلك أن لديكم معالجة وقتية ؟
لا، المعالجة الوقتية لاتتم في الحالات العادية و لكننا نعتبرها في الأزمات فورية وليست وقتية.

استقبال الملاحظات والتنسيق مع الجهات الحكومية

وأوضح اليحيى خلال حديثه أن مركز القيادة والسيطرة يحاول من خلال عمله أن يقضي على "البيروقراطية" في إنهاء الإجراءات، وأنه لا يكتفي بالرد على الاتصالات وإنما متابعتها إلى أن تحل.
ولفت اليحيى إلى أن المركز يعمل على التنسيق ومتابعة الأجهزة الأمنية الأخرى، مؤكدا أن كل رجل أمن يدرك حاليا أنه محط أنظار المركز، وبالتالي إذا اتضح له أن عمله مراقب فإنه سيعمل على التفاني في تقديم خدماته للجمهور وفقا للأنظمة.
وكشف اليحيى عن أن المركز بصدد تدشين خدمة الرد الآلي عن طريق 991، من خلال الاتصال على الرقم واختيار نوع الحالة التي سيخبر عنها بالضغط على أحد الخيارات التي يسمعها، مشيرا إلى أن الجهاز سيطلب من المتصل عرض بياناته وأرقامه لكي يتسنى للمسؤولين الاتصال عليه في وقت لاحق.
وتابع اليحيى أن المركز يستقبل المعلومات والملاحظات كافة، ويعمل على تدوينها بشكل سري، نظرا لحساسية المعلومات في بعض الأحيان، مؤكدا أنه لا يتم إهمال الاتصالات وإنما متابعتها مع الجهات المعنية، مستشهدا بعدد من الحالات التي وردت إلى المركز والتي تتعلق بالتذمر من خدمات جهات حكومية وتم حلها بشكل سريع.
وذكر اليحيى أن المركز يعمل على تسجيل المكالمات الهاتفية كافة التي ترد إليه، مؤكدا أن كل اتصال لا يحتوي على بيانات المتصل من حيث رقم هويته، وهاتفه، فإن المركز يتجاهله، مبينا أن بعض البلاغات قد تكون كيدية، أو كاذبة، وأن المركز دوره في الأساس تقصي الحقائق بعيدا عن هذه الأمور.
واستدرك قائلا: "هناك بعض البلاغات قد تخلو من هذه المعلومات- أي المعلومات الشخصية للمتصل- ولكننا نظرا لخطورة الأمر فإننا نسعى إلى التحقق منه عن طريق الاتصال بالجهة المعنية لتوضيح الحدث، وبالتالي خدمة الهدف النبيل الذي نسعى إليه وهو خدمة المواطن وتحقيق الأمن".
وبين اليحيى أن الرد الآلي لا يكتفي بأخذ معلومات المتصل وطلب انتظار الرد عليه، ولكنه يعرض عدة خيارات أمامه من بينها طلب المأمور شخصيا لتوضيح طلبه أو شكواه إليه، إذا استدعى الأمر ذلك.
وسألت "الاقتصادية" عن أن عمل المركز بالإمكان أن يتضارب مع القطاعات الأمنية أو الأجهزة الحكومية الأخرى، فأجاب اليحيى قائلا: " ليس هناك تضارب وإنما نحن نقوم بدور مكمل لهذه الأجهزة، كما نعمل بدور المنسق بينها، ولكن ينبغي أن يدرك المواطن أو المقيم أن المركز لا يتدخل في بلاغات الحرائق وهذا على سبيل المثال لا الحصر، ولكن نحن نتابع الحدث الذي يتطلب معالجة والذي يتضح فيه القصور".

ذكرتم أن المركز يتابع الشكاوى التي ترد إليه ولكن كم تستغرق مدة المتابعة؟
المركز يقوم فورا وفي اليوم نفسه بمتابعة الشكوى التي وردت عن طريق الاتصال، وقبل ذلك يتم إشعار المتصل مباشرة بأنه تم استقبال اتصاله، وأشير هنا إلى أن مركز القيادة والسيطرة يستقبل الملاحظات والاقتراحات كافة، كما يعمل المركز على طرحها على الخبراء والمختصين الذين بدورهم يضعون الحلول لمعالجتها قبل أن تتفاقم.

بنك معلومات أمنية وإدارية
مركز القيادة والسيطرة اعتبره قائده العميد سليمان اليحيى بنكا للمعلومات الأمنية والإدارية، كونه المكان المناسب الذي يهيئ المعلومة المتكاملة لمتخذ القرار سواء من حيث الخطط، أو المعلومات الأمنية، وحتى الإحصائية. هذه المعلومات جميعها محصورة في أجهزة الحاسب الآلي الموجود في المركز، إضافة إلى التقارير الأمنية السابقة التي يحتفظ بها في أدراج المركز. بنك المعلومات هذا يزود القيادات الأمنية بأدق التفاصيل التي يرغبون في استعراضها، كما يتم في ضوئها اتخاذ القرار المناسب.

الأحداث الأمنية ترفع حجم الاتصالات بالمركز
ويشير اليحيى إلى أن حجم الاتصالات التي يتلقاها المركز كبير جدا، وأنها تزداد في حالة وجود أحداث أمنية، أو كوارث معينة، مؤكدا أن كل الاتصالات التي ترد يتم تسجيلها آليا من قبل المركز.
وأكد اليحيى أن الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية حريص على مكافأة المتعاونين مع الأجهزة الأمنية، وتقديم الشكر لهم، مبينا أن ذلك ينطلق من إيمانه الشديد بضرورة سلامة المواطنين، وتحقيق الأمن لهم، وتشجيع المتعاونين.
وتابع أن "القيادة والسيطرة" لديها حاليا 25 خطا خارجيا مبينا أنه سيتم خلال الفترة المقبلة توسعة الخدمة الهاتفية، بإضافة خطوط جديدة على الخطوط الموجودة.

العاملون في "القيادة والسيطرة"
جميع العاملين في المركز هم من رجال الأمن، وعدد كبير منهم يمثلون قطاعات أمنية مختلفة، ويشير اليحيى إلى أن مستوياتهم التعليمية ماجستير وبكالوريوس، والقليل منهم يحمل الثانوية العامة، ويخضعون للتدريب المستمر، وقال إن المركز استعان ببعض الخبرات من الأكاديميين المتخصصين في مجال الإعلام، لكن اليحيى لم يستبعد استعانة المركز خلال الفترة المقبلة بعدد من المختصين في علم النفس والاجتماع لمساعدة عمل المركز والارتقاء به.

متابعة مستمرة
المتابعة والرقابة الميدانية جزء من عمل المركز، حيث يعمل المركز على متابعة الأعمال الميدانية لرجال الأمن من خلال استقبال الملاحظات عليهم، وبالتالي خلق شعور لديهم بأن وراءهم من يحاسبهم. والمركز يعمل كالمرآة التي تعكس أعمال الأجهزة والقطاعات الحكومية الأخرى من خلال الملاحظات والشكاوى التي ترد إليه، كما وفر المركز كاميرات تتمركز في عدد من الشوارع الرئيسية في العاصمة، وتتصل بأجهزة تلفزيونية متطورة تعمل على مراقبة الحالة العامة في الطرقات، وترصد عمل أفراد الأمن لتدوين الملاحظات.
سألنا العميد اليحيى عن هذه المراقبة التلفزيونية وهل هي تختص بالرياض أم أنها تشمل جميع أنحاء المملكة، فأجاب:" الكاميرات الآن خاصة بمدينة الرياض، ونطمح إلى أن نربط المملكة كافة بكاميرات خاصة لمراقبة جميع المناطق عبر دائرة تلفزيونية موحدة".

التقنية في المركز.. ومتابعة الحوادث الأمنية
يوفر مركز القيادة والسيطرة لموظفيه أجهزة تقنية عالية المستوى، تهدف إلى مساعدة العاملين في المركز على أداء عملهم بكل كفاءة، وهذه الأجهزة عبارة عن أجهزة حاسب آلي، تختص بعرض الخرائط الجغرافية للمملكة، لتحديد مواقع المدن والمحافظات وحتى القرى، والمعلومات الخاصة بالمناطق من حيث عدد السكان، والمنشآت الحكومية، وأعداد المنشآت الأخرى في المنطقة.
كما تحدد الأجهزة المواقع بكل كفاءة، وهذا يتضح لحظة وقوع حادث إرهابي، أو دهم وكر من أوكار الإرهاب، حيث تعمد الأجهزة الأمنية إلى الاستعانة بهذه الأجهزة، لتحديد المنطقة التي يقع فيها الحادث، ومدى خطورتها على المنشآت المجاورة لها.
وبدا ذلك جليا لحظة وقوع حادثة الرس، التي عثرت الأجهزة الأمنية على مجموعة من الإرهابيين المتحصنين في عدد من البنايات السكنية، حيث عمد مركز القيادة والسيطرة على تحديد موقع الحادث، لمعرفة ما إذا كان هناك منشآت مدنية ستتضرر. وكما ذكر الرائد خالد الفرحان فقد تم تحديد الموقع وتبين من خلال عرض خريطة الموقع على جهاز الحاسب الآلي وجود مدرسة للبنات قريبة من موقع الدهم، مما ساعد الجهات الأمنية على التعامل مع الحدث بأقل الأضرار.
هذه الأجهزة الموجودة في المركز تضم بداخلها كما كبيرا من المعلومات التي يحرص المسؤولون في المركز على تحديثها من وقت إلى آخر، وإضافة المعلومات الضرورية كلما استدعى الموقف ذلك.
مركز القيادة والسيطرة ومن خلال هذه المعلومات الغاية في الأهمية، يمثل بذلك الجزء المهم والمكمل للأجهزة الأمنية، كما أن العاملين في المركز على درجة عالية من الخبرة والتمرس على الأجهزة الحديثة.
الأمير محمد بن نايف وكما ذكر لنا العميد سليمان اليحيى، يقول دائما:" لا تتحدثوا، واتركوا أعمالكم تتحدث عنكم".

"الاقتصادية" في غرفة عمليات المركز
تجولت "الاقتصادية" في غرفة العمليات التابعة لمركز القيادة والسيطرة في مقر وزارة الداخلية، المنظر كان أشبه بخلية النحل التي لا تكل ولا تمل، وبالرغم من كثرة الاتصالات التي ترد إلا أن العاملين في هذه "الخلية" كانوا على أهبة الاستعداد لاستقبال المكالمات مهما بلغت كثرتها.
"العمليات مرحبا" بهذه العبارة يرد عليك موظفو غرفة العمليات، ليبعدوا الرهبة من المتصل، وليشعروه بالأمان. هذه الاتصالات لم تتوقف ونحن نتجول داخل غرفة العمليات ولو لحظة واحدة، وغالبية هذه المكالمات كانت تصدر من قبل أهالي أو أقارب الضحايا والمفقودين في العبارة المصرية التي غرقت أخيرا.
غرفة العمليات يوجد فيها عدة مكاتب تتبع ضابط اتصال الحرس الوطني، ضابط اتصال القوات المسلحة، وهم مختصون بمتابعة المنشآت الحيوية، ومتابعة أمن المديريات العامة.
هذه الغرفة زودت بعدد من أفراد القطاعات العسكرية المختلفة، بهدف مساعدة عمل المركز، والبقاء على اتصال مباشر مع إداراتهم وعلى مستوى مناطق المملكة.
غرفة العمليات مزودة بشاشات كبيرة لتوضيح الخرائط الجغرافية، وتحديد المواقع، إضافة إلى الأجهزة التلفزيونية التي تنقل الصورة المباشرة من مواقع الكاميرات الموجودة في الشوارع الرئيسية للرياض، لكي يتسنى للعاملين متابعة البلاغات وتحديد مواقعها عبر الأجهزة.

قاعة الاجتماعات الأمنية
توجهنا برفقة العميد سليمان اليحيى، والرائد خالد الفرحان إلى مقر قاعة الاجتماعات الأمنية، حيث يجتمع الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية مع ممثلي القطاعات الأمنية. هذه القاعة مزودة بأجهزة اتصال مباشرة مع القطاعات الأمنية، لإرسال التوجيهات بشكل مباشر من خلال هذه القاعة.
وتضم القاعة بنكا للمعلومات الخاصة بالمواقع، وأسماء الأشخاص، والخرائط، وأعداد السكان في كل منطقة. كما زودت هذه القاعة بأجهزة تلفزيونية كبيرة، تختص بنقل بث القنوات الفضائية، وأخرى لنقل صور الكاميرات الخارجية التي ترصد شوارع العاصمة.
هذه القاعة تابعت الأحداث الأمنية التي وقعت في الرياض وفي مناطق متعددة من المملكة، كما صدر منها العديد من التوجيهات الخاصة بالقبض على المطلوبين، أو متابعتهم، وحتى التأكد من صحة المعلومات التي تنقلها القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى.

متابعة الحركة المرورية
لا يقتصر دور مركز القيادة والسيطرة على متابعة الحوادث الأمنية أو الجنائية، بل يعمل على متابعة الحركة المرورية ليل نهار من خلال الكاميرات الموجودة على الطرق، والعوائق التي تصادف الحركة، وما يحصل من حوادث مرورية.
ويروي العميد سليمان اليحيى قصة انحراف صهريج مياه كبير عن الخط، وتعطيله الحركة المرورية، حيث يقول: "رصدت إحدى الكاميرات التابعة للمركز، انحراف الصهريج عن مساره، وانقلابه ظهرا على عقب في أحد الشوارع الرئيسية من الرياض، وعلى الفور عمد موظفو المركز إلى الاتصال بجهاز المرور لإخبارهم بالحادث، قبل أن يصل إليهم أي بلاغ ".

الترخيص لجهاز الاستغاثة
أكد العميد سليمان اليحيى أن وزارة الداخلية أنهت أخيرا إجراءات الترخيص للجهاز الجديد الذي يحدد موقع حامله في أي منطقة من مناطق المملكة، مبينا أن الجهاز سيكون متاحا أمام الجمهور خلال الأشهر المقبلة، خصوصا بعد موافقة هيئة الاتصالات السعودية على طرحه في الأسواق المحلية.
ولفت اليحيى إلى أن الجهاز الجديد سيرتبط مباشرة بمركز القيادة والسيطرة، وأنه في ضوئه سيتم تحديد موقع الشخص في حال تعرضه للتيه وسط الصحاري، أو المناطق النائية، وحتى البحار، مفيدا أن الشخص المفقود بإمكانه الضغط على زر طلب المساعدة المرتبط بغرفة عمليات مركز القيادة والسيطرة لإصدار إشارة وبالتالي تحديد موقعها على الخريطة الإلكترونية، ومن ثم توجيهه إلى أقرب جهة أمنية لتقديم الخدمة له.

توثيق الأخبار والمعلومات
يعمل المركز وبشكل يومي على رفع الملاحظات والاقتراحات التي ترد من خلال الرقم 991 إلى مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ليتم التوجيه بشأنها. وبالسؤال عن طبيعة هذه الاتصالات التي تبدي الملاحظات وأحيانا البلاغات الأمنية، أوضح العميد سليمان اليحيى أن الاتصالات التي يتم استقبالها تتعلق بالمعلومات الأمنية، وأن عددا كبيرا منها يتعلق بالتبليغ عن مطلوبين أمنيين أو قضايا جنائية. تحقيقا لتوجيهات وزير الداخلية، ونائبه، بأن المواطن هو رجل الأمن الأول.
وأشار اليحيى إلى أن هذه الاتصالات تفيد المركز من حيث معرفة الوضع الأمني لمنطقة معينة. كما بين اليحيى أن هذه الاتصالات تكون كالدروس المستفادة لعمل المركز. كما يتم إعداد ملف خاص تجمع فيه البلاغات الأمنية والملاحظات كافة، إضافة إلى الأخبار الإعلامية، لتوثيق هذه المعلومات والأخبار والرد عليها. ومع نهاية كل عام يتم إصدار ملف خاص يشتمل على المعلومات الأمنية اليومية كافة التي جرت خلال العام، من خلال تحديد اليوم والتاريخ ومكان وقوع الحوادث الإرهابية.

إحصائيات المكالمات الواردة على الرقم 991
تم حصر المكالمات الواردة على هاتف المركز (991) خلال الفترة من 4/1 إلى 8/1/1427هـ، حيث بلغت أكثر من 93476 مكالمة منها مكالمات متكررة من شخص أو عدة أشخاص يسألون عن شخص معين.
كما تم استقبال مكالمات من أشخاص يستفسرون عن أشخاص محددين- هل هم من ضمن ركاب العبارة- ومنهم من يتصل لأجل معرفة ما تم، ومنهم من يعبر عن شعوره نحو المفقودين، وبالتالي يتم تسجيل أرقام الهواتف التي يمكن الاتصال بواسطتها على ذوي الركاب السعوديين وطمأنتهم، أو إشعارهم في حالة نجاة ذويهم أو وفاتهم، وأنه سيتم إشعارهم لاحقا في حالة توافر أي معلومات عن أقاربهم المفقودين.

الأكثر قراءة