العبودي بدأ بـ «الشنطة» .. والآن يملك مؤسسة استثمارية
فيصل العبودي من الشباب السعوديين الذين يتلمسون طريقهم في عالم المال والأعمال بكل عزيمة؛ حيث بدأ حياته العملية فقط بعشرة آلاف ريال, وأسس مؤسسة للعقار والتجارة. تحدث العبودي عن مسيرته التجارية والمراحل التي مر بها منذ البدايات إلى التفاصيل:
متى وكيف كانت البداية؟
منذ نحو عامين كانت البداية الفعلية .. وكانت الفكرة قديمة وليست وليدة اللحظة، لكن لكوني موظفاً رسمياً سابقاً منعتني الأنظمة من تأسيس العمل الخاص ولشاب صرف ما ادخره من سنوات وظيفته التسع بعد استقالته.
وكغيري من المؤسسات الناشئة ما زلت تحت التطوير والتنمية لإدارة العمل وفق خطة استراتيجية رسمتها من قبل - حسب توقع التدفق النقدي والسوق ونوع العميل - إلى ثلاث سنوات ثم لخمس سنوات. وما زالت الخطة تحت السير نحو المستقبل، فخلال السنوات التسع التي قضيتها في وظيفتي الحكومية الرسمية في سن مبكرة، وإن كانت محاولاتي بخطوات مبدئية للتجارة بصفة شخصية وخوض تجربة تسويق منتجات خدمية في بيع دهن العود والبخور بما يعرف بتاجر الشنطة وبعض السبح ذات الأحجار شبه الكريمة، ثم في بيع ثمر النخيل الذي فشلت في تسويقه، ثم كمندوب إعلانات لصحف ومجلات ومحصل لمستندات آجلة عن محال تجارية وأفراد كانت هذه خطوات منوعة, بدأتها بمبلغ زهيد من ألف ريال حتى عشرة آلاف، ثم اقترضت مالاً وأعدت المحاولة برأسمال 50 ألف ريال سعودي، ثم برأسمال 100 ألف، لكن كانت سنوات ربح وخسارة وفشلت في شيء منها وكسبت في أقل مما كنت أتوقعه.
#2#
ولم تكن العقارات غائبة عن حياتي العملية بل كنت متابعاً لأسواقها بالمشاهدة مع محاولات فاشلة للعمل كموظف عقاري في أحد المكاتب. ولأنني راصد للحركة العقارية حتى من صفعات المساهمات المتعثرة, فقد دخلت فيها وساهمت بقسط يسير لكني خرجت منها مباشرة بعد مناوشات على بيع أسهمي.
ما التطورات الجديدة التي نفذتها في مجال عملك؟ وكيف تم تحقيق النجاحات؟ وما الآلية التي اتبعتها لتحقيق نجاحاتك؟
تقوم أعمالي على إدارة علاقات العمل التجاري واحترام أطرافها وثقة عميلي، وهو ما رسم طريقي نحو النجاح والسعي لتحقيق أفضل النتائج. لذا أعتبرهم شركاءً في أعمالي، وأشكرهم على مساعدتهم لي في تحقيق مزيد من سرعة التحضير للمنتج العقاري والخدمات ونتائج مثمرة للطرفين.
من أين كنت تتلقى النصائح؟ وما أثرها في أعمالك؟
دعوات والدتي لي ـ شفاها الله ـ بالرزق الطيب والنجاح في أعمالي كلما جلست معها ورضاها. ولله الحمد ـ هذا يحفزني على السعي نحو تحقيق النجاح, إضافة إلى إخواني وأخواتي والأصدقاء الذين يسدون لي نصائح محفزة للسير بالعمل, بجانب ما أتلقاه من مدربين متخصصين في دورات إدارية وبرامج عقارية وتنمية للذات.
ما أهم التحديات التي تواجهك شخصيا وتواجه شباب الأعمال من أمثالك؟
من خلال إحصائيات ودراسات لجنة شباب الأعمال والغرفة التجارية الصناعية في الرياض فإن أكبر ما يواجه المؤسسات المتوسطة والصغيرة هو انخفاض رأس المال، ما يعوق خطط مؤسستي وما رسمته لها مهما عملت على مزيد من القيادة الناجحة للعمل ومن تسويق، وتأخر صرف طلبات القروض من الجهات الداعمة في المملكة إلى أشهر لا يبرر المسؤولون فيها من كثرة الطلب وقلة الموارد البشرية في الجهة الداعمة، فلها حلول تطبق عاجلاً من توظيف موظفين جدد وتدريبهم, ولا سيما دخول برامج الائتمان وتطبيق المخاطر لكثير منها عن طريق ''سمة''.
ما الخطط المستقبلية التي تنوي العمل بها؟
أخطط حالياً للدخول في شراكات في العمل العقاري وتملك الحصص في الديون المتعثرة لمؤسسات وشركات سواء محلية أو دولية، وتحقيق رؤوس أموال من خلال أزمات السوق المالية الحالية بالمفاوضات والمعالجة والقدرات التي منحها الله لكل إنسان، وتطوير أعمال الخدمات العامة؛ حيث دخلت عالم التعاملات الإلكترونية كمرحلة أولى في الأجهزة الحكومية التي أتوقع تطورها عما قريب وتنظيم خدمات شاملة للمرأة وبطاقم نسائي 100 في المائة بمساندة الموارد البشرية من الشباب التي تتطلب منهم الانتقال والحركة. وما زلت أسعى إلى دراسة جدوى اقتصادية لمشروع ما زال تحت الدراسة ويتطلب السفر للاطلاع على أحدث التجهيزات .. وآمل في شركاء متخصصين ومستثمرين يدعمون هذا النشاط في المملكة.
ما المطلوب لتخريج جيل من الشباب الناجح إدارياً ومالياً وتجارياً وجيل يحقق ذاته؟
إن جيل الشباب اليوم لديه من الإمكانات ما لم يكن لغيرهم من التجار ومن بلغوا الثراء وفي عداد المليونيرات من قبل؛ حيث أتاحت الدولة لهم فرصاً كبيرة وخدمات في التعليم والتدريب على مقاعد الدراسة وعلى رأس العمل ما يجعلهم يتمتعون بالصبر والإصرار على الوصول إلى النتيجة المرجوة، وما برامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ التي تخص بها الشباب إلا شاهد على تلك الفرص والمقدرات التي تخلق جيلاً ناجحاً ومحققاً لذاته.
ما أهمية التدريب والتأهيل لصناعة شباب عمل ناجحين؟ وكيف يمكن أن يكون ذلك؟
يعد التدريب من الأساسيات المهمة لصناعة العمل التجاري والوظيفي للشباب, خاصة إذا كان على رأس عمل, فالجمع بين التجريب والمعرفة عنصر أساسي في حياة الشباب سواء وصل إلى النجاح أو الفشل، وليس هو الغاية؛ فقد يكون له نجاح تجاري وفشل وظيفي.
ماذا استفدت من تجربتك مع بعض الكتب التي تصنع روادا؟
فيما يخص الأعمال والمال فلدي قراءة متخصصة لها طوال العام حسب المتاح لدي ويهمني منها ما كان من كاتب له تجربة سنوات عما كتبه، أو ما يصدر عن مركز إدارة وحاضنات الأعمال في الجامعات الدولية والشركات أو عن تجربة مليونير. وخلال القراءة أخرج بخلاصة من الكتاب سواء كامل الكتاب أو جزءا منه تعود إلى هذه الملخصات خلال حياتك العملية. ويأتي كتاب الثروة التلقائية لمايكل ماسترسون ومؤلفات المستشارة المالية سوزي أورمان و(في سنتين احصل على مليون في العقارات) لماثيو مارتنيز, وهناك عدد من الكتب يصعب التحدث عنها بإسهاب. وكل هذه الكتب حفزتني على تشخيص أفضل للأعمال والاقتصاد مع أخبار الأسواق والتحليل المحلي والعالمي وتجعلني أطور أدواتي ومهاراتي المالية والقيادية.