البورصات الدولية تضغط على البورصات الخليجية
فاقمت 3 أسواق خليجية من خسائرها في تعاملات أمس، بقيادة سوق دبي التي كسرت حاجز 1.700 نقطة لتعود بذلك إلى مستوياتها في الأول من آذار (مارس)، وإن قلصت قرب الإغلاق من خسائرها التي تجاوزت 3 في المائة إلى 1.9 في المائة عند الإغلاق حيث تعرضت لحالة من البيع العشوائي المدفوع بعوامل سلبية داخلية وخارجية أبرزها خفض التصنيف السيادي لكل من اليونان والبرتغال بسبب ديونهما.
وعلى غرار ما حدث في دبي، انحدرت بورصة قطر دون مستوى 7.600 نقطة بعدما تعرضت هي الأخرى لتراجع قوي بنسبة 1.1 في المائة بضغط من جميع أسهمها الثقيلة والنشطة فيما تراجعت سوق أبوظبي بنحو 0.90 في المائة، وعلى العكس تماما سجلت سوق البحرين واحدة من أعلى ارتفاعاتها خلال العام بنحو 1.1 في المائة، وبدعم من "زين" ارتفعت بورصة الكويت بأقل من ربع في المائة فيما بقيت سوق مسقط وللجلسة الثانية على التوالي دون تغير عند إغلاق يوم الإثنين الماضي نفسه.
وأكد لـ "الاقتصادية" محللون ماليون أن الأسواق - كعادتها - اقتفت أثر الأسواق العالمية التي سجلت خلال اليومين الماضيين تراجعات قوية على وقع خفض التصنيف السيادي لكل من اليونان والبرتغال بسبب ديونهما، فيما أضيفت عوامل سلبية أخرى خاصة بأسواق الإمارات تتمثل في تجاوب المتعاملين مع التقارير السلبية التي تحدثت عن خفض التصنيف الائتماني الممنوح لشركة إعمار العقارية على الرغم من أن مثل هذه التقارير لم تأت بجديد، كما أنها صدرت في وقت أعلنت الشركة فيه نتائج قياسية فاقت توقعات المحللين خلال الربع الأول. وهو ما جعل محمد ياسين الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية يرى في التراجع القوي لسوق الإمارات، بأنه غير مبرر، خصوصا أن الشركات والبنوك تعلن نتائج قوية في مؤشر على قدرتها على الخروج من تداعيات الأزمة المالية.
وخالف القطاع المصرفي توقعات الكثيرين حيث أعلن عديد من البنوك نموا قويا في أرباح الربع الأول مثل بنك الاتحاد الوطني، ثالث أكبر بنك في أبوظبي، حيث نمت أرباحه بنحو 26 في المائة إلى 379.2 مليون درهم، وقبل يومين أعلن بنك أبوظبي الوطني أكبر أرباح فصلية في تاريخه بلغت مليار درهم، كما نمت أرباح بنك الشارقة بنحو 23 في المائة.
وخسرت الأسهم الإماراتية نحو خمسة مليارات درهم من قيمتها السوقية إثر تراجع مؤشر سوق الإمارات المالي الذي يقيس أداء سوقي دبي وأبوظبي معا بنسبة 1.2 في المائة، وجاءت التراجعات القوية في سوق دبي بالتحديد في ظل أحجام وقيم تداولات ضعيفة للغاية بقيمة 370 مليون درهم منها 190 مليون درهم لسهم "إعمار" الذي تركزت عليه عمليات البيع وضغط بقوة على المؤشر، خصوصا عندما سجل السهم أدنى مستوى له عند 3.70 درهم بانخفاض بلغت نسبته 4.6 في المائة قبل أن يقلص خسائره إلى النصف قرب الإغلاق ليغلق عند سعر 3.79 درهم بانخفاض 2.3 في المائة.
وسادت السوق حالة من الذعر في أوساط صغار المتعاملين الذين اندفعوا نحو البيع العشوائي وهو ما ضغط على المؤشر لكسر حاجز الدعم عند 1.700 نقطة وهو المستوى الذي كانت عليه السوق في الأول من آذار (مارس)، غير أن طلبات شراء محدودة تدخلت في نصف الساعة الأخير قلصت كثيرا من تراجع السوق التي عادت مجددا فوق مستوى 1.700 نقطة إلى 1.714 نقطة، وضغطت أسهم العقار والطاقة بقوة على السوق الظبيانية التي شهدت تعاملات نشطة مقارنة بدبي بلغت قيمتها 150 مليونا.
وعلى غرار دبي، مُنيت بورصة قطر بخسائر فادحة وكسر مؤشرها حاجز 7.600 نقطة بضغط من الأسهم القيادية والثقيلة كافة في قطاعات البنوك والصناعة والعقارات وسط تداولات بقيمة 342 مليون ريال من تداول 14.8 مليون سهم منها 8 ملايين لأربعة أسهم: فودافون وبروة والريان والرعاية، وارتفع الأول 0.56 في المائة إلى 8.85 درهم وانخفض الثاني 2.5 في المائة إلى 33.80 ريال، والثالث 0.65 في المائة إلى 15.30 ريال، في حين سجل الرابع أعلى ارتفاع بين ست شركات صاعدة فقط بنسبة 9.2 في المائة إلى 11.80 ريال على الرغم من أن الجمعية العمومية للشركة أقرت أمس الأول عدم توزيع أي أرباح على المساهمين وترحيلها إلى العام المقبل.
وقادت أسهم البنوك والاستثمار والخدمات ارتفاعات قوية في سوق البحرين التي حافظت على تداولاتها المتوسطة بقيمة 257 ألف دينار من 1.3 مليون سهم، منها 1.1 مليون لأربعة أسهم نشطة، هي: الأهلي المتحد والاثمار والخليجي وبيت التمويل الخليجي، وواصل الأول ارتفاعاته القوية بنسبة 5.4 في المائة إلى 0.780 دولار واستقرت بقية الأسهم الثلاثة عند 0.190 دولار للأول و0.100 دينار للثاني و0.210 دولار للثالث. ودعمت ارتفاعات لسهم "زين" صعود البورصة الكويتية التي بقيت على تداولاتها المتوسطة بقيمة 60 مليون دينار من تداول 280 مليون سهم أغلبيتها على سهمي "أجيليتي" و"الرابطة" وهبطا السهمان معا، الأول بنسبة 4.5 في المائة إلى 0.630 دينار. وقالت "أجيليتي" إن مفاوضاتها مع السلطات الأمريكية لم تصل بعد إلى اتفاق، وانخفض الثاني بنسبة 1.9 في المائة إلى 0.250 دينار وتقدمت شركة الرابطة باعتراض إلى السلطات الأمريكية بشأن ترسية المورد الرئيس لعقود الغذاء للجيش الأمريكي على شركة تعمل في الإمارات لا تستوفي الحد الأدنى من الشروط المطلوبة على حد قول الرابطة. والدعم القوي جاء من سهم "زين" الذي ارتفع بنحو 3 في المائة إلى 1.360 دينار في حين تباين أداء البنوك.
وللجلسة الثانية على التوالي تغلق سوق مسقط على استقرار دون تغير بعدما توازنت ارتفاعات وانخفاضات الأسهم الثقيلة في المؤشر ووسط تعاملات بقيمة 5.8 مليون ريال من تداول 16.2 مليون سهم، منها مليونا ريال من تداول 6.4 مليون سهم لسهمي بنك مسقط والدولية للاستثمار، وارتفع الأول بنسبة 0.57 في المائة إلى 0.888 ريال، والثاني 2.1 في المائة إلى 0.095 ريال، وهو ما ساعد السوق على التماسك.