سيرة حقيقية لشيطان أزلي الوجود

سيرة حقيقية لشيطان أزلي الوجود

تجد نفسك في أحداث الرواية مباشرة ودون مقدمات, حائرا بين الجثة الممددة على الأرض والرجال المحيطين بها والمرأة المتروية الملتحفة بالسواد, الشاخصة ببصرها شطر السماء التي لم تفعل ما هو أفضل من صمتها منذ أن أنجبت عمر الشيطان.
تستطيع المرأة أن تتنبأ بما في بطنها, خاصة إذا كان يحمل شيئاً من نزق الأبالسة, فالكرة المدورة القذرة تستطيع أن تخبر المرأة كل شيء عن هذا الذي يستعمرها من الداخل ويسطو على غذائها وجسدها, حتى أن والد عمر خسر كل شيء وجن ومات قبل ولادته, وطعنت أمه في أعز ما تملك "شرفها" والسبب واحد فقط, إنها على وشك أن تلد شيطاناً من الشياطين لا أكثر.
وكما وصفه المؤلف "كان أقل وصف يمكن أن تصفه به أنه: إبليس بمسوح إنسية, فوجهه الأسمر كصوف منفوش مبتل بماء آسن؛ يتورم في كل منطقة مستطيلة منه!" هل جَسد هذا الطفل "عمر" الشيطان بكل ما يحمله من شر؟ من شقاوة؟ من الحياة رغماً عن الحياة بعد حروق وكسور لا تحصى؟!
الحديث هنا عن شيطان حقيقي, شيطان أزلي الوجود يشبه ذاك الشيطان الذي رفض السجود لآدم عليه السلام فطرد من الجنة, يشبهه أو كان جزءا من ظلماته, شيطان يفكر ويستنتج ويتنبأ ولا يخطئ, عمر هو الشيطان تجسد في صورة إنسي, لم يكن إنسياً نزقاً كشيطان.
رواية خطت بلغة التعاويذ والطلاسم, أراد لها كاتبها أن تكون "سيرة مبعثرة لشيطان يراه الناس", وسترى جلياً كم أجاد الكاتب في نثر هذا بين طيات الرواية حدثاً ولغة, استطاع الكاتب أن يكتب سيرة حقيقية لشيطانه بلغة فارهة, حاول عبرها فك شيفرة هذا التيه الذي غلف روح عمر الشيطان.
ولد عبد الحليم صالح البراك عام 1972, حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية تخصص اقتصاد زراعي من جامعة الملك سعود عام 1995, وله عدة بحوث متخصصة في هذا المجال نشرت في مجلات متخصصة.
نشرت له العديد من القصص في الصحف والمواقع الإلكترونية, كما أحيا العديد من الأمسيات القصصية, حائز على عدة جوائز أبرزها المركز الأول في كل من مسابقة المنطقة الشرقية ومسابقة جريدة "الرياض" ومسابقة جمعية الثقافة والفنون في القصيم في القصة القصيرة.
"عمر الشيطان" هو العمل السردي الأول للقاص عبد الحليم البراك, صدر حديثاً عن دار المفردات للنشر والتوزيع في 105 صفحات من القطع المتوسط.

الأكثر قراءة