وول- مارت لتجارة التجزئة تنوي التوسع بقوة في الصين
تخطط شركة وول مارت ستورز كبرى مجموعات تجارة التجزئة في العالم ( ومقرها بنتونفيل في ولاية أركانساس الأمريكية) لتحقيق توسّع هائل لها في الصين. و تهدف الشركة من خلال هذه الخطوة إلي تحسين ميزانها التجاري في الأسواق الخارجية. وتعتزم المجموعة توظيف نحو 150 ألف موظف وعامل صيني علي مدي الأعوام الخمسة المقبلة. وبهذا ترفع مجموعة وول مارت عدد الموظفين لديها في الصين من 30 ألفا حاليا إلي خمسة أضعاف هذا الرقم..
وتعمل مجموعة وول مارت في الصين منذ عام 1995، ويوجد 56 فرعاً من وول مارت حاليا في الصين، ومن المتوقّع، حسب المعطيات التي وردت عن الشركة، أن يتم إضافة نحو 20 فرعا آخر لها خلال العام الحالي. ويبدو أن المجموعة عملت في الآونة الأخيرة على زيادة سرعة توسّعها في الصين بعد أن خففت الحكومة الصينية في عام 2004 من معوقات استثمارات المجموعات التجارية الخارجية العاملة محلياً.
وأضافت مجموعة وول مارت خلال العام الماضي نحو 13 موقعا تجاريا جديدا لها في الصين. ولكن ومع ذلك، لا تُعد مجموعة وول مارت أكبر مجموعة أجنبية لتجارة التجزئة في الصين، حيث تحتل مجموعة كارفور الفرنسية المرتبة الأولى في هذه القائمة حيث تملك نحو 78 فرعاً. بالإضافة إلى أن مجموعة مترو الألمانية التي تشغّل نحو 27 سوقاً تجارية استهلاكية كبرى في الصين تحت اسم كاش آند كاري- Cash & Carry.
ولكن من الممكن أن تغير هذه المعادلة في السوق الصينية بسرعة: حيث تعرض حاليا شركة ترست مارت لتجارة التجزئة نفسها للبيع وهي التي تشغّل نحو 100 سوق تجارية. ومن بين الشركات المرشحة لشراء ترست مارت شركات وول مارت، أو كارفور، أو شركة تيسكو البريطانية لتجارة التجزئة.
ولا تذكر مجموعة وول مارت بيانات تجارية دقيقة فيما يتعلّق ببعض أسواقها الخارجية، سوقها في الصين تنتمي بلا شك إلى الأقاليم التي تحقق نموا تجاريا كبيرا و متناميا وتنتشر مجموعة وول مارت في نحو 15 سوقا أجنبية، إلى جانب سوقها المحلية. وارتفع حجم المبيعات لديها في جميع الأسواق الخارجية خلال العام التجاري الماضي إجمالاً نحو 11 في المائة إلى 62.7 مليار دولار. وهذا يتضمن نحو خُمس حجم المبيعات للمجموعة. وبدأت الشركة بتوسعها الخارجي أولاً في عام 1991 في المكسيك. وبالفعل امتازت الشركة بنجاح أسواقها الأجنبية منذ البداية، ولكن عليها أن تتقبّل بعض الهزائم في بعض الأسواق، بالإضافة إلى أنها لم تتمكن حتى هذا اليوم من ترسيخ أقدامها في بعض الدول.
والمثال الأكبر على فشل مجموعة وول مارت هو سوقها التجارية في ألمانيا حيث تقدّمت مجموعة وول مارت في عام 1997 بطلب شراء الشركة المشغّلة للأسواق الاستهلاكية التجارية، فيرتكاوف- Wertkauf، في ألمانيا، وعقب عامٍ واحد، اشترت المجموعة الشركة المنافسة، إنترشبار- Interspar، وبالتالي حظيت لاحقاً إجمالاً بنحو 95 فرعاً. ومنذ ذلك الحين تتحمل الشركة أعباء خسائر ضخمة في ألمانيا .ولم تتمكن وول مارت من العمل على زيادة حجم مبيعاتها في أيٍ من فروعها في ألمانيا برغم أنها سبق وأن أشارت إلي احتمالات تحسن مقبلة .
وتقلّص حجم مبيعات وول مارت في ألمانيا العام وبقيت هذه المجموعة قياساً مع الأسواق التجارية الكبرى في ألمانيا مثل مترو، وريفي- Rewe ، وألدي- Aldi ، على الهامش. وبالإضافة إلى هذا، كان لابد لمجموعة وول مارت أن تعترف في النهاية، أن خسائرها التي وقعت العام الماضي في ألمانيا فاقت توقعاتها. حيث شهدت شبكة الفروع التابعة لمجموعة وول مارت تراجعاً مستمراً هناك. وأعلنت في شباط (فبراير)، عن خططها لإغلاق ثلاثة فروع أخرى لها. وبهذا انخفض عدد الفروع إلى 85 فرعاً. ولكن لا تزال مجموعة وول مارت تؤكّد أنها تخطط لعقد التزام تجاري طويل المدى لها في ألمانيا.
ولا يعتبر حال وول مارت في بريطانيا أفضل منه في ألمانيا فبعد أن برزت مجموعة وول مارت في عام 1999 في بريطانيا عن طريق عملية استحواذ للشركة المشغّلة للأسواق التجارية الاستهلاكية، أسدا- Asda، ومن ثم عملت لاحقاً على تطوير نفسها بصورة مذهلة.إلا أن شركة (أسدا) بدأت في الآونة الأخيرة تفقد قدرتها التنافسية في مواجهة شركة تيسكو البريطانية وكان على "أسدا" أن تسلم بحدوث تراجع في حجم مبيعاتها العام الماضي. و في المقابل أعلنت شركة تيسكو عن خطط لإقامة شبكة فروع خاصة بها في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها خلال العام المقبل، وبالتالي فإن تيسكو تسعي سريعا إلى منافسة وول مارت في عقر دارها.