تنفيذ الاستراتيجية التكاملية في شبكات المصانع العالمية

تنفيذ الاستراتيجية التكاملية في شبكات المصانع العالمية

حين تصبح الشركات عالمية وبيئات العمل أكثر تعقيداً، تصبح إدارة شبكة عالمية متكاملة عملية تكتسب أهمية متزايدة. إلا أن هذا المجال ما زال في مرحلة مبكرة من التطور نسبياً، كما يشير كل من آن فيريك (الأستاذة المساعدة في كلية فليريك لوفين جنت للإدارة، بلجيكا)، ورولاند فان ديردونك (الأستاذ في الكلية المذكورة)، وأرنود دي ماير (الزميل الحاصل على جائزة نوبل في الإدارة الاستراتيجية وأستاذ إدارة التكنولوجيا في "إنسياد".
وفي ورقة العمل هذه التي تم إعدادها في الآونة الأخيرة، يدرس هؤلاء عملية إدارة شبكات عالمية من المرافق، والموردين، والأسواق. ويركزون على تنفيذ الاستراتيجية التكاملية الخاصة بالمصانع، وكيفية إيجاد المعرفة الفنية وتناقلها داخل الشبكات. ويتساءلون في هذا الصدد عن ماهية دور المصانع نفسها في هذه العملية.
ودرس المؤلفون ثماني شركات للتصنيع توجد مراكزها الرئيسية في أوروبا، وتعمل في أنواع متعددة من الصناعات: الغذائية، والأقمشة، والمنتجات البلاستيكية، والجلدية، والمعادن الأولية، والمعادن المصنعة، والسلع الكهربائية. وكان لدى كل شركة من أربعة إلى عشرة مصانع.
واتسمت الخدمات العالمية لهذه الشركات بالتنوع، الأمر الذي مكن المؤلفين من استكشاف الصلة بين البيئة العالمية لشركة ما وبين هيكلية مصانعها. لذلك، فإن الحالات التي خضعت للدراسة موزعة في بيئات عالمية، وعبر عالمية ومتعددة الجنسية.
وفحص المؤلفون شبكات التصنيع من حيث المعلومات والناس، مع إعطاء اهتمام خاص إلى تدفقات الإبداع، واستخدام المنسقين، وإلى الاتصالات بين المصانع ومديري التصنيع الموجودين في المقار الرئيسية للشركات.

وقاسوا كذلك نقل المنتج ومعالجته أو الإبداع الإداري المرافق له، وذلك من خلال مقابلات أجروها مع مديري المقار الرئيسية، وعبر استبيانات تم إرسالها إلى مديري المصانع. وباستخدام استبيانات أخرى، قاسوا حضور منسقي المصانع والمسائل المتعلقة بالاتصالات.
ويأخذون في اعتبارهم العمر، والحجم، والمنتج، وتركيز المصانع على السوق، وكذلك علاقات الموردين/ المستخدمين في شبكات المصانع. ويأخذون في حسبانهم أيضاً، مستويات الاستثمار، واستقلالية المصانع، وقدراتها، وأداءها بالنسبة لهدف محدد. وظهرت لديهم أربع مجموعات مختلفة من خصائص المصانع، مما مكن المؤلفين من إعداد دراسة لنماذج المصانع وأدوارها الاستراتيجية في شبكات التصنيع العالمية:
مجموعة المصانع ، كانت شابة نسبياً، وتركز على السوق، مع تدفق داخل إليها وخارج منها للمكونات وللسلع شبه المنتهية. وتتمتع هذه المصانع بقدر قليل من الاستقلالية الاستراتيجية في تصميم المصنع، ولكن لديها مستوى عاليا من الاستثمار الإداري.
مجموعة المصانع ب، شابة نسبياً، ولديها مستوى منخفض نسبياً من الاستثمار والقدرات الإدارية .
مجموعة المصانع ج، قديمة نسبياً، وتخدم سوقاً واسعة. ولديها تدفق داخلي عال نسبياً من العناصر والسلع شبه المنتهية ومستوى منخفض نسبياً من الاستثمار الإداري.
مجموعة المصانع د، لديها تدفق خارجي وداخلي عال من المكونات، والسلع شبه المنتهية، ومستويات منخفضة نسبياً من الاستقلالية الاستراتيجية في تصميم المصانع، واستثمار العمليات، والاستثمار في أنظمة التخطيط.
أما من حيث الإبداع، فوجدوا أن تبادل المعرفة الفنية مفيد لكل من الطرفين- وتستفيد المصانع التي تسهم في الشبكة منها أيضاً- وأنه ما إن تترسخ هذه العلاقة، فإنها تعمل في كلا الاتجاهين. ويلاحظ المؤلفون أيضاً أن هناك صلة قوية بين مركز المصنع في الشبكة غير المحسوسة للأفكار- وفي الشبكة المحسوسة للبضائع.
ولم يلاحَظ أن هناك اختلافاً ذا شأن بين أنواع المصانع المختلفة، الأمر الذي يدل على عدم وجود مركز مثالي وفريد في الشبكة لمصنع ما. ويرى المؤلفون أنه ينبغي على مديري مصانع الشبكات العالمية أن يستهدفوا تحقيق حقيبة من أنواع المصانع، وأن يحاولوا الموازنة بين التطوير طويل المدى للمعرفة الفنية وبين المرونة متوسطة المدى.

الأكثر قراءة