مشروع الشيخ محمد بن راشد يوسع نشاطه إقليميا

مشروع الشيخ محمد بن راشد يوسع نشاطه إقليميا

كشفت إدارة مشروع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتعليم تكنولوجيا المعلومات عن دخول المشروع في مرحلة جديدة من مراحل العمل المعرفي، وذلك من خلال الإعلان عن توسيع نطاق نشاطات المشروع على المستوى الإقليمي ليشمل كافة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث سيعمل المشروع على تطوير مجموعة من البرامج والدورات التدريبية التي سيتم تصميمها خصيصا لمواءمة احتياجات ومتطلبات دول المنطقة في ناحية تنمية وتطوير الموارد البشرية فيها، مع الأخذ في الاعتبار متطلبات سوق العمل الأساسية في تلك الدول.
وأوضحت إدارة المشروع أن تلك البرامج ستأتي متوافقة مع احتياجات كافة الشرائح والفئات من طلاب وموظفين، في حين سيقدم البرنامج أيضا مجموعة من برامج التدريب المتخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة بما لها من أثر في تعزيز إمكانية حصولهم على فرص عمل ملائمة، في حين أوضحت الإدارة أن المرحلة الأولى من التوسع الإقليمي سوف تركز على برامج التدريب للموظفين في المؤسسات الحكومية وأيضا العاملين في سلك التعليم.
وفي الإطار ذاته، تحدث د. عبد الله الكرم، مدير عام مشروع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتعليم تكنولوجيا المعلومات، عن أهداف وتوجهات المشروع وقال "لقد أدركت دبي في وقت مبكر قيمة تكنولوجيا المعلومات كإحدى قاطرات التنمية الأساسية في العصر الحديث، ومن ثم كان اهتمام حكومتها الرشيدة بتوفير البنية الأساسية اللازمة لتنمية ثقافة المعلومات ونشر نوعية جديدة من التعليم والتدريب الذي يسهم في تخرج أجيال جديدة مؤهلة تلبي احتياجات ما بات يعرف باقتصاد المعرفة. وفي هذا السياق، تأسس المشروع منذ ست سنوات بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لتعزيز هذا التوجه نحو نشر ثقافة وتعليم تكنولوجيا المعلومات في مجتمع دولة الإمارات".
وأضاف "وفي إطار حرص دبي على تعميم الفائدة والنفع ومشاركة خبراتها في كافة المجالات مع أشقائها في المنطقة، كان التفكير في توسيع نطاق أنشطة المشروع ليمتد إلى دول منطقة مجلس التعاون الخليجي، حيث سيسعى المشروع إلى تقديم نوعية متميزة من برامج التدريب النوعية التي تغطي كافة نواحي تكنولوجيا المعلومات وتساعد متلقيها على امتلاك الأدوات الأساسية التي تساعده على تسخير تلك التكنولوجيا بأسلوب منهجي يسهم في دعم قدرات التحصيل العلمي وكذلك القدرات الاحترافية والمهنية".
إنجازات مهمة
ويعتبر مشروع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتعليم تكنولوجيا المعلومات أكبر موفر للبرامج التدريبية المتخصصة في مجال المعلوماتية، حيث وصل عدد المتدربين المستفيدين من برامج المشروع منذ إطلاقه إلى 85 ألف متدرب، حيث يوفر المشروع برامج متنوعة تتضمن منح مجموعة من الشهادات العلمية المعترف بها دوليا.
ويضم المشروع فريقا من الخبراء المتخصصين قوامه 70 مدربا، كما يتمتع المشروع ببنية أساسية تقنية فائقة الجودة تعتمد على 47 قاعة درس تم تأسيسها خصيصا لبرامج المشروع في مناطق مختلفة من الدولة يدعمها موقع إلكتروني شامل يقدم العديد من المعلومات والخدمات المفيدة المرتبطة بتخصص المشروع للمتدربين ولعامة الجمهور على حد سواء، كما يعتبر المشروع صاحب أكبر مركز في دبي لمنح شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب ICDL، الشهادة المعترف بها عالميا والتي تشهد لحاملها بدرايته بقواعد التعامل الأساسية مع الحاسوب.
يقدم المشروع حاليا خدماته إلى طلاب المرحلة الثانوية ضمن 39 مدرسة حكومية في كل من مدينتي دبي وأبو ظبي عبر مجموعة من الحلول التي تم تصميمها داخل المشروع ومجموعة من مناهج التدريب التي تمتاز بالابتكار، حيث يقوم المشروع بتأسيس مركز تدريب خاص في كل مدرسة يقدم خدماته لها، حيث بلغ عدد طلاب المدارس الثانوية المستفيدين من برامج المشروع حتى الآن 70.273 طالبا وطالبة؛ إضافة إلى 2.086 طالبا تلقوا التدريب من خلال الأندية الصيفية التي يشارك المشروع أيضا من خلالها في نشر ثقافة المعلوماتية بالتعاون مع المدارس.
في الوقت نفسه، يتعاون المشروع مع المؤسسات الأكاديمية وقطاع التعليم العالي العاملة بالدولة، حيث شمل هذا التعاون تقديم دورات تدريبية لأكاديمية الشرطة في دبي، التي قامت أخيرا باستبدال منهج تقنية المعلومات فيها ببرنامج الشهادة الدولية لقيادة الحاسوب بالتعاون مع المشروع وفقا للمعايير التي أقرتها منطقة الخليج لمنهج البرنامج، حيث وصل عدد الضباط ممن تلقوا التدريب في هذا الإطار إلى 777 ضابطا. إضافة إلى ذلك، يتولى المشروع الإشراف الكامل على متطلبات التدريب المعلوماتي في كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي، وبلغ عدد الطلاب المستفيدين من برامج المشروع 3.749 طالبا.
التعاون مع القطاع الحكومي
وفي عام 2004، أعلن مشروع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتعليم تكنولوجيا المعلومات عن إطلاق برنامج شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب للمعلمين والإداريين التابعين لمنطقة دبي التعليمية، ويبلغ عددهم ستة آلاف موظف تم حتى الآن تدريب 1.300 شخص منهم وفي عام 2005 أطلق المشروع مبادرة أخرى وهي مبادرة المدرس الإلكتروني، الذي يعنى بتشجيع المعلمين على الاستفادة من معرفتهم في مجال تقنية المعلومات وتسخير تلك المعرفة كوسيلة تطبيقية للتعليم في المدارس، حيث يمنح كل من يجتاز هذا البرنامج شهادة دبلوم كامبردج الدولية للتعليم بواسطة التطبيقات المعلوماتية، حيث وصل عدد المتدربين في هذا البرنامج إلى 185 معلما.
وامتد نشاط المشروع إلى القطاع الحكومي في دبي، حيث قام المشروع بتدريب نحو 4.200 موظف في شرطة دبي منذ عام 2002 وحتى الآن، بينما أوكلت إلى المشروع مسؤولية المواطنين العاملين في مؤسسات وهيئات ودوائر دبي الحكومية
ويقدر عدد الموظفين المستهدفين للتدريب بنحو 12 ألف موظف، وذلك لإعدادهم للحصول على شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب في موعد أقصاه نهاية عام 2007، حيث قام المشروع بتأسيس واحد من أكبر المختبرات الخاصة بهذا الغرض والتي تم تصميمها خصيصا لذلك.
وفي عام 2005، بدأ التعاون بين المشروع وإدارة الجنسية والإقامة في دبي، حيث قدم المشروع برامجه لموظفي الإدارة للمساهمة في رفع وعيهم التقني بما لذلك من أثر في تعزيز معدلات أدائهم. ومساعدتهم في الحصول على شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب.
ومع استراتيجية المشروع في تقديم برامج نوعية لكافة شرائح المجتمع، وانطلاقا من إيمان دبي بدور المرأة كعنصر فاعل في المجتمع، قام المشروع بتطوير برنامج تدريب خاص بالتعاون مع نادي دبي للسيدات، إحدى مبادرات سمو الشيخة منال بنت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث قام المشروع بتأسيس مركز تدريب هناك، بهدف تعزيز قدرات المرأة في دولة الإمارات ومنحها المعرفة اللازمة لتفعيل مشاركتها في بناء المجتمع.
وقد أولى مشروع الشيخ محمد بن راشد لتعليم تكنولوجيا المعلومات اهتماما كبيرا لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يقدم المشروع بالتعاون مع مركز "تمكين" المتخصص في تأهيل المعوقين بصريا، دورات تدريبية في تقنية المعلومات لأعضاء المركز مع استخدام أحدث التقنيات وأكثرها تطورا في مجال دعم ذوي الإعاقة البصرية، كما أسهم المشروع في تطوير الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز لتيسير استخدامه من قبل غير المبصرين.
ويعمل المشروع حاليا على إعداد أول نسخة من منهج شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب باللغة العربية المطبوع بطريقة "برايل"، والتي من المنتظر الانتهاء منه بنهاية العام الحالي، إضافة إلى تقديم المشروع لبرامج تدريب خاصة للمعوقين سمعيا بالتعاون مع "مشاريع الثقة للتوظيف وإعادة التأهيل" لدعم فرص توظيفهم.
وتعتبر مبادرة "الشيخ محمد بن راشد لحفظ مخطوطات مكتبة الأزهر الشريف إلكترونيا" من أبرز المبادرات النوعية التي تولى المشروع تنفيذها والإشراف عليها بناء على توجيهات صاحب السمو حاكم دبي صاحب فكرة المشروع ومموله، حيث تعتبر تلك المبادرة الأكبر من نوعها على مستوى العالم لتوثيق المخطوطات من ناحية عدد المخطوطات التي يقدر بنحو 42 ألف مخطوطة بإجمالي سبعة ملايين صفحة تغطي 51 موضوعا، أو من حيث قدمها، حيث يعود تاريخ بعضها إلى ألف عام، وقد قام المشروع حتى الآن بالمسح الضوئي لنحو 1.700 مخطوطة بإجمالي مليون ونصف المليون صفحة.
وتكمن قيمة المشروع في نقطتين أساسيتين الأولى: الحفاظ على المخطوطات من الزوال نتيجة الاستخدام اليدوي المتكرر، والثانية: توسيع نطاق الاستفادة منها على شتى أنحاء العالم، حيث يتم وضع المخطوطات في هيئتها الإلكترونية على الموقع الإلكتروني الخاص بالأزهر الشريف على شبكة الإنترنت، والذي تم تصميمه خصيصا لهذا الهدف وعنوانه: www.alazharonline.org، حيث أصبح في مقدور كافة الباحثين المهتمين بأكثر من 51 موضوعا تغطيها تلك المخطوطات الاطلاع عليها في كل مكان وزمان حول العالم بما يعظم الاستفادة من القيمة التاريخية الهائلة لتلك المخطوطات النادرة التي لا تقدر بثمن كجزء من تراث الحضارتين العربية والإسلامية.

الأكثر قراءة