جهود لا تتوقف للبحث عن مصادر الطاقة البديلة

جهود لا تتوقف للبحث عن مصادر الطاقة البديلة

في غمرة موجة ارتفاع أسعار النفط الحالية تملك الوسائل الحيوية الفرصة لإثبات نفسها في سوق الطاقة، دون أن يعني هذا بالضرورة التخلي عن استغلال مصادر الطاقة الأرضية أو استنزاف الموارد الزراعية. هذا ما توصلت إليه وزارة الزراعة والبيئة في ولاية هيسين الألمانية من خلال دراسة أجرتها في هذا النطاق.
وأشار يورجين شميت رئيس مؤسسة تكنولوجيا الطاقة الشمسية في مدينة كاسل الألمانية، إلى أنه يمكن ضمان تزويد الطاقة في أوروبا عن طريق استخدام مصادر للطاقة المتجددة وبسعر لا يزيد على خمسة سنتات لكل كيلو وات في الساعة. وتتضمن هذه الاستثمارات مبالغ تُقدّر بنحو مئات مُضاعفة بهدف بناء شبكة طاقة أقوى، حيث تبلغ تكلفة كل كيلو وات ساعة نحو سبعة سنتات في بورصة الطاقة.
ويُقدّر شميت، وهو أستاذ في مجال تكنولوجيا الطاقة في جامعة كاسل وعضو في المجلس الاستشاري العلمي في الحكومة الألمانية ومتخصص في مجال التغيّرات البيئية العالمية، أن تسهم الطاقة الناتجة عن طاقة الرياح بنحو 60 في المائة، بينما يمكن أن تسهم كل من طاقة المياه ومخلّفات المواد الحية بنحو 20 في المائة. ويشترط لتفعيل ذلك التوسع في إقامة طواحين الهواء في أماكن تحرك الرياح، خاصةّ على السواحل الغربية في القارة الأوروبية. ومن المحتمل أن ترتفع نسبة مساهمة طاقة الرياح في توليد الطاقة حتى عام 2020 بنسبة 30 في المائة.
من جانبه، توقع جوزيف أوير من البنك الألماني "دويتشيه بنك"، استمرار ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، مضيفا أن نهاية عصر النفط أصبحت وشيكة، ومن هنا تظهر الحاجة إلى تفعيل الطاقة الناتجة عن المواد الحيوية.
وتُعد مصادر الوقود الحيوية قادرة تنافسياً دون المعونات المالية، بينما يستلزم الإنتاج المربح من الطاقة عن المخلفات الحيوية المزيد من الوقت بعد.
ويقول جوزيف شميدهوبر من منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة في روما، إن الألواح الخشبية اليوم أرخص من النفط والغاز كمواد حارقة. ولكن في مقابل هذا يتوقع أن يرتفع سعر السكر ليصل إلى أسعار النفط الخام بسبب الحاجة إليه كمادة حيوية لإنتاج الطاقة، بينما يصل سعر زيت النخيل إلى ما يقدر بنحو 45 دولارا في السوق، فيما يبلغ سعر الإيثانول الناتج عن الذرة نحو 55 دولارا، في مقابل سعر كل برميل من النفط الخام والوقود الشمسي، الذي يتركّز عليه العمل في ألمانيا ضمن مساهمات من الشركات المُصنّعة للسيارات مثل فولكس فاجن، الذي يكلّف نحو 95 دولاراً من سعر برميل النفط الخام، وبالتالي فهو غير قادر على المنافسة في سوق الطاقة في هذه الأثناء دون وجود المعونات المالية.
ويؤكد شميدهوبر على قوة الطلب على الطاقة الناتجة عن المواد الحيوية، حيث ساهمت المواد الناتجة عن المخلفات الحيوية بنحو 47 جول (وحدة طاقة كهربائية) من الاستهلاك الإجمالي للطاقة العالمية خلال عام 2002 الذي بلغ نحو 428 جول، ومن المتوقّع أن ترتفع نسبة هذه المساهمة ضمن الاستهلاك العالمي للنفط عام 2030 إلى 670 جول، وإلى 850 جول حتى عام 2050.
وكان من الممكن أن تبلغ نسبة مساهمة نحو 225 جول ناتجة عن المواد الحيوية عام 1990 على نحوٍ تقني خالص دون التزويد بالمواد الغذائية. ومن الممكن عام 2050، وكذلك على نحو تقني خالص، بعيداً عن تزويد إنتاج المواد الغذائية، أن تبلغ نسبة مساهمة المواد الحيوية في الاستهلاك العالمي من الطاقة نحو 400 جول.

الأكثر قراءة