سويسرا تسعى لاجتذاب المهاجرين الألمان
كانت سويسرا في وقت من الأوقات بلدا طاردا للعمالة، أما اليوم فإن الوضع اختلف تماما بعد أن تحولت البلاد إلى بلد جاذب للأجانب. ويتساءل أريك دافوان الأستاذ في جامعة فرايبورج، إن كانت سويسرا تخشى من زيادة نسبة المهاجرين إليها، ولاسيما إن كانت من بين هؤلاء أعداد كبيرة من المديرين والمختصين الألمان. فالسويسريون كانوا في الماضي دائما يخشون من ألمنة دولتهم، غير أن هذا الزمن قد ولّى إلى غير رجعة، فالأسلوب السويسري في الإدارة بات لا يختلف كثيرا عن المتبع في كل مكان في زمن العولمة.
إن هجرة المتخصصين الألمان تتميز عن الآخرين من الأجانب بسبب عنصر اللغة الألمانية المشترك والعديد من الخصائص الثقافية الأخرى، يضاف إلى ذلك أن التجربة أثبتت أن الأكاديميين الألمان والمختصين من ذوي المؤهلات العالية أقدر على التكيف من غيرهم من الأجانب.
وعدّد دافوان مجموعة من الأسباب التي تدعو إلى السعي لجذب الألمان كقوة عاملة في سويسرا، فهم يجلبون معهم في العادة تجارب عملية متعددة سواء في الإدارة أو في التقنية، وهذا يحقق مكسبا للاقتصاد السويسري دون تكاليف. كما أن الاختلاط بين المديرين السويسريين والألمان لم يعد في اتجاه واحد فقط، فمدير "دويتشه بنك" على سبيل المثال سويسري الجنسية، كما أن رئيس البورصة الألمانية السابق كان سويسريا، وفي المقابل شغل مواطنون ألمان مراكز قيادية عليا في إدارات العديد من البنوك السويسرية.
إن المهاجرين الألمان من ذوي القدرات القيادية يبدون بشكل عام قدرا كبيرا من الرضا، فأبناؤهم يلتحقون بالمدارس والجامعات السويسرية ذات المستوى المرموق. يضاف إلى ذلك أن النظام الضريبي السويسري أخف وطأة من النظام الألماني على ذوي الدخول المرتفعة. لقد ازدادت في الآونة الأخيرة هجرة الألمان، ففي هذه الأيام يفد أطباء ألمان إلى سويسرا بحثا عن فرص عمل بعد أن تابعوا تقارير تفيد أن ثلث العاملين في الخدمات الصحية السويسرية اليوم هم ذوو أصول أجنبية.
ولجأت غرفة تجارة مدينة بازل، التي تعاني من نقص في الخبراء الماليين، للبحث عنهم في ألمانيا وبالمثل بات السويسريون يبحثون عن مهندسي التصميم والتطوير في منطقة شفابن الألمانية المجاورة. وكذلك سرعان ما يجد الألمان العاملون في مجال الكيمياء أماكن عمل لهم في سويسرا.
وتنشر الصحافة السويسرية على الدوام تقارير حول ندرة أصحاب الاختصاص. ففي مجال صناعة الآلات تم التخلي عن تكنولوجيات بكاملها لأنه أصبح من الصعب العثور محليا على جيل جديد من الناشئة الذي يمكن أن يحل محل الجيل الذي تقاعد.