تأهيل قرية للتراث في رجال ألمع

تأهيل قرية للتراث في رجال ألمع

تسعى المملكة العربية السعودية إلى تنمية سياحية قيمة ومميزة ذات منافع اجتماعية وثقافية وبيئية واقتصادية شاملة انطلاقا من قيمها الإسلامية وأصالة تراثها وحسن ضيافتها التقليدية .
وتنشط الهيئة العامة للسياحة والآثار في التحفيز السياحة الوطنية من خلال شراكة وثيقة مع الأطراف والشركاء المعنيين لتحقيق رؤية ومفهوم حديث للسياحة في المملكة وتكون الداعم الأساسي لإحداث التنمية السياحية المستدامة التي تتماشى مع الثوابت الإسلامية والقيم الاجتماعية والثقافية والبيئية السائدة في المملكة .
كما تنشط الهيئة العامة للسياحة والاثار في حماية الآثار وتعزيز حضور المتاحف وقدراته من خلال تكثيف عمليات التنقيب عنها واستكشافها وتسجيلها ودراستها ومن ثم تطوير تلك المواقع وإثراء المتاحف والتراث العمراني وزيادة المعرفة بعناصر التراث الثقافي بالمملكة وإدارة الآثار والمتاحف بشكل أكثر فعالية وتهيئة الموارد الثقافية ليتم تطويرها وعرضها على أفراد المجتمع في إطار تعزيز السياحة الثقافية والسياحة التراثية وتحفيز استثمارات القطاع الخاص في مشاريع الآثار والمتاحف .
وتعتمد الهيئة في تنفيذ أهدافها هذه على المشاركة الفعالة بين القطاعين العام والخاص في تحقيقها .
وأبرزت الهيئة العامة للسياحة والآثار في آخر تقاريرها ما لدى المملكة العربية السعودية من ثروة في المواقع التاريخية التي يعود تاريخ إقامتها والسكن فيها إلى فترات مهمة بعضها قد يمتد عمره لأكثر من (1500) عام مما يؤكد أهميتها التراثية و رسخ قدمها في عمق التاريخ حيث تكتسب تلك المواقع أهمية في المنظور السياحي باعتبارها من الموارد السياحية التي ينبغي استثمارها بعناية فائقة لأنها تجذب العديد من السياح وبخاصة من يعنى منهم بالجانب الثقافي والتراثي في السياحة وهو نوع له تمثيله الاقتصادي المهم ضمن أنواع السياحة التي تتوافر في المملكة ، لأجل ذلك عنيت الهيئة العامة للسياحة بهذه المواقع وعملت على تطويرها وتهيئتها كبيئة سياحية خاصة تسهم في التنمية السياحية في المملكة.
وعمدت الهيئة إلى تنمية القرى التراثية بتأهيل وتطوير القرى والمناطق المحيطة بها وحمايتها والإسهام في تنمية المجتمع المحلي من خلال إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتوفير فرص العمل للمقيمين بها وإيجاد الخدمات الأساسية في القرى والأحياء التراثية وزيادة نمو وتشغيل الخدمات المسانده في القرى التراثية والعائد الإقتصادي الذي سيتحقق من توفير عدد من القرى التراثية واستثمارها من قبل مجموعه من المستثمرين .

وبينت الهيئة ما تتمتع به منطقة عسير من موقع ( الجزء الجنوبي الغربي من المملكة ) بمناخها المعتدل وطبيعة أرضها الجبلية الخلابة ووفرة الأمطار فيها وبرودة طقسها صيفا واكتسبت أهميتها الإستراتيجية من خلال مراكزها الحضرية وكثافة سكانها وتوفر متنزهات عسير الوطنية فيها مما جعل من منطقة عسير احد أهم المواقع السياحية الأكثر جذبا في المملكة العربية السعودية .
وأبرزت محافظة رجال المع . . التي تغطي مساحة جغرافية تبلغ 2740كم2 وتشكل نسبة 3.3% من مجموع مساحة منطقة عسير حيث تتكون المحافظة من عدد من القرى على طول منطقتين متميزتين الأولى المنطقة الجبلية من الشمال الغربي للمحافظة وتضم قرية رجال والحبيل وحسوه والثانية المنطقة الساحلية على البحر الأحمر وتضم الحريضة والقحمة .
وتعد الخدمات السياحية في منطقة السودة الواقعه شرق المحافظة عاملا مساعدا لتطوير قرية رجال ومنها الطرق المتعددة والتي تربط المحافظة مع بقية المناطق ووجود محطة التلفريك بالسودة والذي يستخدم كوسيلة نقل أمنه لكثير من السياح من قمم جبال السودة إلى قرية رجال المع عبر محطة وادي العوص السفلية .
وبين الاصدار ان نمط وطابع بناء وتشكيل القرى الريفية بمنطقة عسير اعتمد على عدة عوامل مختلفة ترتكز على الزمان والمكان وأن تاريخ كل القرية ينعكس فيما تبقى من أجزائها وتعتبر قرية رجال اكبر دليل على ذلك في الوقت الحاضر باعتبارها الوجهة السياحية المفضلة لكثير من زوار منطقة عسير لتوفر الكثير من العوامل التاريخية والثقافية والتراثية والطبيعية يتضح ذلك جليا في طبيعتها وضيافة أهلها وثقافتهم وتميز مبانيها التراثية والتخطيط العمراني لقرية رجال المع يتكون من عدة تجمعات عمرانية بمبانيها التقليدية تم تنفيذها على جانبي الأودية المسجد الجامع يقع تقريبا في منتصف القرية عند تقاطع وادي الخليس مع الطريق الرئيس للقرية الأن بالقرب من البئر والشجرة القديمتين وقد كان استخدام هذه المباني التقليدية المكونة لهذا التكوين العمراني الفريد يجمع بين الاستخدام العام بوجود المباني العامة مثل المدارس وبيت الحاكم والشرطة والجمارك القديمة والقصبة والمقبرة والاستخدام الخاص كمساكن محصنه للاهالي بجوار مزارعهم ومصادر المياه القريبة منهم .
كما استمد الطابع المعماري والعمراني قوته وقدرته على النمو والاستمرار من خلال إمكانات وأنشطة الحياة وتمثلت القوة السياسية للقرية في القصبة والأنشطة الاقتصادية في الأسواق الأسبوعية والأنشطة الدينية في المساجد والأنشطة الإجتماعية في الساحات العامة التي يقام عليها بعض الأنشطة الترفيهية أهمها الأناشيد مع العرضات الشعبية المتنوعة .

وتناول الإصدار استراتيجية المشروع حيث أن قرار تأهيل وتطوير قرية رجال يدل على اهتمام الهيئة العامة للسياحة والآثار بأهميتها لما تحتويه القرية من تاريخ عريق وثقافة واسعة بين سكانها وتوفر التراث العمراني والمعماري العالي القيمة إضافة إلى طبيعتها الخلابة ومناخها المعتدل على مدار العام لافتا إلى أن سكان قرية رجال لديهم الوعي ويدركون بفخر جودة تراث قريتهم المتميز إضافة إلى أعداد السائحين المتزايد على القرية كأحد المحطات السياحية الهامة بمنطقة عسير هذه العوامل كونت القاعدة الأساسية المحركة للهيئة العامة للسياحة والآثار لتضع مخططا عاما لتطوير وتأهيل القرية بما في ذلك تحسين البنية الأساسية فيها وخلق فرص اقتصاديه ذات قيمه تراثية للقرية يستفيد منه سكانه وتوفير الخطط التنموية المستقبلية والمستدامة .
وأشار الإصدار إلى إستراتيجية تطوير القرية التي تعتبر مهمة نظرا لما تحتويه القرية من تراث عمراني ومعماري ذو قيمة عاليه إضافة إلى ما تحتويه من المناظر الطبيعية الخلابة والمناخ المعتدل كما أن السكان يملكون الوعي والثقافة معا جعلهم يفتخرون بجودة التراث في قريتهم المتميز أن زيادة عدد زوار القرية المتزايد سنه بعد أخرى بالإضافة إلى العوامل التاريخية والثقافية والتراثية والعمرانية جعل منها القاعدة الأساسية للهيئة العامة للسياحة والآثار للمشاركة مع إمارة منطقة عسير وأهالي القرية في وضع مخططات التطوير وتأهيل مباني القرية المتهالكة وتحسين البنية التحتية فيها تمشيا مع إستراتيجية الهيئة للقرى التراثية وبما يجعلها من أهم المقاصد السياحية التراثية بالمملكة العربية السعودية .
وتشمل عناصر التطوير المسرح المدرج والنزل البيئية والمطلات والأسواق التقليدية القديمة ومركز الزوار ووادي الخليس وترميم وتأهيل المباني التراثية وإعادة استخدامها .

الأكثر قراءة