ميزانية هذا العام برهنت قوة المملكة الاقتصادية رغم الظروف العالمية
ميزانية هذا العام برهنت قوة المملكة الاقتصادية رغم الظروف العالمية
أكد الدكتور عبد الله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى، أن ما جاءت به الميزانية العامة للدولة هذا العام من فيض المشاريع التنموية رغم ما يمر به العالم من ظروف وتحديات، برهن على قوة المملكة الاقتصادية.
وقال آل الشيخ مخاطبا الملك خلال افتتاحه أعمال السنة الأولى من الدورة الرابعة للمجلس أمس: «إن ما شهدت البلاد خلال العام المنصرم من قرارات ومنجزات من لدن مقامكم، تواءمت مع متطلبات المرحلة وتزامنت مع حاجاتها، وكانت جميعها تصب في مصلحة الوطن والمواطن سواء في حاضره أو مستقبله». وأضاف «ومن تلكم القرارات صدور أمركم الكريم بتعيين الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء, فنسأل الله تعالى له العون والتوفيق والسداد، ومن ذلكم أيضاً دشنتم عدداً من المشاريع التنموية في مدينتي الجبيل وينبع بلغ مجموع استثماراتها100 مليار ريال تقريباً، وافتتحتم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي ستكون صرحاً من صروح العلم والبحث والحضارة كما أردتم لها, كما صدر أمركم الكريم بإنشاء أربع جامعات جديدة في كل من الدمام والخرج وشقراء والمجمعة، وامتدت رعايتكم فأصدرتم أمراً بتمديد فترة برنامجكم للابتعاث الخارجي لمدة خمس سنوات مقبلة اعتباراً من العام المالي 1431 /1432هـ ، ووافقتم رعاكم الله على تحمل الدولة للرسوم الدراسية لـ 50 في المائة من أعداد من يقبلون سنوياً في الجامعات والكليات الأهلية لمدة خمس سنوات».
#2#
#3#
#4#
#5#
وزاد في كلمته «وفي شهر رمضان الماضي صدر أمركم الكريم بصرف مساعدة قدرها 1.166 مليار ريال لجميع الأسر المشمولة بنظام الضمان الاجتماعي لمساعدتها على تلبية مستلزماتها الطارئة، كما أصدرتم أمركم الكريم بصرف مبلغ مليون ريال لذوي كل شهيد غرق جراء السيول التي اجتاحت مدينة جدة في شهر ذي الحجة الماضي، ووجهتم ببناء عشرة آلاف وحدة سكنية لأبنائكم النازحين إلى مراكز الإيواء على الحدود الجنوبية من البلاد. وقبل هذا كله واصلتم ــ رعاكم الله ــ خدمة الحرمين الشريفين وتوفير الراحة لحجاج بيت الله الحرام وزائري مسجد رسوله - صلى الله عليه وسلم - وقد شهد موسم الحج الماضي نجاحاً مميزاً بفضل الله ثم بفضل ما بذل من عمل دؤوب وما أنجز من مشاريع جبارة في مكة المكرمة والمشـاعر المقدسة، لعل من أهمها اكتمال توسعة المسعى وإنشاء جسر الجمرات ذي الأدوار المتعددة, وغيرها كثير مما لا يتسع المقام لذكره, جعل الله ذلك كله في ميزان حسناتكم وصحائف أعمالكم الصالحات». وأضاف «إن ذلكم العطاء المتدفق هو فضل من الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد، وهو بعد ذلك ثمرة لجهودكم الكبيرة الساعية إلى مزيد من النماء والازدهار لهذا البلد الخيّر المعطاء في طريقه نحو مدارج الرقي والازدهار، كما أن لقرار مقامكم الكريم في إيقاف المتسللين الباغين وحماية حدود البلاد من المعتدين أصداء حميدة لدى الجميع في الداخل والخارج، وكان لجنودكم البواسل موعد مع النصر والعزة من خلال دحر المعتدين الذين حاولوا التسلل لحدود بلادنا الجنوبية, وقد سطر هؤلاء الجنود الشجعان أروع الأمثال في الذود عن دينهم ووطنهم وتجلى التكاتف والتعاضد الكبير بين القيادة والشعب ضد كل من تسول له نفسه الاعتداء على هذا الوطن العزيز في أبهى صورة, وسيبقى هذا الوطن ــ بإذن الله ــ شامخاً عزيزاً بدينه ثم بقيادته وشعبه وسيظل حصناً منيعاً في وجه كل معتد ضال». وزاد «وفي هذا المقام لا بد من تسجيل وقفة تقدير وعرفان للأجهزة الأمنية التي أحكمت السيطرة في وجه الإرهاب والإرهابيين حتى غدوا يائسين منهزمين، وسلّم الله رجال أمننا وفي مقدمتهم مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز من محاولات الضالين ومؤامرات الحاقدين».وتابع آل الشيخ في كلمته «في اليوم السابع والعشرين من شهر شعبان من عام 1412 هـ صدر نظام مجلس الشورى في صيغته الحديثة بالأمر الكريم لتواصل هذه الدولة مسيرة الشورى التي انطلقت على يد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -, وهاهي المسيرة تبلغ اليوم 85 عاماً وسط قفزات وإنجازات كبيرة بفضل الله تعالى ثم بفضل ما توليه القيادة الكريمة لها من دعم ورعاية».
#6#
#7#
#8#
#9#
وأوضح أن السنة الماضية حفلت بأعمال ومناقشات وتوصيات وقرارات في أروقة هذا المجلس مشاركاً بهذا أجهزة الدولة في النهضة التنموية التي تعيشها بلادنا في ظل قيادتكم الحكيمة وتوجيهاتكم السديدة, مضيفا أنه خلال 77 جلسة عقدها المجلس في عامه المنصرم تم إصدار العديد من القرارات حيال المواضيع التي درسها وناقشها سواء ما يتعلق منها بمشاريع الأنظمة واللوائح أو تقارير الأداء أو الاتفاقيات ونحو ذلك مما يحال إليه ويدرسه في جلساته، ومن هذه المواضيع: نظام النقل بالخطوط الحديدية، نظام الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، النظام الوطني للحماية من الإشعاعات المؤينة، لائحة عمال الخدمة المنزلية ومن في حكمهم، ظاهرة ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات نتيجة حوادث السيارات، ونظام المرافعات الشرعية ونظام الإجراءات الجزائية ونظام المرافعات أمام ديوان المظالم. وأشار إلى حرص المجلس وهو يباشر مهامه ومسؤولياته على مدّ جسور التواصل مع المسؤولين في الأجهزة المختلفة, واستضاف في جلساته العامة واجتماعات لجانه عدداً من المسؤولين حيث استوضح الأعضاء منهم عما يتعلق بأداء أجهزتهم ورؤاهم ووجهات نظرهم، إلى جانب ما قد يعيق أعمالهم من صعوبات وما لديهم من مقترحات، لافتا إلى أن المجلس كان مواكباً ومتابعاً الأحداث التي تهم الوطن والمواطن، وكان حاضراً بتفاعله وبقراراته وتوصياته، استشعاراً منه بدوره الوطني الذي يجب أن يؤديه ويضطلع به.
وفي إطار الدبلوماسية البرلمانية، قال رئيس مجلس الشورى إن مشاركات المجلس في المؤتمرات والمنتديات والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية وأضحى ذا أثر في أعمال هذه المناشط وتوصياتها, إضافة إلى قيام وفود منه بزيارات رسمية سواء من مسؤوليه أو من لجان الصداقة فيه للعديد من المجالس واللجان النظيرة في الدول الشقيقة والصديقة واستقبل المجلس وفوداً سياسية وبرلمانية من عدد من دول العالم، وقد أتاحت تلك المشاركات والزيارات للمجلس دوراً مهماً في إظهار المواقف العادلة والمميزة للمملكة في خضم الأحداث الإقليمية والعالمية, وإبراز مكانتها في رعايتها للإسلام ودعوتها للسلام والتفاهم والتحاور والوئام, وأسهمت هذه الفعاليات في ترسيخ علاقات التعاون مع العديد من البرلمانات الدولية, فيما أكسبت المجلس فرصة الاطلاع على تجارب برلمانية مختلفة.
وأشار رئيس المجلس إلى أن المملكة سارت في سياستها الخارجية منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز - رحمه الله - على قيم وثوابت تقوم على احترام سيادة الدول وتسوية المنازعات بالطرق السلمية والالتزام بالمبادئ والقرارات الدولية والتعاون مع المجتمع الدولي في سبيل تحقيق ما فيه صلاح الشعوب والمجتمعات. وأضاف «وقد واصلتم - يحفظكم الله - هذا النهج واستطعتم بفضل الله - المضي قدماً إلى مزيد من الرفعة والشراكة الفاعلة المؤثرة في صنع القرار على المستوى الدولي، فشاركتم في قمة العشرين الاقتصادية التي عقدت في لندن وأوضحتم للعالم رؤية المملكة الثاقبة السديدة وموقفها تجاه الوضع الاقتصادي العالمي والأزمة المالية العالمية، كما شاركتم في القمة الثانية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية وعززتم من حضور المملكة الفاعل على المستوى الدولي».
وعلى المستوى العربي والإسلامي، قال آل الشيخ: «لم يهنأ لكم بال وأنتم تشاهدون الوضع الذي تعيشه الساحة العربية فواصلتم مساعيكم نحو تحقيق المصالحة العربية وردم الخلافات بين الأشقاء، فأثمرت هذه المساعي والجهود عودة الوئام للصف العربي, وكعادة هذه البلاد وقادتها كانت القضية الفلسطينية في أول اهتماماتكم ومحل عنايتكم، فوجهتم إلى قادة الشعب الفلسطيني خطاباً أخوياً صادقاً دعوتموهم فيه إلى وحدة الصف ورأب الصدع وتنحية الخلافات والالتفاف حول قضيتهم، وأظهرتم روحاً صادقة من الوفاء والإخلاص لأمتكم, فبارك الله في مساعيكم وكللها بالتوفيق والنجاح». وقال آل الشيخ مخاطبا الملك: «ندرك ما تولونه مجلس الشورى من عناية واهتمام ونعلم أن طموحاتكم أكبر من إنجازاتنا، وتطلعاتكم أعظم من جهودنا، ونعدكم أن نكون - إن شاء الله - في مستوى ما تحبون وتأملون, وفي المكانة التي تريدون وتطمحون»، معربا عن شكره لمسؤولي المجلس وأعضائه على التفاعل الإيجابي والجهود التي يبذلونها لإنجاز المهام المنوطة بهذا المجلس والقيام بمسؤولياته.