كيف يمكن للشركات متعددة الجنسيات أن تساعد الفقراء؟
تتصدر مشكلة علاج الفقر في العالم قائمة أوليات قادة الدول، إلا أن المشكلة لا تزال قائمة ومستمرة على الرغم من كل الجهود المبذولة لحلها. وبالفعل تتفاقم المشكلة في العديد من الدول التي تفتقد حكوماتها الرغبة أو القدرة على اتخاذ خطوات فعالة لعلاج هذه المشكلة.
يقدم الكتاب حلا فريدا لهذه المشكلة يتلخص في إقامة مؤسسة جديدة أطلق عليها اسم "شركة تطوير العالم"، على أن تكون شريكا أساسيا للشركات متعددة الجنسيات ومؤسسات التنمية العالمية والمنظمات غير الحكومية، حيث يرى مؤلفا الكتاب أن الشركات متعددة الجنسيات لديها مجموعة هائلة من القدرات والإمكانيات المطلوبة لبناء الاستثمار ونمو النظم الاقتصادية وتوفير فرص العمل في الدول الفقيرة، وبالتالي تخفيض معدلات الفقر. إضافة إلى هذا بإمكان هذه الشركات تحقيق الأرباح أيضا من هذه العملية.
إلا أن الشركات متعددة الجنسيات ليس لديها الصلاحيات الخاصة بمعالجة مثل هذه المشكلة العالمية، والمخاطرة المصاحبة قد تكون كبيرة، ولهذا فإن الطرق الجماعية أفضل من تلك التي تتبناها شركة واحدة.
يقترح الكتاب أن تكون شركة تطوير العالم تحت إشراف الأمم المتحدة، وأن تديرها مجموعة من الشركات متعددة الجنسيات بدعم من المنظمات غير الحكومية، وهكذا سيكون بإمكانها أن تقدم نتائج متميزة.
تعد الفكرة التي يقدمها الكتاب مفرطة في التفاؤل وبعيدة عن الواقعية. ففي الوقت الحالي تواجه الشركات الكبرى الهجمات والانتقادات الحادة لتدميرها البيئة وتمتعها وحدها بفوائد العولمة على حساب الدول الفقيرة وخداع المستثمرين، بينما يؤكد الكتاب أن الشركات متعددة الجنسيات ستربح الكثير إذا ما وجهت جهودها لتخفيض معدلات الفقر في العالم.
يؤكد الكتاب أن الغرض من هذه الفكرة ليس دعوة الشركات الكبرى إلى الأعمال الخيرية، وإنما سيعود عليها هذا الأمر بالنفع الكبير، حيث تزيد شرعية الشركات متعددة الجنسيات وتتوافر أسواق قوية لمنتجاتها ما سيزيد من أرباحها.
يهدد الفقر المدقع الدعائم الأساسية للعالم الذي أصبح قرية صغيرة بفضل تطور تكنولوجيا الاتصالات والمواصلات، لذلك فمن واجب الشركات أن تقود الحملة ضد الفقر في العالم. من المتوقع أن تثير الفكرة التي يطرحها الكتاب عن إنشاء شركة تطوير العالم مناقشات ساخنة في أروقة الشركات وحجرات اجتماعات مجالس الإدارة وكذلك في مجتمع التنمية العالمي.
لا يتردد الكتاب في تقييم وتحليل وتفصيل الأفكار والأيدلوجيات والسياسات والمؤسسات التي قدمت الكثير من الوعود للبشرية ولم تف إلا بالقليل من هذه الوعود. يقدم الكتاب إجابة مختلفة وبسيطة في الوقت ذاته للمعادلة تكون فيها الأعمال والمشروعات هي المحرك الأساسي.