توقعات بانتعاشة قوية لأسواق الاكتتابات والدمج خلال العامين المقبلين
توقع خبراء اقتصاديون انتعاشة قوية لأسواق الاكتتابات العامة في المنطقة خلال العامين المقبلين بعد بوادر الاستقرار في الأسواق المتقدمة وتحسن الأسواق الناشئة من تداعيات الأزمة المالية العالمية التي أضرت بالإصدارات الأولية .
وأجمع المشاركون في الندوة التي استضافها مركز دبي المالي العالمي حول آفاق الاكتتابات الأولية العامة وعمليات الدمج والاستحواذ وتطوير سوق للشريحة الثانية (الاستثمارات البديلة) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أن مؤشرات الانتعاش الاقتصادي توحي بعودة لنشاطات الاستحواذات والدمج من جديد.وقال الدكتور ناصر السعيدي رئيس الشؤون الاقتصادية في مركز دبي المالي العالمي إن الأزمة المالية العالمية أدت إلى تراجع أنشطة الاكتتاب العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلا أن بدء مرحلة من الاستقرار في الاقتصادات المتقدمة، وانتعاش الأسواق الناشئة في آسيا، الشريك التجاري الرئيسي للمنطقة، قد ساهما في تشجيع مجتمع الأعمال في المنطقة على إحياء خطط وعمليات الإدراج، مضيفا ''هناك زيادة في عمليات الاكتتاب الأولي العام وصفقات الدمج والاستحواذ المرتقبة، حيث من المحتمل أن نشهد انتعاشاً قوياً لهذه السوق خلال العامين المقبلين''.
وأضاف أن زيادة التكامل في الاقتصاد الإقليمي، وتحسن التوقعات في قطاع الأعمال، وإعادة هيكلة الشركات، جميعها عوامل تسهم في حفز مزيد من الاهتمام بعمليات الدمج والاستحواذ إلا أن عديدا من الدول تفتقر إلى القوانين والتشريعات التي من شأنها دعم وتسهيل عمليات الدمج والاستحواذ وإعادة الهيكلة وتحسين أداء الشركات''.وتطرقت نقاشات الندوة إلى احتمال تطوير سوق للشريحة الثانية ''الاستثمارات البديلة'' بما يفسح المجال أمام الشركات الصغيرة لإصدار الأسهم ضمن بيئة تنظيمية ومتطلبات إدراج أكثر مرونة ويمكن لسوق الاستثمارات البديلة توفير رأس المال الضروري للشركات المملوكة للعائلات ولشريحة الشركات الصغيرة والمتوسطة.ووفقا للسعيدي فإن المنطقة شهدت خلال العقد الأخير تأسيس أعداد كبيرة من الشركات الصغيرة والمتوسطة الناجحة خصوصا في المناطق الحرة وتتطلع هذه الشركات إلى التمويل الذي يحقق طموحاتها في التوسع، لذلك فإن وجود سوق جيدة التنظيم للشريحة الثانية أو سوق الاستثمارات البديلة يتيح لها تأمين احتياجاتها من التمويل، ما يعتبر عاملاً حاسماً لضمان النمو المستدام للشركات والأعمال''.