اقتناع بدور "أوبك" في الحفاظ على استقرار أسعار النفط العالمية

اقتناع بدور "أوبك" في الحفاظ على استقرار أسعار النفط العالمية

تشير أسعار النفط الخام إلى أنها في طريق ارتفاع جديد بعد أن باتت أعداد متزايدة من الخبراء مقتنعة أن مؤشرات تداول أسعار النفط من خام "ويست تكساس" في نيويورك من الممكن أن تصل إلى مستوى الأسعار القياسي الذي بلغته بداية أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، بما يعادل نحو 72 دولاراً للبرميل الواحد. ويعتمد هؤلاء الخبراء التحليلات التي ترصد ميلا واضحا وملحوظا باتجاه ارتفاع الأسعار في أسعار تداول المؤشرات القصيرة والمتوسطة المدى، التي تجاوزت السعر التجاري بنحو 65.50 دولار، وبلغت تكلفة برميل خام ويست تكساس نحو 66.50 دولار.
وفي مثل هذا الوقت من السنة يبدو ارتفاع أسعار النفط أمرا غير مألوف، فعادة ما ترتفع أسعار النفط وتصل أعلى معدلاتها في الشتاء، حيث تتجه الأنظار تجاه مخزون النفط الخام، وخاصةً وقود التدفئة، لتغطية حجم التزويد خلال هذه الفترة من العام التي تنخفض فيها درجات الحرارة.
ويبرر الخبراء المختصون توازن الأسعار خلال العام الجاري باعتدال فصل الشتاء في أمريكا الشمالية الذي سمح بزيادة حجم المخزون من النفط الخام، في وقت تميّزت تلك الفترة من السنة بتراجع هذا المخزون بسبب زيادة الطلب على وقود التدفئة. وبرغم هذا فإن مؤسسة باركلايز كابيتال تؤكد من جانبها أن مخزون النفط الخام تراجع بقوة قياساً بالنموذج الموسمي المعتاد في الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، تلقّت سوق الغاز الطبيعي في أمريكا الشمالية خلال فصل الشتاء مفاجأة كبيرة، حيث انخفضت مؤشرات تداول أسعار الغاز الطبيعي في نيويورك في منتصف كانون الأول (ديسمبر) حتى بداية آذار (مارس) إلى النصف تقريباً. ويتوقع خبراء أن يرتفع حجم الطلب على البنزين في الدول الصناعية الواقعة في نصف الكرة الشمالي.
ويعزز الخبراء التحليلات المشيرة إلى أن سلسلة رفع أسعار الفائدة لن تعود بالنفع على الاقتصاد الأمريكي أو حتى المستهلك الأمريكي، ولهذا لا يمكن أن تنعكس معدلات حجم الطلب على البنزين خلال فترة الربيع وفصل الصيف من العام الماضي على المستقبل. فقضية التزويد بالبنزين ترتبط بالعرض، وخاصة من خامي النفط الخفيف والنفط الخالي من الكبريت، وبالتالي المناسب من حيث التكلفة من بين أصناف النفط التي تتم معالجتها. ولا يمكن التنبؤ حتى هذه اللحظة كيف سيتحدد شكل عرض البنزين خلال الأشهر المقبلة.
وتميل الأسواق للاقتناع بأن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ستظل محافظة في الوقت الراهن على سعر النفط من خام "ويست تكساس" ما بين 55 و60 دولارا، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار وجود جوانب أخرى غير قابلة للتنبؤ، مثل الجدل حول نشاطات إيران في الطاقة الذرية وأثر ذلك على إمداداتها النفطية المستقبلية، وكذلك الوضع غير المستقر قرب الآبار النفطية في نيجيريا، وهما العاملان اللذان ظهرا كأحد أهم أسباب ارتفاع أسعار النفط خلال الأسابيع القليلة الماضية .

الأكثر قراءة