الوقوف بعد السقوط من الدور العاشر!!
يمر الإنسان خلال مسيرة حياته الطويلة والقصيرة في آن واحد بعديد من الأحداث والمواقف الحزينة والمفرحة، وبصعوبات وعوائق نستطيع أن نتجاوزها بالصبر والأمل والاجتهاد المستمر و الثقة بالنفس. فالنجاح طريق شائك مليء بالعثرات يتطلب منا الصمود والمثابرة وعندما نصل إلى أعلى درجات النجاح أيا كان هذا النجاح، ونقف فوق أعلى درجاته نجد العالم من حولنا مليئا بالشخصيات الحاسدة والمثبطة فيبدأ هؤلاء بمحاربتك وتهديم البنيان العالي لكي تسقط و السبب لأن نجاحاتك واضحة تشرق في كل مكان لتضيء وتكشف إخفاق الآخرين.
فالحديث في هذا الموضوع يطول، ويأخذ أبعادا كثيرة و تحليلات عميقة فمن منا لم يجرب ألم السقوط من الدور العاشر !!!'' فأنا هنا لا أقصد السقوط من عمارة بهدف الانتحار! ولكن أقصد به عندما يحارب الإنسان الناجح بشراسة ويتم إلقاؤه من الدور العاشر ليرتطم بالأرض فأي إنسان ناجح وطموح بنى نفسه بنفسه باعتماده على الله سبحانه ومن ثم على شخصيات فعالة في المجتمع لها دور قيادي، و فكري متنور متعقل. ما إن تظهر مواهب وضعها الله لدى الإنسان حتى يتطاول العدو دون وجه حق من يريد علوا في الأرض وإفسادا كبيرا فيطوي جناحه كطي الورق وقد يكسره أحيانا. من شدة حقدا فهو هنا يقوم بإلقائك من الدور العاشر ولكن لا بد أن نؤمن بأن كل إنجاز يتطلب قدراً من المجازفة والتضحية النفسية والجسدية وثق أنك إذا خسرت فأنت لا تخسر كل شيء لأنك تتعلم دروسا، لن تضل الطريق لو تمسّكت باحترام الذات ثم احترام الآخرين وتحمل مسؤولية كل فعل.
فعندما نقوم بقراءة التاريخ بصورة دقيقة نجد أن الكثير من المفكرين والكتاب والفلاسفة والعلماء وغيرهم عانوا ظلم واضطهاد أعداء المجتمع، لأن شعارات هؤلاء لا للنجاح ولا للتقدم وكأن التطور والنجاح وباء يخافون انتشاره فهم كالدود ينخر المجتمع دون أن نراهم فهم من يلبسون الأقنعة ويعانون من مرض الازدواجية لأنهم يتظاهرون بالإيجابية و الحب لمجتمعهم ويخفون عكس ذلك باطنهم فهم يعشقون كل قديم لا يكلفون أنفسهم عناء البحث والتجديد فالإنجاز لديهم محدود ونظرتهم المستقبلية قصيرة لا تتجاوز حدود مكاتبهم، فكل تطوير واستحداث جديد يقابل منهم بالتهكم والسخرية كأنهم يقولون كفاكم تطويراً و استحداثاً لا نريد العمل أو التقدم!!!.
من هنا نصل إلى حقيقة واضحة كالشمس أن الإنسان الناجح يعد محارباً ومقاتلاً في كل الأماكن والعصور سواء في الماضي أو في الحاضر والمستقبل أيضا، واعلم يا عدو النجاح أنك أحد الدوافع لبقائنا في أعلى القمة وعدم التنازل عن نجاحاتنا واعلم أنك سبب من أسباب الإصرار والعزم لأننا استطعنا الوقوف بعد السقوط من الدور العاشر...
رحم الله شاعرنا الكبير محمود درويش على قصيدته الشهيرة (أمل)
ما زال في كرومكم عناقيد من العنب...
ردوا بنات آوى يا حارسي الكروم لينضج العنب..
عدد القراءات: 354