الاستثمار في صناعة دجاج اللاحم

 الاستثمار في صناعة دجاج اللاحم

<a href="mailto:[email protected]">Kalfuhaid@hotmail.com</a>

على الرغم مما تولد من خبرة لدى أصحاب مشروعات إنتاج دجاج اللحم خلال العقدين الماضيين، وتوافر التقنية العالية سواء لمدخلات أو مخرجات هذه الصناعة، إلا أن بعض المشروعات من هذا النوع خاصةً الصغيرة منها وجد نفسها يواجه صعوبات متزايدة متمثلة في عددٍ من المشاكل الإنتاجية والإدارية والتسويقية انعكس ذلك على وضع تلك المشروعات أدى معه إلى توقف بعضها عن الإنتاج وإغلاقها أو تشغيلها بطاقة إنتاجية أقل من طاقتها التخطيطية، إلا أن هناك مؤشرات إيجابية تشجع على الاستثمار في صناعة دجاج اللحم وفي مقدمتها دعم الجهات الحكومية ذات العلاقة ابتداء من سهولة إجراءات تأجير الأراضي لمن تنطبق عليهم الشروط بسعر رمزي ( ريال واحد لكل 1000 متر مربع )، وتقديم القروض الميسرة لقيام مثل هذه المشروعات وكذلك قرار هيكلة الإعانات الذي صدر أخيرا عن مجلس الوزراء الموقر الذي اشتمل على دعم وسائط التسويق مثل مخازن التبريد وسيارات النقل المبرد، وذلك بغرض رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من هذا المنتج في ظل الظروف التي تساعد على نجاح الاستثمار في هذا المجال في حال مراعاة المعايير الاقتصادية المناسبة بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، ولتميز هذه الصناعة بانخفاض استهلاكها للمياه في حال توافر عنصر الأعلاف، وإلى الجانب الحكومي فإن القطاع الخاص له أدوار إيجابية تسهم في تطوير ونجاح صناعة دجاج اللحم في المملكة وانعكست هذه الأدوار في تبادل المنافع وبروز ظواهر إيجابية وفي مقدمتها العلاقات التعاقدية التي لها شقان، الشق الأول يتمثل في استئجار كبار المنتجين مشاريع صغيرة من أصحابها والقيام بجميع العمليات الإنتاجية والتسويقية، والشق الثاني يرسم صورة العلاقة التعاقدية بحيث يتم التعاقد على أن تتولى المشروعات الكبيرة المتعاقدة المساهمة في بعض المستلزمات الإنتاجية (على أن تخصم لاحقا من المبيعات لاحقا) ويشمل العقد شراء الدجاج في صورة دجاج حي وتتولى العمليات التسويقية ابتداء من الذبح والتعبئة والتغليف وتحمل اسم هذه المشروعات، ولعله من المناسب مباركة هذا التوجه من بعض كبار منتجي الدواجن لإبرام هذه العقود مع صغارهم لما ستحققه هذه التعاقدات من استفادة الأخير من التقنية المتوافرة لدى المشروعات الكبيرة لخلق فرص تسويقية وجودة في الإنتاج وتطبيق برامج الأمن الوقائي في مجال صناعة الدواجن، وهذه الخطوة بدورها تسهم في مساعدة صغار المنتجين في خفض تكاليف الإنتاج الثابتة لهم والتي بدورها سوف تسهم في تحقيق عوائد تجعلهم في وضع إنتاجي أفضل وفي نفس الوقت أعطت كبار المنتجين فرص التوسع، ولاكتمال حلقات التعاون لا بد من تسخير الخبرات التي تولدت لدى المشروعات الرائدة في هذه الصناعة وأن تتبنى بدورها قيام عدد من مراكز التدريب المؤهلة لإعداد كوادر وطنية مؤهلة لتسهم في إيجاد كوادر وطنية مؤهلة وزيادة المعروض من هذا العنصر البشري المهم في صناعة الدواجن. وفي ظل وجود هذه البذرة الإيجابية التي تسهم في خلق الثقافة التعاونية فإن الأمر يتطلب إيجاد التكتل بين مشروعات إنتاج دجاج اللحم الصغيرة للمساهمة في مواجهة المشكلات المختلفة التي قد تواجه هذه المشروعات وجعلها في وضع تنافسي أفضل لتحقيق معدلات إيجابية للاستثمار في صناعة دجاج اللاحم.

الأكثر قراءة