محلل مالي: مخاطر السوق السعودية عالية.. لكن عوائدها مرتفعة
عد محلل مالي أن النظرة السلبية نحو الصناديق الاستثمارية من قبل المستثمرين تعود إلى خطأ في فهم الناس دور هذه الصناديق وأنها تحقق أرباحا على الدوام، إلى جانب قيام عدد من مندوبي المبيعات بعرض صناديق الاستثمار على أساس استثمار مضمون.
ولفت محمد القويز الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة دراية لتمكين المستثمر على هامش محاضرة ألقاها في غرفة جدة البارحة الأولى بعنوان «الوصايا الخمس: الاستثمار الناجح في عالم صعب» إلى أن دور مدير الصندوق هو السباق مع السوق التي يعمل فيها، ويتمحور عمله بشكل كامل على الاستثمار في السوق، لكن النقطة الأهم هي أن يربح أفضل من السوق أوقات الفورات، وتحقق خسائر أقل وقت الانهيارات.
ولخص القويز الوصايا الخمس بقوله «لا تصب بالذعر، نــوّع، استثمر للمدى الطويل، لا تغتر بالأرباح وانظر للمخاطر، استثمر بنفسك إذا كان لديك ميزة نسبية، في حال اتبعت هذه الوصايا الخمس سيكون بمقدورك تحقيق الاستثمار الناجح في عالم صعب».
ووفقاً لمحمد القويز فإن أكثر من 92 في المائة من المستثمرين في السوق المالية السعودية هم أفراد، الأمر الذي يتطلب دراية وثقافة استثمارية لدى هؤلاء حتى يمكنهم الاستمرار وتجنب الخسائر والانهيارات.
عن الوصية الأولى، الابتعاد عن الذعر وقت الأزمات لفت القويز إلى أنه على الرغم من النزول الحاد في السنوات الأخيرة إلا أن أداء سوق الأسهم السعودي كان جيداً جداً على المدى الطويل، وأضاف «غالباً ما يتأثر المستثمرون سريعاً بتقلبات سوق الأسهم، مما يقودهم للخوف أو الطمع».
أما فيما يتعلق بالتنويع فأشار الشريك المؤسس والعضو المنتدب إلى أن المقصود منه هو الاستثمار في أوراق مالية متنوعة، في أسواق متنوعة، في فئات استثمارية متنوعة مثل المرابحة، الصكوك، الأسهم العقار، السلع والمعادن.
وبيّن محمد القويز أن الاستثمار على المدى الطويل يعد أمراً إيجابياً للمستثمر، وقال «حتى إذا ما كان السوق في أفضل فترة أداء له، فلا بد من نزوله على المدى القصير، وكلما كان أفقك الاستثماري قصيراً، فإنك تضع نفسك عرضة لتذبذب السوق وتقلباته، دون أن تستفيد من تياره الصاعد على المدى الطويل».
ثم انتقل الخبير المالي إلى تبيان الأثر الذي قد يلحق بالمستثمر في حال نظر إلى الأرباح وتجاهل المخاطرة، واصفاً من ينظر إلى العوائد دون المخاطر، كمن يشتري سيارة سريعة دون مكابح!!
وأوضح القويز في الاستثمار الفردي مفضلاً فقط إذا كان المستثمر يمتلك ميزة نسبية مثل (الخبرة، الكوادر المؤهلة، المعلومات الجيدة، والوقت الكافي)، أما إذا كان المستثمر ليس لديه هذه الميزة النسبية فمن الأولى أن يعطي الخبز لخبازه.
وأشار العضو المنتدب لشركة دراية إلى أن هناك خمس فوائد للاستثمار في الصناديق الاستثمارية، الأول يتمثل في اقتصاديات الحجم من حيث ضخامة المبالغ المستثمرة، وبذلك يستفيد المستثمر من المزايا المحققة من تلك الضخامة، ثم الإدارة المحترفة حيث يتمتع مديرو الصناديق بخبرات ومهارات قوية في عالم الاستثمار، كما أنهم متفرغون تماماً لعملهم، وبذلك يستفيد المستثمرون ذوو الخبرات القليلة.
وأردف القويز «كما أن الاستثمار في الصناديق يتطلب رأسمالا قليلا حيث يكون المبلغ الأدنى للاستثمار بالصناديق منخفضا مما يتيح لصغار المستثمرين شراء أسهم الصناديق بكميات تناسب دخلهم، إلى جانب تنويع الأصول حيث تتمتع الصناديق بإمكانية تنويع الأصول وموازنة المخاطر عبر تمكين المستثمر من الاستثمار في تشكيلة من الشركات تارة واحدة بسبب الوفرات الاقتصادية، وأخيراً تعتبر الصناديق أقل مخاطرة وأكثر راحة بال، وذلك لأن الإدارة المحترفة وتنويع الأصول يقللان من خطر (وهمّ) اتخاذ القرار الخاطئ، وبالتالي يمكن المستثمر من التفرغ لنواحي عمله وحياته الأخرى.
ولفت العضو المنتدب إلى أن السوق السعودية أكثر خطورة من الأسواق الأخرى، لكنها في الوقت نفسه الأكثر عائداً، فالسوق منذ إنشائها في 1985م إلى نهاية 2009م كان متوسط أدائها نحو 10 قي المائة دون احتساب الأرباح الموزعة التي راوحت بين 2 – 3 في المائة أي أن المستثمر ككل حصل على عائد من 12 – 13 في المائة خلال 24 سنة وأفضل مؤشر لأداء الأسواق في المستقبل هو أداؤها في الماضي، مشكلة الأسواق أنه كلما نضجت وتطورت قلت مستويات نموها.