مساجد تطلق مواقع إلكترونية وتفعّل خدمات المسجد الدعوية

أطلق عدد من المساجد السعودية خدمة الإنترنت بعضها في فترة قريبة وبعضها منذ سنوات، وشيدت مواقع لها على الشبكة الإلكترونية نظرا لأن الإنترنت أصبح مستخدما في جميع الأنشطة التي تمارس يوميّاً، ويتزايد أعداد متصفحي شبكة الإنترنت يومياً، وتتنوع الخدمات التي يتيحها الإنترنت بدءاً من تصفح البريد الإلكتروني، والأخبار، وانتهاء بإقامة مجتمعات تفاعلية عبر الشبكة.

ويرى البعض أن دور المسجد تراجع عن السابق فكيف يمكن أن تستفيد المساجد من الإنترنت في تفعيل دورها في تفعيل دور المسجد وقيامها بدور أكبر في الجوانب التي تعود على الإسلام والمسلمين بالنفع.

## جامع شيخ الإسلام ابن تيمية

لعل من أشهر المساجد التي أنشأت مواقع إلكترونية جامع شيخ الإسلام ابن تيمية، وانطلقت منابر العلم والدعوة من جامع شيخ الإسلام ابن تيمية في سلطانة منذ الأيام الأولى من إقامة الصلاة فيه عام 1411هـ، والمشرف العام على الموقع هو الشيخ فهد الغراب إمام المسجد الذي يقول : لقد تشرَّف القائمون على هذه المناشط بالجامع باستضافة كثير من العلماء وطلبة العلم، وعلى رأسهم سماحة الشيح عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - الذي ألقى في هذا الجامع أربع محاضرات، أما فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - فقد شرح منظومته في القواعد والأصول، خلال دورتين علميتين عن طريق الهاتف وشرف الحفل الختامي للدورة العلمية الرابعة، ولتلبية الرغبة المتزايدة لطالبي العلم، فقد نظمت دروسا أسبوعية لبعض المشايخ فكان في الأسبوع الواحد ستة دروس تقريباً، ثم بعد ذلك أقيمت الدورات العلمية لشحذ همم طالبي العلم واختصار الوقت لهم، وفي عام 1418هـ بدأ العمل في تجهيز مكتبة الإمام ابن القيم التابعة للجامع وذلك لتهيئة الجو العلمي للبحث والاطلاع، وفي عام 1421هـ بدأ العمل في طرح مسابقة علمية لحفظ المتون العلمية، وفي بداية عام 1423 افتتح القسم النسائي في مكتبة الإمام ابن القيم وذلك لكثرة إلحاح الأخوات لفتح قناة للاستفادة من هذا المنشط العلمي، وفي عام 1423هـ دُشِّن موقع الجامع على شبكة الإنترنت الذي أصبح مقصدا لكثير من طلاب العلم سواء من متابعة الدروس العلمية أو الدورات التي نظمها الجامع، والآن يخضع الموقع للتطوير وسيتم تحديثه ليكون في متناول متصفحيه قريبا ـ إن شاء الله.

ويضم موقع جامع شيخ الإسلام ابن تيمية عدة صفحات مهمة لمرتادي الموقع منها ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية ونبذة عن الجامع وقسم الأرشيف وكروكي موقع الجامع وقسم للبث المباشر ومختارات من الجامع وأرشيف الدورات العلمية التي تجاوزت 15 دورة علمية، كما تم فتح موقع خاص مكتبة ابن القيم الجوزية، وبلغ سجل زوار الموقع ربع مليون زائر.

## جامع عثمان بن عفان في الرياض

هناك جامع عثمان بن عفان - رضي الله عنه - في حي الوادي في الرياض ويتميز بموقعه الحيوي، حيث يقع بالقرب من الدائري الشمالي جنوب جامعة الإمام ويرتاد الجامع قرابة 1500 مصل يومياَ.

وقد تم إنشاؤه عام 1419هـ على نفقة أحد المحسنين ـ غفر الله له ولوالديه، ويقول الدكتور يوسف المهوس المشرف العام على الأنشطة وإمام الجامع، إنه توجد نشاطات متعددة في الجامع فيجد المتصفح للموقع الكثير من الفوائد التي يحتاج إليها مثل الدروس العلمية، الأرشيفية والبث المباشر لبعض الدروس العلمية التي تقام في الجامع، وهناك برامج مفيدة لطلاب الحلقات.

توجد مواقع أخرى لبعض المساجد مثل جامع علي بن المديني وجامع الراجي بشبرا وجامع الراجحي بالربوة وغيرها من المواقع، وما سبق هو لإلقاء الضوء على بعض هذه المساجد وفي الطريق بعض المساجد الأخرى ستدشن في القريب العاجل مواقع أخرى، ومنها جامع السليم وجامع الأمير سلطان ومسجد أبو ذر الغفاري وغيرها من المساجد التي ترغب في إبراز جهودها.

#2#

من جهته أكد الشيخ أحمد السيف إمام وخطيب جامع السليم في الرياض أن إنشاء مواقع إلكترونية لبعض المساجد ظاهرة صحية، وهي مفيدة للمتابعين للأنشطة الدعوية لهذه المساجد وإحياء رسالة المسجد عن طريق المواقع الإلكترونية، وقد اطلعت على بعض المواقع لبعض المساجد ووجدت فيها ما يفيد ولله الحمد، وغالبا ما تتضمن مواقع المساجد بعض الأمور المهمة للمسلم مثل أنشطة المسجد: الأساسية التي يقوم بها وأهمها: الدروس وحلقات العلم، والتحفيظ والتجويد، وخطب الجمعة والعيدين، والإعلان عن مواعيد هذه الدروس.

وكذلك الأنشطة الأخرى التي تكون في بعض المناسبات كالمسابقات القرآنية، أو البحثية، أو الرمضانية وغيرها؛ لتيسير مشاركة أبناء الحي بهذه الفعاليات.

وبعض المساجد يضع صفحة للفتاوى والاستشارات: وتعتني بتلقي الفتاوى والأسئلة خصوصا التي يقام فيها دروس علمية، إضافة إلى بعض الاستشارات التي يحتاج إليها المسلم.

وهي حقيقة معلومات مهمة وتعود بالنفع على المتصفحين لهذه المواقع.

#3#

من جانبه، يرى الشيخ سامي الخلف المحامي والمستشار الشرعي أن المواقع الإلكترونية التي أنشأتها بعض المساجد تحتاج إلى مزيد من التطوير وألا تكون بالطريقة التقليدية المعروفة، بل لابد أن يكون فيها نوع من التجديد في الطرح والذي يسهم في أن يكون لها ارتباط قوي بجماعة المسلم وإيجاد حوار يثري وضع المساجد، ويكون لها انعكاساتها الطيبة عليها، وكذلك لابد من الاستفادة من تجربة بعض المساجد في الخارج، حيث توجد فيها تجارب طيبة يمكنان تستفيد منها مساجدنا، ولعل من الأمور المفيدة في هذه المواقع بث الدروس العلمية، والآن سمعنا أن بعض المساجد تسمّع القرآن عن طريق الهاتف، ونسأل الله النجاح لهذه التجارب الطيبة التي تعود بالنفع على المسلمين.