" شيرينج" ترفض عرض الاستحواذ المقدّم من "ميرك"

رفضت شركـة شيرينج الألمانية لصناعة الأدوية عرض الاستحواذ الذي تقدمت به شركة ميرك للأدوية والكيماويات ومقرها مدينة دارمشتادت. وقالت شيرينج عن العرض إنه غير كافٍ وغير مرغوب فيه.
وعرضت "ميرك" 77 يورو لكل سهم من "شيرينج"، ما يعادل إجمالا 15 مليار يورو أو زيادة 15 في المائة على سعر السهم الذي بلغت قيمته يوم الإقفال 66.86 يورو. ومما يذكر أنه في حالة وقوع الاندماج فستصبح المجموعة أكبر شركة أدوية في ألمانيا لكنها ستبقى من أصغر الشركات في العالم.
وشركة ميرك شركة مسجلة في مؤشر البورصة الألمانية "إم داكس" للقيم الفرعية بقيمة 4.3 مليار يورو، وتمتلك العائلة المؤسـِّسة لها ثلثي الأسهم. أما "شيرينج" فهي مسجلة في مؤشر البورصة "داكس" بقيمة 13 مليار يورو، وتعتبر شركة التأمين الضخمة "أليــانز" أكبر المساهمين فيها بنسبة 10.85 في المائة، بينما النسب الباقية موزعة عشوائيا.
وتتميز "ميرك" بصناعة الكريستال السائل المستخدم في صناعة الشاشة المسطحة، وتحقق بذلك أرباحا عالية بلغت أخيرا 5.9 مليار يورو، بينما حققت "شيرينج" أرباحا بقيمة 5.3 مليار يورو. كما ارتفع سعر تداول أسهم الشركة كثيرا بعد التصريحات حول نوايا الاستحواذ.
الشائعات المتداولة أن أفراد العائلة، البالغ عددهم 130 شريكا ويملكون 73 في المائة من أسهم "ميرك"، يريدون طـرح 20 في المائة من الأسهم للبيع في البورصة. علاوة على ذلك لا يوجد على "ميرك" أية ديون مالية، وتستطيع بذلك دفع مثل تلك المبالغ الضخمة.
وتعود "ميرك" في استشاراتها المالية والاستثمارية إلى البنك المركزي الألماني "دويتشه بنك" و"جولدمان ساكس"، بينما تستشير "شيرينج" مجموعة مورجان ستانلي المالية.
ووصف هوبيرتوس أرلين رئيس مجلس إدارة شركة شيرينج، العرض الذي تقدمت به "ميرك" بأنه يعتبر انتقاصا من قيمة شركته التي قال إنها تتمتع بنظرة جيـدة إلى المستقبل كشركة أدوية مستقـلـة. وقال أرلين: "لقد تم تقديم العرض لنا دون أي سابق إنذار، وهو في الوقت نفسه غير مرغوب، وعلى هذا نحن لا نتفاوض حاليا مع ميرك".
في الأعوام الماضية سرت كثير من الشائعات حول محاولات لاستحواذ "شيرينج"، وردا على هذا اتبعت الشركة سياسة مربحة للمساهمين تتمثل في توزيع حصص الأرباح وضمان سعر الأسهم، حيث كانت من أوائل الشركات في ألمانيا التي أدرجت بـرنامج استرداد الأسهم، وخصّصت خلال هذا العام لهذا البرنامج 500 مليون يورو. هذا وقد صرّح أرلين أن الربح العائد سيتم رفعه حتى عام 2008 من 17.5 في المائة إلى 20 في المائة.
وشركة شيرينج هي كبرى شركات الأدوية في العالم في إنتاج وسائـل منع الحمل، كما ترى في مجال "العلاج الهرموني" محفزات جيدة للنمو. وفي الأسواق الأمريكية واسعة النطاق استطاعت الشركة تحقيق نسب نمو عالية جدا. كما حققت نجاحا كبيرا في مجال إنتاج العقار "بيتافيرون" المخصص لعلاج الأعصاب، لكن لم يحالفها الحظ نفسه في مجال أدوية علاج السرطان، فقد تباطأت هيئة الدواء الأمريكية لاعتماد الأدوية في عملية اعتماد بعض الأدوية ما أثر على الأسهم في أسواق البورصة بصورة سلبية. وبالرغم من ذلك لم تتوارد الأخبار عن أي محاولات استحواذ، فالشركة مستعدة بمبالغ نقدية قيمتها 1.2 مليار يورو، وسيولة نقدية عالية وتتمتع كذلك بسمعة جيدة في تقديـر قيمة مديونياتها .
في المقابل، حققت "ميرك" أرباحا قياسية من تجارتها في الكريستال السائـل المستخدم في صناعة الشاشات المسطحة، وأنجزت الشركة نجاحا حقق لها أرباحا بلغت 5.87 مليار يورو، فكان نصيب النمو في فرع الكريستال السائل وحده نحو 27 في المائة.
وفاجأت شركة ميرك الأوساط المالية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بتعيين ميشائيل رومر رئيسا لمجلس الإدارة مكان برنهارد شويبله بعد أن كان نائبا له، ويقال إن الإدارة ستعين كارل لودفيج كلي عضو مجلس الإدارة المالية في شركة لوفتهانزا للطيران بدلا من ميشائيل رومر في حالة دمج الشركتين.