هيمنة كتب الرسوم الكارتونية في معرض "الفرانكفونية"

هيمنة كتب الرسوم الكارتونية في معرض "الفرانكفونية"

اللافت للنظر في دورة الكتاب السادسة والعشرين لهذا العام في باريس "الفرانكفونية" هو الإقبال الكبير من قبل الزوار على شراء كتب الرسوم الكارتونية في ظاهرة أرجعها مسؤولون عن دور النشر إلى سهولة توصيل المعلومة من خلال الصور حيث من الملاحظ أن هذا النوع من الكتب الكارتونية لم يعد موجها للأطفال فقط بل أصبحت هذه الكتب تستهدف جميع الشرائح العمرية حتى كبار السن والمتقاعدين, حيث علق على ذلك "رودولف لورا" مسؤول الإعلام عن دار "ديليسكو" المشاركة في المعرض قائلا: "يجب أن نفهم أن زمن الاستهلاك السهل أصبح هو المهيمن في الوقت الحاضر, وأن الصور هي الأقرب للمستهلك في عالم الكتب" وأضاف: "الأكيد هو أن للأمر أبعاده النفسية والاجتماعية, المتعلقة برغبة مجتمع في الابتعاد عن عالم الواقع إلى عالم الصور المتخيلة, وهو عالم أكثر سهولة في عالم مليء بالتعقيدات والضغوط اليومية".
الجدير ذكره أن قضايا العالم الإسلامي كانت مهيمنة على عناوين كتب الرسوم الكارتونية داخل المعرض, والتي كان من أبرزها كتاب "صواريخ في إسلام آباد" وقصة "العودة" التي تروي يوميات مصور واكب الغزو الأمريكي على أفغانستان عام 2001, وكذلك كتاب "قضية الحجاب" الذي يتحدث عن الجدل في فرنسا حول قضية الحجاب والعلمانية, بالإضافة إلى كتاب "السندباد البحري" وهو مستوحى من التراث القصصي العربي.
وبرزت في السنوات الأخيرة بوجه عام المواضيع المتعلقة بالعالم الإسلامي والإسلام كمحور اهتمام جديد في الرسوم الكارتونية الغربية التي تناولت قضايا عديدة كان للمرأة نصيب منها؛ كتلك القصة التي أصدرتها دار نشر بلجيكية تتحدث عن العنف الموجه ضد النساء في دول العالم الثالث وربطت القصة ذلك بـ"التقاليد الإسلامية"؛ وهو ما جعل فرع منظمة العفو الدولية ببروكسل، الذي دعم مشروع نشر القصة في البداية، يتراجع أخيرا عن دعمه مخافة ردود الفعل الغاضبة خاصة بعد موجة الاحتجاجات التي شهدها الشارع الإسلامي ضد الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) التي نشرتها في أيلول (سبتمبر) الماضي صحيفة "يولاندز بوستن" الدانماركية وتبعتها في ذلك عدة صحف غربية. وكان للواقع المحلي والسياسي الفرنسي نصيب كبير أيضا في أفكار بعض كتب الرسوم الكارتونية؛ إذ تناول بعضها الصراع بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزير داخليته نيكولا ساركوزي، وكذلك موجة الحر التي قتلت الآلاف من كبار السن الفرنسيين خلال السنوات القليلة الماضية.

الأكثر قراءة