مصرف الإنماء وعاء لامتصاص تضخم السيولة في السوق السعودية
مصرف الإنماء وعاء لامتصاص تضخم السيولة في السوق السعودية
أكد عدد من المختصين والاقتصاديين أن قرار تأسيس بنك الإنماء الجديد سيدفع الاقتصاد السعودي إلى الأمام عبر ضخ وتدوير السيولة الموجودة في السوق إلى بيئة استثمارية صحية تتميز بقلة المضاربات السلبية، وتؤدي إلى إيجاد منافس وطني قوي أمام البنوك العالمية الراغبة في اقتسام حصة كبيرة من البيئة الاستثمارية السعودية.
وأوضح لـ "الاقتصادية" الدكتور محمد الغامدي رئيس مجموعة الخدمات المصرفية الإسلامية في بنك الجزيرة أن قرار مجلس الوزراء القاضي بالسماح بتأسيس مصرف الإنماء يعتبر لا شك مبادرة جيدة وممتازة تحتاج إليها السوق السعودية، خاصة في ظل دخول المملكة منظمة التجارة العالمية وانفتاح سوقها على الأسواق العالمية.
وقال إن لهذا القرار أبعادا عدة أولها: التوقيت المناسب للإعلان عن تأسيس البنك، حيث أن رأسمال البنك الضخم البالغ 15 مليار ريال ستسهم في امتصاص السيولة الموجودة، التي كانت لها تأثيرات سلبية في بعض الأحيان على السوق، مبينا أنه كلما قلت السيولة في السوق كلما قلت المضاربات في الأسهم. وأضاف أن البعد الثاني يكمن في أن حجم معظم البنوك السعودية ليس بالقدر الكافي لمنافسة البنوك العالمية، وبالتالي فوجود قناة استثمارية وطنية ستساعد وستكون قادرة على المنافسة أمام تلك البنوك العالمية التي بدأت الدخول إلى السوق السعودية، خاصة أن رأسمال البنك ضخم يعتبر أكبر رأسمال لبنك سعودي حاليا، حيث لا يتعدى رأسمال أكبر بنك موجود ثمانية مليارات ريال.
أما البعد الثالث فيتركز في أن البنك كما أعلن سيعمل بالأدوات الاستثمارية المتفقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وهذا سيعزز الطلب على الخدمات المصرفية الإسلامية في السوق السعودية، حيث تبلغ نسبة الخدمات المصرفية الإسلامية التي تقدمها البنوك السعودية 60 في المائة من إجمالي الخدمات المقدمة، وهذا يدل على أن هنالك طلبا عاليا على هذه الأدوات الاستثمارية الإسلامية تشهده السوق السعودية سنويا، متوقعا أن يصل النمو الهائل لها إلى نحو 80 أو 90 في المائة خلال السنوات الأربع المقبلة.
من جهته، قال أنس المرحومي محلل المال الاقتصادي في سوق الأسهم السعودية أنه في العديد من دول العالم يوجد هناك نوعان من المصارف، مصارف تجارية ومصارف استثمارية، لكن في المملكة جميع المصارف الموجودة حاليا مصارف تجارية فلا يوجد مصرف استثماري بالمعنى الحقيقي للاستثمار.
وأضاف أن السوق السعودية تشهد في الوقت الحالي توفر سيولة ضخمة، وإنشاء هذا المصرف خطوة رائعة، وسيكون من أهم مهامه عمل كنترول وتحكم للحفاظ على توازن السوق. وأوضح أنه لو حدث تضخم في السوق، سيتدخل هذا المصرف للتحكم في اتزان السوق. كما أن الاستفادة من مصرف الإنماء ستكون كبيرة خاصة أنه لأول مرة في المملكة سيطرح 70 في المائة من أسهم البنك للاكتتاب العام، و30 في المائة ستكون موزعة بين مصلحة المعاشات والتقاعد والتأمينات الاجتماعية بنسب متساوية لكل منها حصة 10 في المائة، وجميع القرارات تنصب في خانة واحدة هي دعم صغار المستثمرين للنهوض باستثماراتهم ومساعدتهم.
وأشار إلى أن إحدى مهام بنك الإنماء هي الحفاظ على توازن السوق، ولكن هناك مهاما أخرى وهي الاستفادة من السيولة الضخمة لدى المصرف عبر بناء مصانع للبتروكيماويات ستعود بالفائدة على الاقتصاد بصورة فعلية. وعبر المرحومي عن اعتقاده أن مصرف الإنماء له الأحقية في إدارة الاستثمارات وهذا من شأنه تحقيق نسبة عالية من الأمان للمستثمرين.
وفي السياق ذاته، قال لـ "الاقتصادية" عبد الرحمن عبد العزيز الراجحي المدير التنفيذي لصندوق الراجحي للاستثمار إن الفرحة الحقيقية عمت جميع أرجاء الوطن بعد الإعلان عن إنشاء بنك الإنماء، وهذا دليل على أن خطة تنمية البلاد وتدوير رأس المال المحلي هي الأساس في خطة الحكومة الرشيدة. وأضاف أن بنك الإنماء هو عنوان حكيم للبنك، وهو يختص بجميع قروض الإنماء الصناعي والمساكن للمواطنين، ما سيسهم في تنمية صناعية ضخمة. وأشار إلى أن إنشاء البنك تخطيط سليم من الحكومة عبر مشاركة جميع المواطنين من خلال صناديق المعاشات وصناديق التأمنيات الاجتماعية وغيرها من الخدمات التي تساند رخاء المواطن، وهذا التأسيس يعتبر تحقيقا لرغبة المواطنين.