في انتظار الضوء الأخضر

في انتظار الضوء الأخضر

في انتظار الضوء الأخضر

كان كثير من المديرين التنفيذيين لشركات الطاقة والتكنولوجيا النظيفة متحمسين جدا لرؤية اتفاقية قوية لخفض انبعاثات غازات الدفيئة تنبثق من القمة التي تم عقدها في كانون الأول (ديسمبر) حول المناخ حيث إن الآلاف منهم تدفقوا إلى كوبنهاجن لدعم وتشجيع صنّاع السياسة. ولم يكن لذلك جدوى، فقد فشل المشاركون في الاتفاق على آلية عالمية لتحديد سعر للانبعاثات، مما صعّب على شركات الطاقة تبرير الاستثمارات الكبيرة في تكنولوجيات خضراء غير مثبته، مثل الوقود الحيوي المتقدم أو احتجاز وتخزين الكربون. ويتنبأ Vinod Khosla، وهو رأسمالي مغامر بارز، أن ''لا تحظى جميع مجالات التكنولوجيا النظيفة تقريبا بكثير من الاهتمام من المستثمرين بسبب عدم وجود تفويض''.
وما شجع المديرين التنفيذيين للتكنولوجيا النظيفة هو الالتزامات بتحسين كفاءة الطاقة التي تعهدت بها الهند والصين، وكذلك الوعود التي قطعتها الدول الغنية بضخ مليارات الدولارات للدول الفقيرة لدفع تكاليف الاستثمارات الخضراء. ويتجاهل الكثيرون الأحداث في كوبنهاجن على أساس أن التشريعات الوطنية والإقليمية والمحلية، وليس الصفقات الدولية، هي المحركات الرئيسة لاستثمارات التكنولوجيا النظيفة. ويشير Paul Holland، من شركة Foundation Capital للاستثمار، إلى أن كثيرا من البلديات في أمريكا وعدت بالحد من انبعاثات الكربون لتصل إلى مستويات عام 1990. ويحث هذا على طلب قوي على الشبكات الذكية ومواد البناء الصديقة للبيئة وما شابه ذلك. ولدى العديد من الولايات مبادرات خضراء أيضا.
وقد وجدت دراسة حديثة شملت كبار المستثمرين في أوروبا وأجراها بنك Jefferies الاستثماري أنهم أيضا يعتقدون أن الدعم الوطني المستدام لصناعات التكنولوجيا النظيفة أهم من أي اتفاق دولي حول المناخ. واستثمارات التكنولوجيا النظيفة مدفوعة أيضا بالمخاوف المتعلقة بأمن إمدادات الطاقة، كما يقول Bruce Huber من Jefferies. وفي ألمانيا، التي قدمت إعانات سخية للطاقة المتجددة، أكدت شركات كبيرة مثل Siemens أنها ستمضي قدما في خططها الطموحة للاستثمار في البيئة على الرغم من النتيجة المخيبة للآمال في كوبنهاجن.
إلا أن هناك علامات تدل على التعب حتى في ألمانيا الموجهة نحو البيئة فقبل اجتماع كوبنهاجن، قال Wulf Bernotat، رئيس شركة E.ON الألمانية العملاقة للطاقة، إنه إذا نتج عن القمة التزام صارم بخفض الانبعاثات، ستكون شركته على استعداد لتسريع خطة تخفيض انبعاثات الكربون الخاصة بها إلى نصف مستوياتها عام 1990 بحلول عام 2030، عن طريق تقديم الموعد النهائي إلى عام 2020. ومنذ انتهاء اجتماع كوبنهاجن، تراجع Bernotat عن الفكرة، مشيرا إلى ضرورة زيادة التنسيق بين الحكومات. وأضاف: ''سيعتمد هذا على تحقيق مزيد من التقدم، ليس فقط على مستوى الأمم المتحدة، بل أيضا في مجال استجابة الاتحاد الأوروبي ومختلف الحكومات الوطنية، ليس فقط في أوروبا.''
ويحذر بعض المديرين التنفيذيين للتكنولوجيا النظيفة أن على الشركات الضغط بصورة أكبر للتوصل إلى اتفاق حول الانبعاثات العالمية بدلا من التظاهر أن التوصل إلى اتفاق ليس أمرا مهما. ويقول Amit Chatterjee، رئيس شركة Hara الأمريكية التي تنتج برمجيات تساعد العملاء على تقليل استخدامهم للطاقة: ''يسمع صنّاع السياسة الكثير من المنظمات غير الحكومية ومن الناشطين في مجال البيئة، ولكن ليس من الشركات.'' وقد حان الوقت لكي يتغير هذا

الأكثر قراءة