نمو الاقتصادات الخليجية مرهون بالنفط

نمو الاقتصادات الخليجية مرهون بالنفط

## هل تتوقعون أن يكون هذا العام 2010 هو عام توديع تداعيات الأزمة المالية حول العالم.. أم أن هناك نارا باقية تحت القشة ربما تنفجر في أي وقت وتعيد الاقتصاد العالمي إلى نقطة أيلول (سبتمبر) 2008؟ عام 2010 سيكون عام التذبذبات والتي ستكون سمة واضحة في حركة أسواق المال وأسواق النفط وحتى مستويات النمو للاقتصاديات، لكن المهم أن الأسواق لن تعود إلى الأسوأ كما كان بدايات الأزمة المالية. كما لن نشهد انهيارات بالحدة نفسها التي رأيناها في البدايات ربما نشهد بعض الانتكاسات والإخفاقات البسيطة، لكن من المستبعد حدوث أزمات خانقة من جديد ولهذا السبب أقول إن عام 2010 سيكون عام التذبذبات التي تعتبر طبيعية ذلك أنه عادة ما تسبق مرحلة خروج الاقتصاد العالمي من الأزمة مرحلة من التذبذب يتوقع أن تستمر إلى الربع الثالث من العام 2010 بعدها تشهد الأسواق مرحلة من الاستقرار وعودة للنمو لكن بمعدلات طفيفة. ## كيف تقيسون توجهات الاقتصاد الخليجي في هذا العام (2010).. هل تتوقعون العودة إلى مستويات النمو للاقتصاد الكلي للاقتراب من معدلات 2007 و2006؟ - وكذلك توجهات الاقتصاد الخليجي؟ من المتوقع أن تكون مستويات النمو في 2010 متواضعة جدا للاقتصادات العالمية لكن لن يكون هناك انكماش حيث يمكن للاقتصادات المتقدمة أن تسجل نموا محدودا. لكن بالنسبة للاقتصادات الخليجية فهناك تفاؤل كبير في ضوء ارتفاع أسعار النفط حيث تعتمد الاقتصادات الخليجية على عائداته ولهذا السبب من المتوقع أن تسجل الاقتصاديات الخليجية مستويات نمو جيدة في 2010. وتمكنت الاقتصادات الخليجية من مواجهة الأزمة المالية وباتت الأفضل مقارنة بالاقتصادات الكبرى حيث استفادت من مداخيل كبيرة من النفط خلال السنوات الأربع الماضية مما مكنها من مواجهة الأزمة. ## القطاع المالي الخليجي محجم عن الائتمان الأمر الذي دفع الحكومة ممثلة في صناديق التمويل (الصناعي والتنمية والاستثمار) إلى رفع تمويلاتها للمشاريع.. هل تتوقعون استمرار هذا النهج خلال هذا العام أم أن البنوك ستعاود نشاطها الائتماني؟ سيكون القطاع المصرفي في وضعية أفضل من حيث تقديم القروض في 2010 هناك توجه لتخفيف القبضة على الإقراض سواء للشركات أو للأفراد، وحتما سيتعين على القطاع المصرفي العودة إلى الدورة الاقتصادية من جديد التي ستدفعه إلى تقديم التسهيلات الائتمانية. والحقيقة أن البنوك استفادت من درس الأزمة المالية فهي قبل الأزمة كانت مندفعة في تقديم القروض ولكن من حسن حظها أن تورطها كان أقل مقارنة بالبنوك في دول أوروبا الغربية أو في الولايات المتحدة . ## ما توقعاتكم لاتجاه الدولار خلال هذا عام 2010 وبالتالي انعكاسه على حركة السياسة النقدية في العالم بما فيها السعودية؟ لن يكون هناك تغير كبير بشأن الدولار في 2010 حيث ستستمر حركته في التذبذب كما هو حادث الآن، كما سيستمر ارتباط العملات الخليجية به وهذا هو التحدي الذي يواجه دول مجلس التعاون الخليجي التي تجد صعوبة في التحول عن الدولار بسبب تسعير النفط به . وربما تكون تجربة الكويت التي ربطت عملتها بسلة عملات مفيدة لدول الخليج والتي تجد صعوبة في التحول إلى السلة بسبب مبيعات النفط بالدولار، ولهذا السبب أعتقد أن من الأفضل لدول الخليج أن تظل مرتبطة بالدولار إلى أن تطلق عملتها الموحدة وعندها يمكن ربط العملة الخليجية بسلة عملات. ## الفائدة في معظم دول الخليج حاليا في أدنى مستوياتها تاريخيا.. هل تتوقع رفعها تدريجيا لمواجهة الضغوط التضخمية المرتقبة وكذلك فتح قنوات استثمارية لإبقاء أموال البنوك في الداخل؟ لا يمكن التحكم في أسعار الفائدة لأنها مرتبطة بالدولار , وتحديد أسعار الفائدة يعتمد على عوامل عدة , على سبيل المثال إذا كان هناك اقتصاد ما يعاني انكماشاً أو بطئاً في النمو فإن انخفاض أسعار الفائدة أفضل، وعادة في حال الفائدة المتدنية تتجه الاستثمارات نحو أسواق المال والقطاعات الإنتاجية بسبب الفائدة المتدنية التي تمنحها البنوك للودائع.
إنشرها

أضف تعليق