تفاعل المسؤول مع الكاتب .. الأمير سلمان مثالا

الصحافة السعودية .. لم تعد صحافة خبر فقط مثل ما كانت في الماضي .. وإنما أصبحت صحافة رأي بامتياز، ولذا فإن كتاب الرأي في الصحافة السعودية يطرحون نقداً جريئاً وصريحاً في ظل هامش الحرية المتوافرة وينتظرون من المسؤول في الجهة المعنية بذلك النقد تفاعلاً مع ما يكتبون، سواء بتأكيد ما ورد في المقال وكيفية علاج التقصير أو إيضاح المعلومات غير الصحيحة لكيلا يقع الكاتب في الخطأ مرة أخرى .. ويتم كل ذلك بأسلوب هادئ لا يحمل أي سوء ظن بقصد الكاتب الذي أيضاً يجب أن يلتزم بأدب النقد وضوابط الحرية، وأن يطلع على ما نشر عن الموضوع نفسه ربما في الجريدة التي يكتب فيها، كما قال الأمير سلمان بن عبد العزيز في لقاء لسموه مع مجموعة من كُتاب الرأي يوم أمس. وهذا التفاعل مع المسؤول هو الوقود الذي يجعل الكاتب يبحث عن القضايا التي تهم المواطن وتعمل على تنمية الوطن وتناولها بنقد محكوم بالعقل وتغليب المصلحة العامة ليس إلا .. وكمثال على المسؤول الذي يولي هذا الجانب اهتماماً كبيراً .. نجد الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، الذي يطلع في الصباح الباكر على ملخص لأهم المقالات ثم يعقب على ما يستحق التعقيب .. يفعل ذلك سموه وهو المسؤول الرفيع الذي نعلم جميعاً مدى انشغاله ومسؤولياته الكبيرة .. ومع ذلك يقرأ بإمعان ثم يأتي الرد بأسلوب تحس فيه ثقافة سلمان واطلاعه الواسع، وهذا التفاعل من مسؤول بحجم سلمان بن عبد العزيز يسقط دعوى المسؤول الأدنى الذي يدعي الانشغال ولا يتفاعل مع ما يكتب عن وزارته أو إدارته.
وأخيراًَ: سيأخذنا الطمع (نحن معشر الكتاب) لنطلب من سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز صديق الصحافة والصحافيين المساعدة على أن تتجاوب الجهات الحكومية مع ما ينشر عنها عن طريق حث سموه لوزارة الثقافة والإعلام على أن تتابع من لم يستجب للتوجيه الكريم الذي سبق أن صدر بهذا الشأن مع تخصيص جائزة سنوية لأفضل جهة حكومية تتجاوب مع الصحافة ومن شأن ذلك خلق تفاعل إيجابي بين الأجهزة الحكومية والصحافة وكُتاب الرأي فيها.

متابعة المشروعات .. وتعليقات القرّاء
لقي مقال الأسبوع الماضي حول اقتراح إيجاد جهاز متخصص لمتابعة تنفيذ المشروعات تفاعلاً كبيراً من القراء الأعزاء، واقترح صالح رشيد الإبراهيم أن يوضع على لوحة المشروع المبلغ المعتمد من وزارة المالية للتأكد من سلامة وصوله إلى موقعه، أما يوسف باداود فيقترح أن تنشر كل وزارة على موقعها الإلكتروني المشروعات المعتمدة لها وتاريخ بدء العمل في تنفيذها مع تحديث الموقع حسب الإنجاز، ويرى عبد الله المنصور أن أجهزة الرقابة والمتابعة متوافرة ولكن المشكلة في الأشخاص، حيث غاب الضمير وضاعت الحقوق. وتركزت تعليقات بقية القراء وهم كثر على الثناء على حرص الملك عبد الله، على مكافحة الفساد والضرب بقوة على من تسول له نفسه المساس بمقدرات الوطن وأهله، كما طالب البعض بدعم أجهزة البلديات بالمتخصصين من مهندسين وغيرهم واختيار أفضل لرؤساء البلديات، ويتساءل سعد الشهري عن كادر المهندسين الذي لم يصدر مع أنه سيوفر كفاءات أفضل للجهات الحكومية بدل تحول المهندسين الجيدين إلى العمل في القطاع الخاص.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي