رسائل في التوعية البيئية

رسائل في التوعية البيئية

منذ سنوات وآثار التلوث البيئي تدق ناقوس الخطر وتهدد حياة الإنسان وبقائه، ورغم الاستجابات القليلة لها، إلا أن خطرها أصبح حقيقيا، ومسؤولية درئه تقع على عاتق الجميع شعوباً وحكومات، ولأهمية هذا الموضوع يحتفل العالم سنويا بعدد من المناسبات البيئية التي تعد بمثابة محطات تقف عندها المجتمعات الإنسانية بجميع مؤسساتها المدنية لتعيد حساباتها مع البيئة المحيطة بها، ويسأل الإنسان نفسه: ماذا قدم للبيئة كي تبقى نظيفة آمنةً خاليةً من الملوثات؟
بعد أيام قليلة ستمر بنا مناسبة بيئية، وهي الحملة التي يطلقها "نادي الصافي لأصدقاء البيئة" بهدف نشر مفهوم الوعي بأهمية الحفاظ على نظافة البيئة، في منطقة القصيم، وبما أن الحفاظ على البيئة رسالة نبيلة فإنني ومن هذه الزاوية المتواضعة أوجه ثلاث رسائل لثلاث جهات، الأولى أدعو فيها الإعلام لتحفيز الجمهور وتنمية الوعي البيئي لديه، ونقل هذه الأحداث إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين والمقيمين لتعم الفائدة المرجوة من هذه الحملات. والثانية أخص بها الجامعات والجهات البحثية لإيجاد أبحاث تشخص وضع البيئة في مملكتنا الحبيبة وتسهم في الحفاظ عليها وحمايتها، أما الرسالة الثالثة فإنني أوجهها إلى الجهات المعنية والمؤسسات الحكومية والخاصة أذكرها فيها بأهمية تنظيم وكذلك المشاركة بشكل فاعل في مثل هذه المناسبات المهمة والاستفادة منها في الاقتراب أكثر من الجمهور ودعوته بكل صراحة ليكون كل واحد منا صديقاً للبيئة.
نحن لا ننكر أنه من خلال تجربتنا في "نادي الصافي" واجهتـنا بعض الصعوبات، باعتبار أن مجتمعنا لا يزال حديثاً في هذا الشأن، إلى جانب نقص المؤسسات الأهلية التطوعية في هذا المجال، لكن ذلك لم يمنعنا من تحقيق هدفنا في توعية شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين، على الأقل في تعويدهم على ممارسات يومية تخدم الجانب البيئي. وليس أدل على ذلك من الازدياد المطرد في أعداد المشاركين معنا في كل حملة نقيمها في مختلف مناطق المملكة.
البيئة في بلادنا ليست في مأمن من المخاطر، ونحن كغيرنا من الأمم ندفع ضريبة التقدم التكنولوجي والحضري على حساب البيئة. وهناك أخطار تدعو للقلق، فهناك تلوث الهواء، وتلوث المياه، والطرق الخاطئة التي تستخدم للتخلص من النفايات، وقضايا الصرف الصحي، والكثير من القضايا التي أصبحت معالجتها ضرورة من ضروريات الحياة، لكن بما أن الحياة في بيئة سليمة هي حق من حقوق الإنسان، مثلها مثل توافر الماء وتوافر الغذاء، فلماذا لا نضع أيدينا معاً للسعي لإيجاد بيئة سليمة وأن نهتم ببيئتنا أو بالاحرى إنقاذ أنفسنا والأجيال المقبلة، لئلا يأتي يوم نندم فيه على كل لحظة أذينا فيها البيئة التي تقدم لنا معظم ما نحتاج إليه في حياتنا.

نائب رئيس مجموعة الفيصلية
العضو المنتدب لشركة الصافي دانون
مدير عام نادي الصافي لأصدقاء البيئة

الأكثر قراءة