داعية لكل مواطن!

ما الحكاية بالضبط .. كل يوم يتم افتتاح مركز أو جمعية لتحفيظ القرآن وتجويده .. وهذا اتجاه جميل ومرغوب، ولكن أن تتحول هذه المراكز والجمعيات إلى منابر لتقديم الدروس الدعوية .. وتخريج داعيات .. فهذا انحراف عن هدف المركز أو الجمعية يجب وقفه وإعادة هذه المراكز والجمعيات إلى نشاطها الحقيقي في تحفيظ القرآن وتجويده وهي رسالة عظيمة وتستحق التشجيع.
وحسنا فعلت الإدارة العامة لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم في استمرار حظر تقديم الدروس الدعوية في الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم، مؤكدة أن الدور الرئيسي لتلك الدور هو تعليم القرآن وتجويده فقط.
وقد أفادت الزميلة «هدى الصالح» في «الشرق الأوسط» بأن الدكتور «عثمان صديقي» مدير الإدارات العامة بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم قال إن دور تحفيظ القرآن النسائية تختص فقط بتعليم القرآن وتجويده، لافتة إلى منع الدور النسائية من تقديم نشاطات ودروس توعية، لأنها بهذا تهمل رسالتها الأصلية التي أنشئت من أجلها وتمارس أنشطة أخرى.
وفي الوقت نفسه الذي تم فيه إغلاق بعض هذه المراكز لانحرافها عن مهمتها الأصلية .. أكد الدكتور «توفيق السديري» وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للأوقاف والدعوة والإرشاد عدم منح أي تراخيص تتعلق بإنشاء معاهد خاصة بإعداد الداعيات لافتا إلى أنه ليس من صلاحيات أو اختصاص جمعيات تحفيظ القرآن إنشاء أي معاهد لإعداد الداعيات، حيث إن الجهة المعنية بذلك هي وكالة وزارة الشؤون الإسلامية.
ومن المهم أن نتنبه إلى خطورة تحويل كل ما يتعلق بديننا الحنيف إلى «بيزنس» لأنه سيتعرض لما يتعرض له «البيزنس» من مخاطر، تماماً كما يجب عدم خلط الدين بالسياسة لأن هذا يفسد كليهما، ومناطق التوتر كلها والحروب الإقليمية أكثرها نشأت عندما اختلط الدين بالسياسة ففسد الدين وفسدت السياسة.
نحن لسنا دولة كافرة لنحتاج إلى كل هؤلاء وهاتيك الدعاة والداعيات حتى أصبحت أظن أن عندنا داعية لكل مواطن .. نحن دولة الإسلام .. ولسنا في حاجة إلى من يدعونا إليه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي