أسبوع هادئ للأسهم الأمريكية .. ومؤشر أسعار المنتجين يحفز السوق
أسبوع هادئ للأسهم الأمريكية .. ومؤشر أسعار المنتجين يحفز السوق
يتصاعد الشعور يوماً بعد يوم بقرب توقف الاحتياطي الفيدرالي من رفع الفائدة، وازداد هذا الشعور أكثر بعد صدور مؤشر أسعار المُستهلكين CPI في الأسبوع الماضي، مما جعل المُستثمرين يعتقدون أنه لم يتبق سوى اجتماعين اثنين للبنك المركزي حتى تتوقف الفائدة عند مستوى 5 في المائة لينتهي هذا الكابوس الذي أقلق المُستثمرين والشركات، لذا رأينا سوق الأسهم الأمريكي أنهى تعاملات الأسبوع المُنصرم على صعود بنسبة 1.8 في المائة بالنسبة لمؤشر داو جونز ونسبة 2 في المائة لكل من مؤشري "ناسداك" وS&P 500.
الفارس الذي قاد نحو صعود الأسواق الرئيسية هو تقرير مؤشر أسعار المُستهلكين CPI، بالرغم من ارتفاع أسعار النفط التي وصلت عند مستوى يتجاوز 64 دولارا، مؤشر أسعار المُستهلكين CPI لشهر شباط (فبراير) وتحديداً نسخته الجوهرية ارتفعت بنسبة 0.1 في المائة، وهو ارتفاع أقل من التوقعات مما ساعد على انخفاض القلق تجاه التضخم وآثاره السلبية، بالرغم من أنه لم يؤثر على مسار وتصاعد التضخم الذي يُطل برأسه كل شهر عند صدور وذكر مثل هذه المؤشرات ذات العلاقة بالتضخم.
هناك تقارير اقتصادية أخرى مثل بيانات مبيعات التجزئة التي انخفضت بنسبة 3.1 في المائة وهو انخفاض أكثر من المُتوقع، صدر أيضاً تقرير الإنتاج الصناعي لشهر شباط (فبراير) مرتفعاً 0.7 في المائة، جميع هذه البيانات جعلت المُستثمرين يشعرون بأن الاقتصاد بصحة جيدة من خلال نتائج هذه المؤشرات وأن التضخم ما زال تحت السيطرة.
بعد صدور مؤشر CPI تولد شعور بقرب توقف مسلسل رفع الفائدة، فرأينا صعودا مُتسارعا لعدد من القطاعات وعلى رأسها قطاع المنازل، خصوصاً بعد صدور مبيعات المنازل الجديدة لشهر شباط (فبراير)، وأيضاً بعد تصريح مدير شركة Toll Brothers حول قطاع العقار، وأنه ما زال يملك فرصا جيدة للنمو، وقد تكون الزيادة الأخيرة في عدد الوظائف الجديدة سببا في استمرار نمو قطاع العقارات ذلك أن زيادة العاملين تزيد من قدرات السكان على شراء وتملك المنازل.
الأسبوع الحالي
المُستثمرون والمحللون والاقتصاديون ينتظرون إطلالة محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي، لذا سيعيش السوق فترة هدوء حتى يأتي موعد الثامن والعشرين من شهر شباط (فبراير) الجاري ويخرج إليهم فيتحدث، ظهور السيد بين برنانكي يلقى اهتماماً كبيراً من قبل المُستثمرين، لأن محافظ البنك المركزي الجديد وعد بأن يتحدث بأسلوب أكثر وضوحاً وشفافية من سلفه السيد ألان جرينسبان. جدير بالذكر أن السيد بين برنانكي تحدث في اجتماع لنادي نيويورك الاقتصادي أمس الإثنين ومن حديثه تبين للمُستثمرين بلا شك شيء مما يدور داخل اجتماعات البنك المركزي، أقصد تلك الاجتماعات التي تسبق اجتماع الثامن والعشرين من الشهر الجاري، حيث سيُقرر المُجتمعون ما يتعلق بالفائدة وإذا ما كانوا مقتنعين بأن التضخم تحت السيطرة، وأن ما حصل من عمليات رفع للفائدة يكفي أم أن الأمر يحتاج إلى المزيد.
سيصدر عدد من البيانات الاقتصادية المهمة على رأسها مؤشر أسعار المُنتجين PPI لشهر شباط (فبراير) وذلك اليوم الثلاثاء، والمُتوقع أن يهبط المؤشر بنسبة 0.2 في المائة بعد أن زاد في شهر كانون الثاني (يناير) المُنصرم بنسبة 0.3 في المائة، ولكن التركيز سينصب أكثر على نسخته الجوهرية Core PPI، التي يُتوقع أن تهبط أيضاُ بنسبة 0.2 في المائة بعد أن ارتفعت بنسبة 0.4 في المائة في كانون الثاني (يناير)، وإذا ما صدر هذا المؤشر مرتفعاً ولكن بارتفاع أقل من التوقعات فإن هذا يعني أمراً إيجابياً وسيؤدي إلى ارتفاع الأسهم بالطريقة نفسها، التي أدى بها صدور نتيجة مؤشر أسعار المُستهلكين في الأسبوع الماضي إلى ارتفاع السوق.
كما سيصدر يوم الأربعاء تقرير عن مبيعات المنازل المُستخدمة لشهر شباط (فبراير) ويُتوقع انخفاضها حتى المعدلات المتعارف عليها وهي القريبة من 6.5 مليون وحدة سكنية سنوياً، ومثل هذا التقرير سيُلقي بظلاله على شركات قطاع العقار وبناء المساكن، خصوصاً بعد ارتفاعها في الأسبوع الماضي، وسيصدر أيضاً تقرير عن مبيعات المنازل الجديدة يوم الجمعة، والتي يُتوقع لها الانخفاض أيضاً حتى المُعدلات السنوية الطبيعية وهي 1.2 مليون وحدة سكنية، هناك أيضاً تقرير طلبات السلع المُعمرة سيلقى بعض الاهتمام حيث يُتوقع أن ترتفع بنسبة 1.1 في المائة.
إن اقتراب بدء موسم إعلان نتائج الربع الأول يجعل المُستثمرين يهتمون أكثر بمراقبة نتائج أرباح بعض الشركات هذا الأسبوع، لهذا فهم على موعد مع إعلان شركة أوراكل Oracle، والتي يُتوقع أن تُحقق عوائد تزيد على ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار، أي بواقع 18 سنتا لكل سهم، تليها شركات مثل أدوبي Adobe Systems وذلك يوم الأربعاء ومعها شركة فيدكس FedEx إحدى أكبر الشركات المالكة لأضخم أساطيل الشحن الجوي، أما يوم الخميس فستُعلن شركة 3Com.
التحليل الفني
في التقارير السابقة كنا نتحدث في فقرة التحليل الفني عن مؤشر "ناسداك"، الذي أصبح يسير في نطاق يقع بين 2230 نقطة ومستوى 2315 نقطة يزيد عنها أو ينقص قليلاً، وبذلك كونّ نموذج تماسك Consolidation حيث إنه في كل مرة يُلامس مستوى 2230 نقطة يعود مرةً أخرى ليرتفع ثم يُلامس مستوى 2315 نقطة ليرتدّ ويهبط وهكذا، لذا فإنه في حالة هبوط "ناسداك" تحت مستوى 2230 نقطة ويُغلق أسفل منها ليومين متتالين، فإنه سيهبط أكثر بينما إغلاقه فوق مستوى 2315 ليومين متتالين يعني ثباته وتصميم المُتعاملين في السوق على تحقيق مزيد من الارتفاعات.
لكن ما يظهر جلياً بعد النظر إلى الرسم البياني هو أن هناك منطقة دعم قوية عند مستوى 2285 بفعل وجود ثلاثة متوسطات للحركة هي متوسط حركة عشرة و20 و50 يوما، لذا فلن يكون مُستغرباً إذا نجح مستوى الدعم هذا في تثبيت "ناسداك" ومنعه من الهبوط وربما يكون في البيانات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع دافع نحو ثبات "ناسداك" واتجاهه نحو الصعود واقتحام مستوى المقاومة عند 2315 نقطة تقريباً، ولا سيما بعد وصول مؤشر "داو جونز" وS&P 500 لمستويات مرتفعة تتضح بجلاء على الرسم البياني الأسبوعي Weekly Chart الخاص بهما، مما سيُشجع "ناسداك" نحو اللحاق بالركب وتحقيق ارتفاع في الفترة المقبلة، وربما يختنق السوق بفعل الهدوء المُحتمل في التعاملات هذا الأسبوع، مما يُقلل من عمليات البيع والشراء وحجم التداول.
التحليل الفني لمؤشر "ناسداك" حتى إغلاق الجمعة 17 آذار (مارس)
أسهم تحت الضوء
في التقرير السابق سلطنا الضوء على شركة فورد للسيارات Ford Motors (F) وكنا نتوقع صعود هذا السهم بما لا يقل عن 5 في المائة ولكنه لم يرتفع سوى 2 في المائة فقط، ولكن مع هذا يبقى أن السهم يملك مُحفزات فنية تدل على صعود أكثر وحتى مستوى ثمانية دولارات، أما الشركة الأخرى التي تحدثنا عنها فهي شركة China Mobility Solutions CMHS.OB وتوقعت صعودها بشرط حدوث تداول عال على سهمها ولكن هذا لم يحدث بل كانت أحجام التداول متدنية دون متوسط حجم التداول لـ 60 يوما.
هذا الأسبوع سنُلقي الضوء على سهم شركة Sirius Satellite Radio SIRI التي تملك عددا من إذاعات الراديو، السهم شهد موجة هبوط منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ولكنه يوم الجمعة الماضي شهد ارتفاعا بنسبة تزيد على 8 في المائة وبحجم تداول عال، وربما تكون هذه بداية تحطيم المتجه الهابط، لذا فإنه في حالة اقتحام السهم لمستوى 5.25 دولار مع حجم تداول عال فإنه مرشح للصعود أكثر، علماً بأنه سيشهد مقاومة من متوسط 50 يوما عند مستوى 5.5 دولار.