إقبال شديد على الأدوية الطبيعية في أوروبا
رفعت شركة بيونوريكا وهي إحدى كبريات شركات الأدوية الطبيعية - النباتية في ألمانيا - رفعت حجم تعاملاتها في هذه السوق الجديدة العام الماضي بعد أن أمضت عاما ضعيفا في 2004. وارتفع حجم تعاملات الشركة بنسبة 27.7 في المائة أي بما يعادل 79.1 مليون يورو. ويعود هذا النمّو الملحوظ إلى التجارة الخارجية خاصةً في شرق أوروبا، حيث تَـلقى منتجات بيونوريكا إقبالاً شديداً.
أما في ألمانيا فقد زاد حجم مبيعات الشركة بنسبة 13 في المائة بسرعة أكبر من باقي المنافسين الذين حققوا بالمعدل(3.3 في المائة)، وبذلك تبلغ حصة السوق 7 في المائة (العام الماضي 6.4 في المائة)، بينما زاد حجم المبيعات في روسيا 58 في المائة أي ضعفيّ سرعة نمو المنافسين وسوق الأدوية المحلي كله. هذا وتسعى بيونوريكا في هذا العام إلى رفع حجم المبيعات إلى 90 مليون يورو.
هذا ويُعتبر المستحضر سينوبرت من أشهر منتجات الشركة لمعالجة التهاب الجيوب الأنفية، بالإضافة إلى مستحضرات عديدة لمعالجة الالتهاب الرئوي وآلام المفاصل.
ويرى ميشائيل بوب رئيس مجلس إدارة الشركة أن الأبحاث العلمية التي تتميّز بها شركته عن باقي الشركات، هي أهم عوامل النجاح، وعلى حدّ قوله سيتم مستقبلاً طرح بعض المستحضرات في السوق والتي لا تُصرف إلاّ عن طريق الطبيب.
أمّـا عن الأرباح فلم يذكر بوب، الذي يمتلك أغلبية أسهم الشركة، شيئاً. ففي حديث مع الصحافيين قال بوب إن التفاوت الاستراتيجي، بعد زيادة في إنتاج المصنع العام الماضي بنسبة 60 في المائة، يصل إلى نفس مستوى شركة فايزر الأمريكية في مجال الأدوية غير الموصوفة طبياً ومستحضرات العناية بالجسم. ويضيف قائلاً "مع بلوغ القيمة نسبة 20 في المائة تستطيع بيونوريكا أن تموّل نموّها بنفسـها". والجدير بالذكر أن الشركة التي يعمل بها 550 شخصا لا يوجد عليها أي التزامات بنكية.
ويقول بوب إنه يرحّـب بالحلول المبدعة للتمويل، فإذا وجدنا أن التجارب على شخص لعلاج سرطان البروستاتا قد أظهرت نتائج تتطلّـب مبلغاً مالياً ضخماً، في هذه الحالة يجب أن نجد حلاً في مركز الأبحاث بالنمسـا. ويقع مركز أبحاث الشركة في النمسا، بسبب دعم الحكومة للشركات الأجنبية لنشاطاتها العلمية هناك. ويضيف بوب قائلاً "كل شيء مؤسّس بطريقة تجعلنا نتمتع بمرونة"، بهذا المفهوم المقصود هو الدخول في البورصـة.
تُشكل تكاليف ونفقات البحث العلمي في بيونوريكا نحو 15 في المائة من إجمالي حجم التعامل، وتُجاري بذلك كبرى شركات الأدوية. وللعلم، هذه القيمة تُعتبر عالية جداً بالنسبة لشركة أدوية نباتية. ويقول بوب "شركات الأدوية النباتية الحديثة يجب أن تضع كفاءتها وفعاليـّتها في إنتاج أدوية صناعية على حدّ المساواة، وأحياناً بتفوّق". ولكي يُـثبت بوب ذلك. تجتاز أدوية الشركة فحوصات الاعتماد والقبول طبياً.
أما بالنسبة إلى شراء شركات ألمانية منافسة فلا يفكر بوب بذلك ولا يبدي اهتماما كبيرا بشركة ماداوس المعروضة للبيع حالياً في مدينة كولونيا الألمانية. فمعظم المنافسين في رأيه فضلوا التوسع والاستحواذ ولم يستثمروا أموالهم بما فيه الكفاية في مجال البحث لتطوير منتجاتهم الأمر الذي تسبب في خسارتهم في نهاية المطاف.