التصدعات تغزو 6 أحياء سكنية في تبوك وتثير مخاوف سكانها
أثارت تصدعات وتشققات المباني السكنية والتجارية في عدد من أحياء مدينة تبوك مخاوف العديد من السكان بعد أن امتدت تلك التصدعات إلى معظم أجزاء المباني وأحدثت ثقوباً وفتحات في جدرانها وأسقفها، تجاوز البعض منها أربعة سنتيمترات.
وكانت التصدعات قد انتشرت في ستة أحياء سكنية حيث ظهرت في كل من: المصيف (1)، والمصيف (2), الدخل المحدود (1)، الدخل المحدود (2)، أبو سبعة، وحي الزهور أحد المخططات التي تم توزيعها حديثا.
من جهتهم، ينوي عدد من ملاك وأصحاب المباني في الأحياء المتضررة رفع دعوى للمطالبة بتعويضات مادية عن الأضرار والخسائر التي طالت مبانيهم وكبدتهم خسائر كبيرة، مستندين في دعواهم إلى أن هذه المخططات تم توزيعها تحت إشراف أمانة تبوك الجهة التي قامت بمنح تراخيص البناء بموجب قيامها بدراسة لنوعية التربة وخصائصها الديناميكية وتحديد المواصفات والاشتراطات الإنشائية اللازمة للبناء.
ويقول أصحاب المباني المتضررة الذين التقت بهم "الاقتصادية"، إنهم التزموا بالمواصفات الإنشائية الخاصة بالبناء التي حددتها بلدية تبوك في مثل هذه المخططات وذلك لربط القواعد والأساسات بواسطة شددات ذات مقاييس معينة تصل تكلفتها إلى 30 ألف ريال لضمان عدم ظهور التصدعات في المستقبل, على الرغم من ذلك فقد ظهرت التصدعات في بعض المباني التي لم يتعد عمر بنائها سنتين.
وأوضح لـ "الاقتصادية" علاء كساب المحامي والاستشاري القانوني، أن المتضررين من أصحاب المباني يحق لهم من الناحية القانونية المطالبة بتعويضات مادية عن الأضرار التي لحقت بمنشآتهم السكنية طالما أنهم التزموا بوضع المواصفات الإنشائية التي حددتها أمانة بلدية تبوك.
ومن الناحية الهندسية أرجع المهندس والاستشاري طالب سليم أسباب ظهور التصدعات في أحياء تبوك إلى أنها تعود إلى طبيعة طبقة الأرض في المنطقة المكونة من طبقة انتفاخية وهبوطية التي تتأثر بتسرب المياه إليها مما يزيد من درجة انتفاخها، الأمر الذي يؤدي إلى دفع سفلي للأساسات والعناصر الإنشائية.
وأشار المهندس سليم إلى أن طبيعة الأرض تلعب دورا مهما في ظهور التصدعات، إضافة إلى الدور الأساسي الذي يتحمله صاحب المبنى في التحايل عند تشييد مراحل البناء في عدم التقيد بالمواصفات الإنشائية المحددة وطريقة تنفيذها وهذا يتكرر عند القيام بأعمال السباكة واختيار أدوات سباكة رديئة الصنع وذات جودة متدنية مما يتسبب في تسرب المياه إلى التربة أسفل القواعد وزيادة حجمها مما يشكل ضغطا سفليا على القواعد وزيادة الأحمال والإجهاد السفلي على الميدات بفعل انتفاخ التربة التي تتأثر بوصول المياه إليها.
لافتا النظر إلى أهمية تجهيز شبكات الصرف الصحي والسطحي للمياه في مثل هذه المخططات المكونة من طبقات انتفاخية وهبوطية قبل توزيعها على المواطنين لضمان عدم تسرب المياه إلى باطن الأرض وإيجاد قنوات صرف عمومية تستقبل المياه وبهذا لن يكون هناك وجود للتصدعات والتشققات في المباني.
واستبعد سليم خطورة انهيار وسقوط المباني المتضررة جراء التصدعات نتيجة تحرك القواعد والأساسات الخرسانية نحو الفراغات التي أحدثتها المياه وثباتها عند حد معين يصعب تحركها بعد ذلك, مشددا على عدم التسرع في القيام بأعمال صيانة المباني المتضررة حتى يتأكد من ثبوت القواعد عن طريق المكاتب الهندسية المختصة.
وأكد عقاريون في المنطقة أن تصدعات وتشققات المباني أثرت بشكل مباشر في تراجع الإقبال على شراء الأراضي وتملكها في المخططات التي ظهرت فيها.