"ظرف طارق" وكوارث الجوّال

"ظرف طارق" وكوارث الجوّال

مجموعة من الأفلام التي قدمها النجم المصري أحمد حلمي تعده بالكثير، نظراً لتزايد نجوميته بشكل كبير ليعرض ما يسمى أفلام الشاب العصري بامتياز كوميديا، علاقات شبابية، بطولات ثانوية، بطولات رئيسية يبقى الممثل أحمد حلمي الأكثر تأثيراً في جمهور أي فيلم يشارك فيه، وإن لم يحصل على البطولة المطلقة فيه في الآونة الأخيرة، تحول أحمد حلمي إلى أهم المنافسين على شباك التذاكر المصري والعائدات، ولا سيما مع مجموعة من الأفلام الكوميدية الخفيفة التي قدمها (زكي شان – صايع بحر..) وعلى الرغم من أهمية السيناريوهات التي يقوم بأدائها إلا أن هذا الممثل قد استطاع بنجاح كبير تحقيق الشهرة "أضيق الظروف والإمكانيات الشخصية"، وذلك بالتأكيد نظراً للموهبة التمثيلية الكبيرة التي يتمتع بها.
"ظرف طارق" الفيلم الجديد يتناول قضية خفيفة ومهمة في الوقت نفسه تتعلق بالحرمات الشخصية التي أصبح لها طرق جديدة لانتهاكها، وذلك عن طريق الجوّال والتنصت على خصوصيات المرء فيه، يساعده في تناول هذه القضية الوجه الأجمل في السينما العربية الممثلة اللبنانية الأصل نور التي تثبت جدارتها وتفسر شعبيتها من خلال أداء تمثيلي مقنع وثابت يعكس نمط الموهبة التي تحملها في قطاع التمثيل.
النكتة اللفظية في فيلم "ظرف طارق" تبدأ من عنوان الفيلم نفسه, وهي سلام الكوميديا الذي يقدمه أحمد حلمي في معظم مشاهد الفيلم, مثل تلك النكات والتلاعب بالألفاظ يقدم حالة من الضحك المضمون والسهل، ولكن مشكلة مثل هذه النوعية من الإضحاك بالأفلام الكوميدية أن الضحك يسرق وقت النطق بالنكتة ويغرب بعدها مباشرة. يحاول أحمد حلمي تقديم نوعية من الكوميديا الروشة التي تعتمد على إفيهات عصرية شبابية معها بالطبع قصة حب فتاة حسناء وأغنية إيقاعية راقصة، لزوم الدعاية للفيلم، وهي مواصفات الفيلم الخفيف الذي يعرض في الصيف والأعياد والفيلم ناجح في هذا الإطار جماهيريا.
قصة فيلم "ظرف طارق" عن شاب يعمل موظف مبيعات في إحدى شركات الموبايل، وهو منذ بداية الفيلم يبدو شابا أخرق وفاشلا في عمله وهى صفات تصلح لتوليد الكثير من مواقف الضحك التقليدية كالتعثر في الأسلاك والاصطدام بالأبواب, وتأتي للشاب فرصة لتدعيم موقفه بعمله حينما يعرض عليه أحد رجال الأعمال شراء عدد كبير من خطوط الموبايل مقابل تسريبه معلومات تخص فتاة تمتلك خطا محمولا في هذه الشركة، وعن طريق أجهزة الشركة يقوم طارق (أحمد حلمي) بالحصول على عنوان الفتاة التي كان يسمع صوتها عبر الإذاعة والتجسس على مكالماتها ومعرفة كثير من أسرارها ليقع في غرامها ويحاول لقاءها عن طريق التحايل لحضور حفل خريجي مدرسة الفتاة في المرحلة الابتدائية وينتحل شخصية أحد خريجي المدرسة الذي صار مهندسا, وبعد التعارف تدور المواقف الضاحكة بسبب كل تلك الأكاذيب.
يقدم المخرج وائل إحسان فيلما كوميديا خفيفا للتسلية كالعادة، وهو ثاني فيلم له بطولة أحمد حلمي، وإن كان أفضل من تجربتهما السابقة معا في "زكي شان"، ويحمل بعض لمسات الإخراج اللطيفة، وإن لم يقدم فيه إضافة كبيرة لأعماله السابقة.

الأكثر قراءة