معرض "سيبيت" يؤذن ببزوغ عصر جديد في صناعة الهواتف المحمولة والتقنيات الحديثة

معرض "سيبيت" يؤذن ببزوغ عصر جديد في صناعة الهواتف المحمولة والتقنيات الحديثة

معرض "سيبيت" يؤذن ببزوغ عصر جديد في صناعة الهواتف المحمولة والتقنيات الحديثة

إذا أردت دليلاً على أن الهواتف المحمولة تطورت عما كانت عليه أصولها، سيثبت لك معرض سيبيت، الذي يختتم فعالياته اليوم الأربعاء هذه الحقيقة وأكثر.
يصادف المرء الهواتف المحمولة في كل مكان في مدينة هانوفر – على لوحات الإعلانات الضخمة، وفي أيدي المروجين لها، وعلى صفحات الجرائد، وفي الأحاديث التي يتجاذبها غرباء الأطوار والمولعين بأحدث صرعات الموضة على السواء.
وعندما تحضر المؤتمرات الصحافية التي عادة ما يُماط فيها اللثام عن الطرز الجديدة من الهواتف المحمولة، احرص على الإنصات إلى العارضين وهم يسهبون في شرح مميزات الهواتف الجديدة، أو ارقب عروض الفيديو الترويجية لهذه الهواتف وسينتابك شعور بأن الهاتف المحمول صار يمثل نقطة الالتقاء الرقمية التي تحتفي بها الصناعة الرقمية.
يحاول العديد من الشركات العملاقة العالمية في مجال الهواتف المحمولة مثل شركات سوني إريكسون، موتورولا، سامسونج، سيمنز إبراز نفسها في معرض سيبيت 2006. وتسعى هذه الشركات، من خلال تطويرها وطرحها أجهزة اتصال جديدة ذات مزايا ووظائف فريدة من نوعها،  مخاطبة وكسب العدد الأكبر من المستهلكين المتعطشين لهذا النوع من التكنولوجيا على مستوى العالم. شركة سوني إريكسون، على سبيل المثال، تسعى من خلال هاتفها سوني إريكسون P990i المحمول إلى نقل الاتصالات إلى آفاق جديدة. هذا الهاتف وهو عبارة عن موديل متطور لأسلافه مثل P800 وP900 وP910، يتميز بصغر حجمه بالمقارنة بهاتف نوكيا 9500 كوميونيكيتور المشهور والواسع الانتشار، إذ إنه بالإمكان وضعه في الجيب، فضلاً عن احتوائه على الكثير من الوظائف والمزايا الجديدة والمتطورة.
والالتقاء في هذا السياق يعني في الأساس أن تطبيقاتنا للتكنولوجيا صارت أكثر، بيد أننا نود أن نستخدم أدوات أقل عدداًَ لتطبيق هذه التقنية.
إن عدد الذين يملكون عناوين بريد إلكتروني منا الآن، وحسابات تراسل لحظي، وألبومات صور رقمية، وأحجام ضخمة من ملفات الصوت بامتداد MP3 تصل إلى العديد من الجيجابايت، ومدونات، ومدونات محمولة، ومدونات فيديو، وغير ذلك، في تزايد مستمر.
خيار التلفاز
وهنا يظهر دور صناعة المحمول، إذ تنتج هذه الصناعة بصورة متسارعة هواتف محمولة تلبي أي طلب يمكن تخيله على الإطلاق.
والبادي لنا أن طلب المستهلك الحالي، لو عولنا على الإصدارات الجديدة والمعارض المقامة للترويج للهواتف المحمولة كمؤشر حقيقي، ينصب على الرغبة في الحصول على تلفاز مدمج في هاتفه المحمولة.
لقد قامت شركة نوكيا، في معرض سيبيت Cebit التجاري، بعرض هاتفها الجديد طراز N92 المقرر طرحه في الأسواق لاحقا هذا العام. ويحتوي هذا الطراز على مُسْتَقبِل DVB - H (بث فيديو رقمي للأجهزة المحمولة) مدمج، وكذلك يكفل هذا الطراز الولوج إلى دليل برامج التلفاز الإلكتروني بحيث يستطيع المستخدم تحديد البرامج التي يود مشاهدتها على تلفازه المحمول.
وبالمثل قامت شركة إل. جي بتدشين هاتفها المحمول التلفزيوني طراز V9000 في معرض سيبيت. ويتمتع هذا الطراز بشاشة دوارة من الممكن تحريكها بزاوية 90 درجة حتى تتخذ الشكل المناسب لعرض برامج التلفاز.
كما قدمت شركة بينك - موبايل طرزها من الهواتف التلفزيونية. يُذكر أن هذه الشركة تولت إدارة قسم الأجهزة المحمولة التابع لشركة سيمنز رائدة صناعة الأجهزة التكنولوجية. ومن الشركات التي عرضت هذا النوع من الهواتف المحمولة أيضا شركة سامسونج.

الصور أم الموسيقى؟
إن الحقيقة التي يمكن أن نستخلصها من فعاليات معرض سيبيت هو أنه ليس في إمكان كافة الهواتف المحمولة إتيان كل وظيفة ممكنة، إذ سيتعذر تحقيق هذا المطلب لسنوات مقبلة. فلا مناص إذن الآن من بعض التنازلات.
ومثال على هذه الحقيقة هاتفان جديدان ضمن مجموعة شركة سامسونج التي تم تدشينها في المعرض. فقد تميز الهاتفان طراز SGH i310 وSCH B600 من بين مجموعة هواتف الشركة.
ويحتوي الطراز الأول على قرص صلب سعة 8 جيجابايت، وصُمِمَ بحيث يحاكي مشغل موسيقى محمول يمكنه استيعاب حتى 2000 ملف موسيقى.
وفي المقابل، نجد أن الطراز الثاني مزود بكاميرا رقمية مدمجة ذات دقة إظهار تصل إلى 10 ميجابكسل، ويعتمد هذا الطراز على بطاقات وسائط متعددة خارجية دقيقة – تبلغ أقصى سعة لها 1 جيجابايت.
وبالمثل بدا من الواضح أن شركة سوني إريكسون تفصل بوضوح في منتجاتها بين الشريحة التي تميل إلى التصوير، والشريحة التي تفضل تعبئة هواتفها المحمولة بعدد هائل من ملفات الصوت المفضلة.
لقد قدمت الشركة الهاتفين طراز K800 وK790 المزودين بكاميرا مدمجة واللذين يعدان أول هاتفين يشتملان على تقنية Cyber Shot التي تضعهما في مصاف الكاميرات الرقمية متى استدعى الأمر التقاط الصور. وتبلغ دقة إظهار كاميراتي الهاتفين المدمجتين 3.2 ميجابكسل.
وعلى النقيض، نجد الجيل الثالث من الهاتف طراز W950 الموسيقي التابع لشركة سوني إريكسون، الذي يحتوي على سعة تخزينية مؤقتة تبلغ 4 جيجابايت لملفات الموسيقى، ولكنه يفتقر إلى الكاميرا. ومن المقرر طرح هذا الطراز في الأسواق في أواخر العام الجاري 2006.
وهناك قطاع أيضا في هذه السوق ليس معنياً بأي من تلك المميزات التي تشتمل عليها الهواتف السالفة، بل ينصب تركيزه على تصنيع هواتف محمولة مسايرة للموضة.
فيتشكف لنا النجاح الشديد الذي حققه الهاتف طراز Razr التابع لشركة موتورولا، إذ أصاب شهرة واسعة على الرغم من المميزات الكثيرة التي يفتقر إليها، والتي ظلت بمثابة المعايير القياسية للعديد من الهواتف المحمولة لفترة طويلة.
واستمراراً لفكرة مسايرة الموضة، حَدَّثَت شركة موتورولا هاتفها الجديد طراز Razr V3 بواسطة إضافة إصدار أزرق قرنفلي اللون. جدير بالذكر أن العديد من مُصَنعي الهواتف المحمولة، بما في ذلك شركة سامسونج، وشركة سوني إريكسون، وشركة بينك، تحذو حذو شركة موتورولا وتتسابق لكشف النقاب عن أصغر هاتف محمول على الإطلاق.
كما طرقت شركة إل. جي. درب الموضة في معرض سيبيت، إذ عرضت الجيل الثالث من هواتفها طراز LG U880 الذي قام بتصميمه المصمم روبرتو كافالي. وعلى الرغم من أن تصميم هذا الطراز قد لا يروق لكل الأذواق، ولكنه يبين إلى أي مدى صارت الموضة عاملاً أساسياً في صناعة الهواتف المحمولة.
ولكن أياً كانت متطلبات المستهلك، فإنه يواجه اختياراً صعباً، إذ يتحتم عليه أن يستقر على مطلبه الأكثر إلحاحاً ويختار هاتفه المحمول من هذا المنطلق الذي يلبي حاجاته على أفضل ما يكون.

 
Bildunterschrift: Gro?ansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:  جهاز سوني إركسون P990i
يعتمد هذا الجهاز على تقنيتي Wireless LAN تقنية الاتصال اللاسلكي مع الإنترنت عبر الشبكات اللاسلكية المحلية، وتقنية UMTS وهي تقنية مستخدمة في الهاتف المحمول لأجل نقل البيانات بشكل سريع جداً. وتدعم الأخيرة إرسال واستقبال البريد الإلكتروني، فضلاً عن فعاليتها في الاتصال والمراسلة عن طريق الفيديو. لم تنجح الشركة في تصميم لوحة المفاتيح بشكل ناجح فحسب، وإنما أبدعت أيضاً في تصميم الشاشة الصغيرة التي تسمح للمستخدم بتصفح شبكة الإنترنت وقراءتها ومشاهدة محتوياتها بجودة عالية. ويحتوي الجهاز من الجيل الثالث على نظام تشغيل Symbian OS 9.1  وهو أحدث إصدار لأكثر نظم التشغيل المفتوحة استخداما للهاتف الذكي. وتتميز هذه السلسلة من هواتف "سوني إركسون P" باحتوائها على كل ما يتطلب الفرد في حياته العملية. وعلى الرغم من الإضافات الكثيرة على الجهاز الجديد P990i، إلا أنه يبقى سهل الاستخدام ويحافظ على حجمه المدمج.
 
جهاز Bildunterschrift: Gro?ansicht des Bildes mit der Bildunterschrift:  Benq- Siemens SXG75
أما من كان يرغب دوماً في اقتناء جهاز ملتيميديا مع هاتف محمول، فلا بد له أن يلقي نظرة على جهاز Benq- Siemens SXG75 الجديد من إنتاج شركة سيمنز الألمانية. ويحتوي الجهاز على نظام تشغيل واستقبال GPS والاسترشاد على الطرقات عبر الأقمار الصناعية. ويعتبر هذا الجهاز سهل الاستخدام، وهو موثوق في هذا المجال، ولا سيما أنه يعتمد تقنية الجافا من إصدار شركة VDO Dyton القوية في هذا المجال. ومن أجل البحث عن طريق أو شارع معين، يكفي هنا إعطاء الأحرف الأولى لهذا الطريق، بعدها يتم تنزيل جميع الإرشادات على الجهاز خلال زمن بسيط، هذا فضلاً عن إمكانية البحث الدقيق عن أماكن وعناوين معينة مثل الفنادق والمطاعم أو حتى مواقف السيارات؛ أي كما هو الحال في أجهزة البحث باهظة الثمن. من هنا يمكن اعتبار معرض سيبيت معرضاً لأجهزة الاتصال والاسترشاد بالأقمار الصناعية، فالكثير من الأجهزة المعروضة تحتوي على ميزة تحليل أخبار الطرق وإعطاء النصائح بسلوك الطرقات والشوارع الجانبية تجنباً للأزمات والاختناقات المرورية.
 وكما عودتنا شركة موتورولا بمفاجآتها تقدم هذا العام جهاز SHG-i750 وهو هاتف الجيل الثالث. والجهاز هو عبارة عن كمبيوتر جيب يحتوي على جهاز هاتف ذي شاشة كبيرة تعمل بطريقة اللمس. ويستطيع هذا الجهاز، كمنافسه من شركة سوني إريكسون P990i، تصوير بطاقات العمل وتخزينها وتحويلها إلى ملفات آوت لوك Outlook، فضلاً عن براعته في معالجة ملفات أوفيس Office. ليس هذا فحسب، بل تتسابق الشركات في معرض سيبيت أيضاً في عالم الكاميرات الصغيرة المدمجة في الهواتف المحمولة، إذ تقدم شركة LG الكورية هاتفاً محمولا يحتوي على كاميرا مدمجة 5 ميجا بكسل تضمن للمستخدم الحصول على صور عالية الجودة، لم يكن يحلم بها قبل سنة أو سنتين. 
 
شاهد كأس العالم على الجوال
Bildunterschrift: ولا ننسى مشاهدة التلفاز بواسطة أجهزة الهواتف المحمولة الذي هو من المواضيع المهمة جداً في معرض سيبيت 2006. إذ تسعى معظم شركات الاتصالات الألمانية إلى تقديم خدمة مشاهدة التلفاز عبر الهواتف المحمولة من خلال تقنية UMTS، وذلك لتغطية فعاليات بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا. لكن ما زال هناك تردد كبير بين شركات الأجهزة المحمولة في اعتماد نظام التشغيل المناسب لذلك. ففي الوقت الحالي، يجري الحديث حول نظامين مطروحين للخيار هما نظام DMB ونظام BVB، وهما نظامان مختلفان تمام الاختلاف.
 
 
مفاتيح السيارات في طريقها إلى الانقراض
من المحتمل أن تنقرض مفاتيح السيارات في المستقبل القريب، بحسب تصريحات شركة هيتاشي اليابانية المتخصصة في تصنيع الأجهزة التكنولوجية الحديثة، إذ تعكف الشركة في الوقت الراهن على تصنيع نظام بديل لمفاتيح السيارة يمكنه التعرف على أوردة سائق السيارة الحقيقي.
وتعتمد تقنية التعرف على أنماط الأوردة بصورة أكبر على التعرف على بصمات الأصابع التي حلت محل المفاتيح بالفعل في بعض موديلات السيارات، على حد قول شركة هيتاشي.
وبحسب تصريحات ميتسوو ياماجوتشي، كبير استراتيجيي تقنية المعلومات والاتصالات، فإن الإصبع اليابس، أو المصاب، يصعب جداً التعرف على بصمته".
أما النظام الذي يتحقق من هوية المرء بواسطة التعرف على نمط أوردة أصابعه فهو أكثر موثوقية، بحسب تصريحات ياماجوتشي التي أدلى بها في أثناء الزيارة التي قام بها لمعرض سيبيت Cebit.
وأضاف ياماجوتشي بقوله "إن بنكي ميزوهو وسوميتومو ميتسوي Sumitomo Mitsui اليابانيين طبقا هذه التقنية بمساعدة أجهزة استشعار ملحقة بماكينات صرف النقود. ويرى الخبير الياباني أن تكنولوجيا المعلومات تغزو صناعة السيارات بصورة أكبر من ذي قبل، ومثال على ذلك مجال الترفيه. فالشركة، على حد قوله، تقوم حاليا بإنتاج أقراص صلبة قابلة للاستبدال تسمح للركاب بمشاهدة الأفلام على نظام الملاحة الخاص بالسيارة.
ومن المجالات التي أبدت فيها شركة هيتاشي نشاطاً ملحوظاً أيضا تحديد الهوية بواسطة ترددات الراديو. وهذه التقنية تعتمد في الأساس على تخزين واستعادة البيانات عن بعد باستخدام أجهزة في حجم طابع البريد تُعرف ببطاقات RFID (تحديد الهوية بواسطة ترددات الراديو).
وقد استعين بهذه التقنية حتى وقتنا هذا في التعرف على الأشياء واقتفاء أثرها، سيما في قطاعي البيع بالتجزئة والإمدادات اللوجستية، حيث يُنظر إلى هذه التقنية كبديل لشفرة التعرف المؤلفة من أشرطة عمودية. بيد أن هذه التقنية لها أيضا تطبيقات أخرى في المكتبات، والمعاملات النقدية الإلكترونية، وجمع الرسوم الإلكتروني لدى كبائن سداد الرسوم، وتمييز الأفراد والأنسجة الحية المستزرعة. وبحسب تصريحات ياماجوتشي، فإن تقنية تحديد الهوية بواسطة ترددات الراديو وشبكة أجهزة الاستشعار التي توظفها هذه التقنية ستبدل من حال صناعة تكنولوجيا المعلومات بصورة جذرية.
جدير بالذكر أن شركة ياماجوتشي استعانت بشرائح RFID في التذاكر التي أُصدرت للمعرض العالمي الذي أقيم العام المنصرم في مدينة أيتشي اليابانية. وأضاف ياماجوتشي أنه لم تنشأ أية مشكلة في التذاكر المباعة التي بلغ عددها 22 مليون تذكرة.
ويضيف ياماجوتشي أن شركة هيتاشي تسعى لاحتلال المركز الأول على مستوى العالم في إنتاج بطاقات تحديد الهوية بواسطة ترددات الراديو RFID. والشركة في الوقت الراهن بصدد إنتاج بطاقة جديدة تعرف بـ هيبيكي Hibiki، وتأمل في كشف النقاب عنها في صيف العام الحالي.
بيد أن هذه التقنية الجديدة لم تسلم من ألسنة المعارضين. فقد وصمت بعض الجماعات المناصرة للمستهلكين بطاقات RFID بأنها "رقائق تجسس"، ودعت لمقاطعتها. إن المشكلة الأكبر التي تواجه هذه التقنية ليست فنية بطبيعتها، على حد قول ياماجوتشي. مضيفاً "إن حماية البيانات ستكون مسألة أصعب في تسويتها. فالناس لا يحبون أن يتجسس عليهم أحد".

الأكثر قراءة