محاكمات وشيكة
محاكمات وشيكة
في حفل تنصيبه، أصر باراك أوباما على أن الخيار بين سلامة أمريكا ومثلها العليا خيار زائف. وفي تلميح واضح يستهدف سلفه عن الانتهاكات في ''الحرب على الإرهاب''، كان يريد إظهار الانفصال التام عن الماضي. إلا أن حقيقة أنه ستتم محاكمة خالد الشيخ محمد، العقل المدبر وراء هجمات 2001 على نيويورك وواشنطن، وأربعة من زملائه المتهمين، في محكمة فيدرالية في نيويورك، هي حقيقة تحيي هذا الماضي ليؤرق الإدارة ثانية. وهي خطوة مهمة نحو تحديد مصير المحتجزين البالغ عددهم 215 والذين لا يزالون محتجزين في معتقل جوانتانامو. إلا أن أوباما اعترف هذا الأسبوع بأنه لا يستطيع تلبية الموعد النهائي في كانون الثاني (يناير) لإغلاق المعتقل.
ولدى المحاكم المدنية الأمريكية سجل جيد في محاكمة قضايا الإرهاب المعقدة والمؤامرات. إلا أن الكثير من المنتقدين يشككون في فكرة أنه يجب التوفيق بين سلامة الدولة ومثلها العليا بهذه الطريقة. ويقول Eric Holder، النائب العام، إنه ستتم محاكمة خمسة سجناء آخرين من جوانتانامو أمام محاكم عسكرية تم إصلاحها. ويتساءل بعض عائلات الضحايا، بدعم من بعض المعارضين السياسيين لأوباما، لماذا لا يمكن إجراء جميع المحاكمات في محاكم عسكرية؟
وقد يتم إجراء المزيد منها أمام قضاة عسكريين قريبا، حيث يعين أعضاء النيابة العامة من وزارتي العدل والدفاع القضايا التي تعتبر مناسبة للمحاكمة إلى محاكم مدنية أو عسكرية. إلا أن هذه القضايا تنطوي على جرائم في ساحات المعارك أو هجمات على أهداف عسكرية، مثل القضايا الخمس التي أرسلها Holder إلى محاكم عسكرية حتى الآن، بما في ذلك الهجوم على USS Cole في مينار عدن عام 2000 الذي أدى إلى مقتل 17 بحارا أمريكيا.
وعلى النقيض من ذلك، أدت هجمات أيلول (سبتمبر) 2001 إلى مقتل نحو 3.000 مدني. إلا أن الكثيرين يشعرون بالقلق من محاكمة محمد. فإجراء المحاكمة في نيويورك قد يجعل المدينة هدفا إرهابيا أكبر؛ وقد يشكك البعض فيما إذا كانت أي هيئة محلفين من النيويوركيين قادرة على توفير محاكمة عادلة. وبما أنه كان ضمن عدد صغير من السجناء الذين تعرضوا لتعذيب محاكاة الغرق بشكل متكرر، وهي أسلوب يصفه Holder بأنه تعذيب، فقد لا تثبت التهم، على الرغم من أن مسؤولي وزارة العدل يعتقدون أن لديهم أدلة دامغة كافية لضمان الإدانة. وقد يستخدم محمد ومساعدوه المزعومون المحكمة المفتوحة لإعلان الجهاد العنيف ضد أمريكا؛ وقد قال إنه سيرحب باستشهاده عن طريق عقوبة الإعدام.
وقد يواجه نحو 40 سجينا في جوانتانامو محاكمة من نوع ما. وتم التحضير لإطلاق سراح نحو 90 منهم، على الرغم من أن المسؤولين لا يستطيعون بسهولة إيجاد دول على استعداد لاستقبالهم. إلا أن أوباما لم يقرر بعد ما يجب فعله مع السجناء الذين لا يمكن إطلاق سراحهم أو محاكمتهم. ويتم الآن تحسين سجن غير مستخدم بكثير في ريف إيلينوي لإيوائهم. هو هل جوانتانامو لكن باسم آخر؟