الاعتداء الآثم يؤثر في الثروة الحيوانية ويرفع أسعار سيارات النقل
على عكس المتوقع، سجلت المواشي في منطقة جازان تراجعا بلغ 50 في المائة في أسعارها، وهي التي كانت تشهد ارتفاعا كبيرا في مثل هذه الأيام نظرا لقرب حلول عيد الأضحى.
وكانت توقعات قد أشارت إلى أن سوق المواشي ستشهد ارتفاعا بفعل توافد آلاف العسكريين ونزوح سكان القرى الواقعة على الشريط الحدودي مع دولة اليمن إلى المدن البعيدة عن المنطقة العسكرية ومنطقة القتل.
ورصدت «الاقتصادية» خلال جولتها صباح أمس في سوق الثلاثاء الأسبوعي في صبيا، تراجعا كبيرا لأسعار المواشي بعد إغراقها من قبل النازحين الذين دأب بعضهم على بيع مواشيهم.
وأكد بائعون أن أسعار الأبقار التي كانت تباع وتنقل إلى عسير ومكة المكرمة خلال هذه الأيام سجلت تراجعا كبيرا وملحوظا، وأشار أحد الباعة إلى أن البقرة الواحدة كانت تتجاوز خمسة آلاف ريال إلا أنها لم تتجاوز ألفي ريال في حين أن التي كانت تباع بألفي ريال تباع الآن بألف فقط، وكذلك الأمر بالنسبة لقطيع الماعز والأغنام.
وقال علي أحمد، راعي ضأن، إن أسعارها انخفضت بنسبة 50 في المائة حيث سجلت الماشية التي تباع بـ 600 ريال 300 ريال وهكذا لبقية القطعان في الوقت الحاضر.
وشهدت سوق صبيا، وفق الباعة والمشترين أمس، ركودا منذ بداية الاعتداء الآثم على الحدود السعودية من قبل المتسللين، إلا أنهم يتوقعون انتعاش أسواق الماشية في مختلف أسواق المنطقة خلال الأيام المقبلة بعد إعلان خادم الحرمين الشريفين أول من أمس سيطرة القوات السعودية على كامل أراضيها السعودية ودحر المعتدين.
وكان الاعتداء الآثم الذي قام به المتسللون على قرى الشريط الحدودي قد تسبب في التأثير في الثروة الحيوانية التي يعتمد عليها السكان اعتمادا رئيسا في دخلهم ومأكلهم ومشربهم، وقالت مصادر عليمة إن الثروة الحيوانية تقدر بـ 500 ألف رأس في قرى محافظة الحرث وقد نفق منها قرابة النصف.
وكان النزوح المفاجئ والإجباري في بعض المواقع لسكان القرى الحدودية قد حال دون اصطحابهم لمواشيهم في الوقت الذي تاه فيه كثير منها ونفق الأكثر بفعل الظمأ وقلة المرعى ووعورة وطول الطريق التي قطعوها للوصول إلى مخيم الإيواء. وأكد عدد من مربي الماشية أنهم فقدوا الكثير من مواشيهم التي يعتمدون عليها اعتمادا كليا في توفير بعض لوازم واحتياجات الحياة اليومية لهم ولأسرهم. ورصدت «الاقتصادية» أمس عشرات النازحين يبلغون عن فقد مواشيهم مترددين ما بين الزراعة والمالية والدفاع المدني.
وعلمت «الاقتصادية» أن الأمير محمد بن ناصر، أمير منطقة جازان، وجه الجهات ذات العلاقة ومنها المالية بتوفير كل ما يحتاج إليه المواطنون وإعداد حظائر لمواشيهم وتوفير الأعلاف ومياه الشرب لها إلى جانب توفير الخدمات البيطرية كافة.
وأكد المهندس عبد الله السويدي، مدير فرع الزراعة في محافظة أحد المسارحة، أن الثروة الحيوانية تشكل مصدر الدخل الرئيسي الذي يعتمد عليه السكان، مشيرا إلى أن أعداد الثروة الحيوانية في قرى الحرث تتجاوز نصف مليون رأس من الأغنام والأبقار والإبل.
وأضاف السويدي أن الحالات المرضية التي تم اكتشافها للمواشي التي وصلت إلى معسكر الإيواء من خلال المعاينات البيطرية تتمثل في الإعياء والإجهاد بفعل سوء التغذية ونقص مياه الشرب والنزوح الذي امتد لعشرات الكيلو مترات.
من جهته، قال حسين عبد الله مجرشي، احد النازحين من قرية المعني، إنه قام بنقل أبنائه إلى مخيم الإيواء بعد صدور التوجيهات بإخلاء قريته وطلب من الراعي النزوح بأغنامه عبر طرق وعرة إلا أن الراعي أشار إلى أنه فقدها وفشل في العثور عليها.
وأبان مجرشي أن عدد القطيع الذي فقده يقترب من الـ 100 رأس من الغنم والضأن والبقر والإبل.
وقام بعض المواطنين النازحين في معسكر الإيواء باستحداث حظائر بدائية شمال المعسكر بعد أن تمكنوا من نقل مواشيهم، وأبان يحي شراحيلي، النازح من قرية الخشل، أن عمليات النزوح تسببت في سوق سوداء لأصحاب سيارات النقل، مشيرا إلى أنه نقل 80 رأسا من الأغنام بواسطة أربع سيارات بإيجار 1500 ريال رغم قرب المسافة من موقع الإيواء ، وأشار كل من علي هزازي ويحي شبيلي إلى أن عدم وجود مرعى ومياه يزيد من معاناتهم ويهددهم بعدم الاستمرار في تربية الماشية التي تعد مصدر الدخل الرئيسي لهم، إلا أن التوجيهات أكدت أنه سيتم توفير كل احتياجات مربي الماشية ومواشيهم.
يذكر أن محافظة الحرث وقراها البالغة 240 قرية تعتمد اعتمادا كليا على تربية الماشية لوجود المراعي المنتشرة على الجبال والأودية والشعاب الحدودية.
وقال الدكتور متعب الشلهوب، محافظ أحد المسارحة، إن هنالك جهات أمنية وحكومية تسعى لإخراج المواشي من بعض القرى الحدودية التي أخلي منها السكان مشيرا إلى أن هنالك حظائر يجري إعدادها لمواشي النازحين.