تحديث الألعاب التقليدية يحقق نمواً متصاعداً لدى الشركات الألمانية
تحديث الألعاب التقليدية يحقق نمواً متصاعداً لدى الشركات الألمانية
أصبحت الشركة الألمانية الفرع للشركة الأمريكية هاسبرو لألعاب الأطفال مجموعة هاسبرو، أكبر شركة لإنتاج ألعاب الأطفال في ألمانيا عام 2005 ونجحت في تحقيق هذا التفوق في القطاعات الثلاثة للإنتاج وهي قطاعات ألعاب الشباب، وألعاب الأطفال، والألعاب الجماعية الأسرية، وتشهد السوق الإجمالية للألعاب ولاسيما ألعاب البازل وتكوين الصور وكذلك الألعاب الورقية ثباتاً في معدلات النمو المحلي منذ عام 2000 عقب النمو الهائل الذي حققته في التسعينيات، ويُقدّر بنحو 400 مليون يورو.
وبسبب هذه الطفرة غير مايكل راوتيركوس المدير العام للشركة مقر الشركة إلى مدينة دراي آيش شبرندلينج جنوبي فرانكفورت ليعمل الموظفون في مكاتب أكثر اتساعا بدلاً من المساحات الضيّقة في المقر القديم .
ومن أكثر اللعبات التي دفعت بشركة هاسبرو لتحتل هذه المكانة لعبتي ميلتو برادلي MB وباركير اللتان تتربعان على عرش مبيعات الألعاب في ألمانيا إضافة إلى اللعبتين التقليديتين للشركة و هما تريفيال بيرسوت ولعبة تعتمد علي تحريك بعض القطع على لوح خشبي صغير بالاعتماد على أسئلة ومقدرة اللاعب في المعارف العامة إضافة إلى لعبة مونوبولي.
ويقول راوتيركوس إن الألعاب التقليدية ستبقى هي عمود الارتكاز في سوق الألعاب أما العمود الثاني فيعتمد على التحديث وهو ما تقوم به شركة هاسبرو ثاني كبرى شركة تصنيع الألعاب في العالم بعد شركة ماتال حيث تكرّس نفسها لتحديث الألعاب التقليدية.
ويصف راوتيركوس وصفة النجاح قائلاً: "نحن نعتمد بصورة أساسية على ربط أفكار الألعاب التقليدية بالتقنية الحديثة، وخاصةّ بتقنية قرص الفيديو الرقمي الممغنط، DVD. حيث كانت لعبة تريفيال بيرسوت تعتمد سابقاً على بطاقات الأسئلة، بينما لابد من أن يتمكن اللاعب من معرفة أصول بعض المشاهد الفيلمية، أو المقطوعات من العزف الموسيقي".
أخيراً اتّسمت سوق ألعاب أقراص الفيديو الرقمية الممغنطة بالنجاح الهائل، حيث تنوي شركة هاسبرو طرح نحو ستة ألعاب جديدة من هذا الشكل في الأسواق هذا العام. ويقول رواتيركوس: "نحن نحاول بناء مؤشرات سوق جديدة، والتي لا تلوح في أفق سوق تجارة الألعاب التقليدية فقط، وإنما تجد زبائنها عن طريق سلاسل إلكترونيات التسلية، وكذلك عن طريق الإنترنت".
ولتتمكن المؤسسات التجارية من الفوز بقطاع الشباب الصغار، كان عليها أن تُظهر أشكالاً، وأصنافاً حديثة من لعبة مونوبولي على سبيل المثال. وبدلاً من النسخة الأصلية للعبة مونوبولي التي يعود عمرها إلى فترة الثلاثينيات، تعرض الشركات اليوم نسخاً حديثة منها تحت اسم "مونوبولي اليوم".
وتم طرح نحو 100 ألف نسخة منها، والتي بيعت كلها في عامٍ واحد، حتى أصبحت تُلقّب بـلعبة العام. ويأمل راوتيركوس نجاحاً مماثلاً للعبة "فيفا- مونوبولي" التي يتم عرضها حالياً في معرض الألعاب في مدينة نورينبيرج الألمانية.
ويقوم اللاعبون في هذه اللعبة بشراء فرق كرة القدم بدلا من شراء الشوارع في اللعبة القديمة وبناء ملاعب بدلاً من بناء فنادق في اللعبة القديمة ويتم عرض هذه اللعبة، بالإضافة إلى متاجر الألعاب، لأول مرة في 400 متجر للاتصالات.
وتنوي شركة هاسبرو تطوير ما يُسمى بـالفعالية المترفة فيما يتعلّق بالألعاب التقليدية. ويتمثل هذا المبدأ بالتمسك بالقديم، و تمريره بذكاء على الحديث. فقد طرحت شركة هاسبرو في الأسواق عام 1999 أشكال حيوانات تقليدية محشوة اسمها فوربي لكن هذه الحيوانات خضعت في عام 2005 لجراحة تكنولوجية حديثة جعلتها قادرة علي إصدار أصوات وتحريك رأسها في جميع الاتجاهات، مما أدى إلى ازدياد حجم الطلب عليها.
وتُعد شركة هاسبرو حالياً خامس أكبر شركة تزويد في ألمانيا، حسب ما جاء من معطيات تقديرية عن حجم المبيعات للشركة، والذي بلغ نحو 110 ملايين يورو حيث ترفض الشركة إعطاء معطيات دقيقة. ومع ذلك يبدو أن راوتيركوس غير راضٍ بهذا المركز، بل يريد أن يحتل المركز الأول في سوق الألعاب عن طريق التحديثات التي يقوم بها. ومن المفترض أن تخضع المنتجات لمعالجة التقنية الحديثة، وللتوزيع عن طريق قنوات الترويج الجديدة.