حرية التعبير... أهي نازية جديدة؟

حرية التعبير... أهي نازية جديدة؟

حرية التعبير... أهي نازية جديدة؟

في الجانب الساخر من إعلام الدنيا، ظهر في الشهرين الأخيرين عشرات الرسوم لفناني الكاريكاتير وانقسم محتواها وتباين طرحها وتشابه أحياناً حتى وصل للتكرار! سنتعرض هنا للأعمال التي تفردت ورأت أن في التعنت الغربي تأزيماً وإشعالاً لما قد يقود لمشكلات كونية الأثر، وتعدى بعضهم هذا لسرد رأي صريح بأن في التوجه الغربي ما يمكن اعتباره نازية جديدة يتم التسويق لها باسم "حرية الصحافة".
ستيفن بيراي رسام أمريكي ينشر في صحيفة "الأمة التايلاندية" استخدم أسلوباً صارخ الوضوح تجاه تحفظه على حجم الكراهية المعلنة في الأعمال الكاريكاتورية المسيئة، وفي العمل الأول (الرسم رقم 1) الذي حمل عنوان "متطرفو الحرية الإعلامية" يقول فيه، متهكماً، على لسان الإعلامي "المتطرف" الجالس على منبره الرصاصي :"الإساءة للأديان عمل عظيم..!!!" ، وفي العمل الثاني (الرسم رقم 2) يرى بيراي أن من رسموا كل هذا كانت لهم دوافعهم الشيطانية، على حد تعبيره.
في الجانب الأمريكي كذلك ظهر عدد من الأعمال ذات الطابع الإداني لوظيفة تلك الرسوم، ومن هؤلاء الرسام جو هيلر (الرسم رقم 3) الذي اعتبر أن الورقة والأقلام والأحبار قد تم تحويلها لأسلحة دمار شامل من خلال تلك الأعمال. كما تميز عمل ستيفن برين بتفهم مماثل من خلال اكتفائه برسم زجاجة حبر قد كتب عليها: "تحذير: يحتوي الحبر على مواد قابله للاشتعال، أبعده عن متناول اللامسؤولين" (الرسم رقم 4). تشان لوي كذلك أورد تعليقاً على لسان أحد شخوصه فقال: "إنه سلاح جميل وخطير، المشكلة هل يعرفون كيفية استخدامه بمسؤولية؟" وعلى القلم "الصاروخي" كتبت عبارة "حرية الصحافة" (الرسم رقم 5).
النمساوي بيتر بيسميستروفيك رسام صحيفة "كلاين زيتونج" يرى أن في التعنت الغربي إجمالاً تصعيداً لما يمكن أن يقود لمشكلة كونية (الرسم رقم 6) فيعلق على لسان شخصية روائية غير مرئية قائلاً: وبهذا بدأ كل ما تراه من خلال نشر رسوم كاريكاتورية غبية!!).
إذاً هناك من يقاسم العالم الإسلامي رأيه أن ما حصل لا يعدو كونه تعدياً واضحاً من أشخاص غير مسؤولين، ولا علاقة لهذا التجاوز بمفهوم حرية الصحافة أو حرية الخطاب الإعلامي. وتتواصل المساعي حالياً لتصنيف ما حصل كجرم موجب للمساءلة والمعاقبة قانونياً، ولن يكون هذا بالأمر السهل، خصوصاً مع تقاطع كثير من المفاهيم الخاصة بالحريات من منطلق مهني.

الأكثر قراءة