كلما سمعنا صوت إطلاق القذائف.. تمنينا أن نكون مطلقيها
كلما سمعنا صوت إطلاق القذائف.. تمنينا أن نكون مطلقيها
لم يتمالك محمد شوعي نفسه وهو يتحدث لـ «الاقتصادية» من أحد مراكز الإيواء في منطقة جازان ليجهش بالبكاء لحظه العاثر الذي حال دون مشاركته في الحرب ضد المتسللين الذين اعتدوا على أرضه وتسببوا في إخراجه وأسرته كغيره من آلاف المواطنين الذين وجهت السلطات الأمنية والجهات المختصة بنزوحهم حفاظا على أرواحهم.
#2#
يقول شوعي، وكيل رقيب متقاعد من حرس الحدود: «عملت في قطاع حرس الحدود متنقلا بين مناطق جدة والقريات وجازان إلى أن كتب لي أن أتقاعد في غرة شهر رجب الماضي، وأمنيتي الوحيدة الآن هي أن أكون على الجبهة أقاتل دون وطني وترابي.
#3#
وأضاف شوعي الذي كان يحيط به قرابة 20 فردا من أبنائه «كلنا فداء للوطن الذي أعطى وما زال يعطي دون منة، وما تقوم به الجهات المختصة للنازحين لأكبر دليل على أن المواطن يعيش في قلوب ولاة الأمر الذين لن ينجب التاريخ مثلهم».
#4#
ولم يكن الشاب إبراهيم هزازي بأحسن حالا من شوعي فقد أجبره المرض على التقاعد المبكر رغم أنه يبلغ من العمر 32 عاما، وكان يعمل رامي مدرعة في قوة نجران إلى أن أحيل على التقاعد عام 1428هـ.
#5#
يقول هزازي الذي لا يفصل بينه وبين مدافع وآليات القوات المسلحة إلا بضعة أمتار:» كلما سمعت صوت إطلاق قذيفة من المدافع التي تملأ أصواتها أرجاء الخوبة تمنيت أن أكون مطلقها، وكلما رأيت آليات الجيش استعدت أياما جميلة كنت ألبس فيها ثوب العز عندما أطأ أرض الميدان أو أشارك في أي مهمة».
وأضاف: « كنت أتمنى أن أفني شبابي في جبهة القتال لكن الأقدار حالت دون أن أحقق أمنيتي، فإصابتي كانت عائقا دون أن أستمر في عملي ولكنني على أتم الاستعداد لخوض المعركة ضد المتسللين الذين دنسوا أرضي، وذلك في حالة إتاحة الفرصة لي، ومما يهون علينا من مصابنا وتشردنا وأسرنا النصر الكبير الذي حققه أبطال القوات المسلحة ورجال حرس الحدود والأجهزة الأمنية الأخرى الذين استطاعوا أن يطردوا البغاة ويدكوا معاقلهم ويضعفوا من شأنهم ويلحقوا بهم هزيمة نكراء لم تخطر لهم على بال ولم يعلموا أن أهدافهم صعبة المنال.
#6#
وقال: «عزاؤنا أن لنا مثل هؤلاء الجنود البواسل الذين كتب لهم شرف الذود عن وطنهم وعن حدوده مرخصين له الروح».
وعاد كل من شوعي وهزازي ليؤكدان أن جميع المتقاعدين الذين نزحوا من قراهم يعيشون الأمنية نفسها ويتمنون لو أتيحت لهم فرصة المشاركة في الحرب على البغاة المعتدين.