أمير جازان يتفقد مواقع الإيواء ويؤكد: المملكة لن تسمح بتدنيس أراضيها

أكد الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان أن الحكومة السعودية لن تقبل بتدنيس أراضيها المقدسة أبدا، وكان الأمير يشير إلى عصابات الحوثيين التي تسلل عدد من أفرادها إلى داخل الحدود السعودية خلال الأيام الماضية‘ غير أن القوات السعودية تصدت لهم بقوة.
وفي إطار الترتيبات الأمنية الملحة، أكد أمير جازان ضرورة عدم التعاون مع ضعاف الأنفس الذين يسعون إلى تدنيس هذه الأرض الطاهرة. وقال:''مع الأسف أن هناك بعض الناس يساعد عن طيب خاطر إلا أن تلك الطيبة قد تستغل من الطرف الآخر كما حدث خلال الأيام الماضية''. وواصلت القوات المسلحة السعودية طوال يوم أمس قصف المواقع التي يتمركز فيها الحوثيون.
ووجه أمير جازان حديثه للأهالي الذي يتم إجلاؤهم من المناطق الحدودية إلى مراكز الإخلاء حيث وقف أمس على عدد من المواقع الميدانية ''نقول لكم ولغيركم ومن سبقكم ومن سيلحقكم نحن مسؤولون عن إعاشتكم وعن إسكانكم وعن تكملة دراسة أبنائكم في مدارس الدولة إلى أن تعود المياه إلى مجاريها وتعودوا إلى أمكانكم سالمين معافين ولكن والراحة والنظام والصبر على الإجراءات المتبعة لحمايتكم وعدم السماح لبعض الفئات المندسة من الدخول بين صفوفكم''. ونبه الأمير محمد المواطنين إلى مغبة الوضع الصحي الذي يكمن وراء إيواء المتسللين مستعرضا الوضع الصحي في المناطق الحدودية، قائلا في هذا الجانب ''يجب علينا أن نكثف احتياطاتنا الصحية والاجتماعية والأمنية .. ويجب أن نقول إن السهر والتعب الذي يعيشه أفراد القوات المسلحة ورجال الدفاع المدني وجميع الأجهزة الأمنية لخدمة الدين والوطن هو شيء مقدر للجميع وهو مؤمل منهم''. وامتدح أمير جازان رجال الدفاع المدني الذين يوجدون في كل مكان، وقال يكفيكم إن مهمتكم مهمة إنسانية في المقام الأول، كما امتدح الخدمات المقدمة في مراكز الإيواء، مشددا على بذل الجهات المختصة كل ما بوسعهم لخدمة النازحين إلى تلك المراكز. وقال: إننا لم نوجد إلا لخدمة الدين والوطن والمواطن ونحن بين رجال مخلصين وأعين ساهرة تؤدي مهامها على أكمل وجه وهذا المأمول فيهم. وأضاف إننا لم نوجد مراكز الإيواء إلا من أجل سلامة وأمن المواطن والأوامر صدرت بإقامة مراكز الإيواء في الشقق أو في الخيام، مؤكدا أن هنالك إجراءات صحية ونظامية ومالية يجب أن تتم في كل مركز للتجمع. ودعا النازحين إلى الاطمئنان، مرددا إننا ورإكم ودونكم نهيئ كل السبل والوسائل الكفيلة براحتكم التي تضمن استمرار مسيرة البناء والرفاهية لكم، مؤكدا أن الوضع الذي تشهده المنطقة عارض ومحنة وتزول إن شاء الله. وقدم الأمير محمد تعازيه للمسن علي بن علي قارش هزازي الذي فقد زوجتيه وابنتيه وخاطبه قائلا ''إن الدولة ستتكفل بكل ما لحق بك من أضرار. وكانت قرية القرن قد شهدت سقوط قذيفتين على منزله مما أدى إلى وفاة ابنتيه سهام 18 وفاطمة 14 عاما وزوجتين له وإصابة عدد من أقاربه.
وتلقت مستشفيات المنطقة أمس أعدادا من المصابين نتيجة ممارسات عصابة الحوثيين في الوقت الذي أفادت فيه مصادر أن هناك عدد من عناصر الحوثيين حاولوا التسلل إلى الأراضي السعودية بزي نسائي لكن القوات السعودية تصدت لهم.
من جهة أخرى، قال الفريق سعد التويجري، مدير عام الدفاع المدني، مخاطبا أمير جازان خلال مرافقته له في جولته التفقدية لمراكز الإيواء ومحافظة الحرث وقراها: إن ما قام به رجال الدفاع المدني ما كان ليكون إلا لدعم ولاة أمرنا ووجود أمثالكم في هذه المواقع وما سمعناه من توجيهات ما هو إلا دليل واضح على أن قيادتنا ممن يعول عليها الكثير والكثير.
بدوره، أكد الدكتور محسن طبيقي، مدير عام الشؤون الصحية في جازان، أن الوزارة قامت بدعم الصحة في جازان بمعدات وآليات لمواجهة الوضع القائم، وقال إننا أقمنا في طوارئ مستشفى صامطة مركز عمليات كمسرح لفرز الحالات وتحسبا لأي طارئ أو توسع في الوضع القائم الذي تشهده المنطقة. وقد جهزنا مستشفى أبو عريش بفريق متكامل على أهبة الاستعداد لاستقبال أي حالات طارئة جديدة إذا فتحت جبهة أخرى، في حين أشار إلى أنه على مستوى محافظة بني مالك تم تجهيز مستشفى صبيا العام وكل مسرح عمليات فيه طبيب استشاري سعودي قائم عليها. وأكد التنسيق المستمر مع بنك الدم الذي يعمل على أكمل وجه. وأكد الدكتور طبيقي أنه سيتم تنفيذ حملة تبرع بالدم لمواجهة أي وضع قد يستجد رغم أن الدم الموجود لدى بنك يكفي للوضع الراهن، وقال إن عدد الحالات التي استقبلت حتى صباح أمس بلغت 58 حالة مختلفة من حيث الإصابات، إلا أن 24 حالة غادرت المستشفى في حين حولت حالتان إلى مستشفى الملك فهد، وحالتان إلى مستشفى صبيا، وحالتان نقلتا إلى الرياض. وأشار إلى أن الحالات المتوفية بين صفوف المواطنين بلغت خمس حالات إلى صباح أمس مؤكدا أن عددا من المستوصفات تعمل على مدار الساعة. وأكد الدكتور طبيقي نجاح الصحة في جازان في التعامل مع الحالات الحرجة، مشيرا إلى إجراء الكثير من العمليات الحرجة إنقاذا لحياتهم ومنها الحالات التي نقلت الدقيقة والمنقذة للحياة. وأبان أن هنالك في مركز الإيواء عيادات ثابتة متمركزة في تلك المواقع التي تشهد توافدا كبيرا من قبل المواطنين الذين روعهم القصف. وكانت المنطقة قد شهدت أمس نزوح مئات الأسر بعد أن دخل متسللون إلى قرية القرن وقرية القوة من قبل بعض الحوثيين المتخفين في ملابس نسائية مما أوقع عددا من الجرحى الذين توزعوا على مستشفيات المنطقة.