كينيا: الأسود الآكلة للبشر قضت على حياة 135 إنساناً

كينيا: الأسود الآكلة للبشر قضت على حياة 135 إنساناً

إن الهجمات الليلية التي يشنها أسدان آكلان للبشر أصابت بالذعر عمال السكك الحديدية، وأوقفت عمليات البناء في أشد انقضاض مريع في شرق إفريقيا منذ مائة عام. ولكن ناقوس الموت، كما يقول العلماء، لم يكن مرتفعاً كما كان يُعتقد.
وعلى مدار تسعة أشهر تسبب الصيادان الشرهان في إزهاق حياة 35 إنساناً، وهو ليس بالعدد الصغير، ولكنه أقل بكثير مما يعتقد البعض أن عدد الضحايا يصل إلى 135 ضحية. وفي عام 1898، أصبح عمال هنود ومواطنون محليون يعملون في إنشاء سكة حديد أوغندا عبر كينيا ضحية هذين الزوجين، وهي قضية كانت موضوع عديد من الروايات، وثلاثة أفلام على الأقل. وقد قُدّر عدد القتلى بـ 28 عاملا من عمال السكك الحديدية، و''عشرات المواطنين الأفارقة غير المحظوظين''، حيث يصل العدد الكلي إلى 135 قتيلاً. وأصبح تأخر إنجاز أعمال السكة الحديدية كذلك موضوع مناقشة في مجلس العموم البريطاني. وقرر العلماء الذين يأملون التوصل إلى العدد الفعلي للناس الذين اُلتهموا دراسة بقايا الأسدين الذكرين، المعروضين الآن في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي في شيكاغو، حيث سيختبرون أنواع الكربون والنيتروجين المتبقية على أسنانهما وشعرهما. وقد قورنت هذه النسب الكيماوية مع الكربون والنيتروجين الموجودين في الأسود الحديثة في المنطقة، وفي الضحايا الطبيعيين للأسود، وفي الإنسان.
إن العظام والأسنان تخزن إحدى نظائر الكربون والنيتروجين على مدار فترة طويلة، بينما تتغير النسب في الشعر بصورة سريعة، الأمر الذي يسمح للعلماء بتحديد النظام الغذائي طويل الأمد، وكيف تغير على مدار الأشهر الأخيرة للأسود. وقد عادل البشر على الأقل نصف النظام الغذائي لواحد من الأسدين خلال الأشهر الأخيرة من حياته، حيث قضى على حياة 24 شخصاً، كما استنتجوا. بينما التهم الأسد الآخر 11 شخصاً، كما وجدوا. وبكلمات أخرى، وحتى بعد قرن من الزمن، فإنك بالفعل ما تأكل.
وسيصدر الباحثون الذين يقودهم العالمان المتخصصان في علم الإنسان، ناثنيال جيه دومني، وجستن دي يكل من جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز، تقريراً في عدد الثلاثاء المقبل من مجلة ''وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم''. وقد أشاروا إلى أن تقديرات عدد الوفيات التي تمت الإفادة عنها في ذلك الوقت، تراوح بين 28 حسب بيانات عن مصادر شركة السكة الحديدية الأوغندية، و135 ضحية، حسب بيانات عن اللفتنانت، الكولونيل جون إتش باترسون، وهو ضابط بريطاني قتل الأسدين في كانون الثاني (ديسمبر) من عام 1898. وأفاد الباحثون أن الدراسة تغطي فقط عدد الناس الذين اُلتهموا، بينما ربما يكون عدد القتلى أعلى بكثير. ويقولون إن عدد القتلى قد يكون مرتفعاً، بحيث يصل إلى 75 قتيلاً.
حدثت أعمال القتل في وقت عمل فيه الجفاف والمرض على تقليص أعداد الماشية بحدة، وهي الغذاء الطبيعي للأسود، كما أضاف التقرير، بينما عملت الإنشاءات التي أقيمت في الفترة نفسها على جلب عدد متزايد من الناس إلى المنطقة. وإضافة إلى ذلك، قال الباحثون إن الأسدين يبدو أنهما تعاونا في جهود الصيد. وليس من غير المعتاد أن ينقضا على فريسة كبيرة مثل الجواميس أو الحمر الوحشية، ولكن ليس الأمر كذلك بالضرورة عندما يطاردان فرائس أصغر، مثل البشر.
وعلى أية حال، عانى أحد الأسود مشكلات أسنان حادة، وجروحا في الفك، على الأرجح حدت من قدرته على الصيد، كما أفادوا. لذا، على الأرجح أن يكونا عملا معاً، حيث يلتهم أحدهما أكثر من الآخر، ويركز على الفرائس المعتادة، ولكنه قد يلتهم البشر أيضاً.
''وتؤكد هذه النتائج تعقيد وتطور ما تستطيع الأسود القيام به، والتفاعل المعقد بين التكاليف والمنافع التي تحدد حجم ائتلافهما''، طبقا لدوميني.

الأكثر قراءة