بداية جيدة لمجموعة J Street

بداية جيدة لمجموعة J Street

> لطالما اعترفت التقاليد السياسية في واشنطن بالقوى الجبارة للوبي اليهودي - وخاصة لجنة الشؤون العامة الأمريكية ـ الإسرائيلية. وفي عام 2007، ذهب أكاديميان، هما John Mearsheimer و Stephen Walt، إلى حد تأليف كتاب يتهمان فيه ''اللوبي'' بالسيطرة على السياسة الخارجية الأمريكية واستدراج أمريكا إلى مستنقع العراق لخدمة مصالح إسرائيل. ولكن من الآن فصاعدا، لن يكون من الممكن الكتابة عن اللوبي الضخم الموالي لإسرائيل في أمريكا. فلدى لجنة الشؤون العامة الأمريكية ـ الإسرائيلية الآن منافس صغير ولكن مؤثر. لقد جاء أكثر من 1500 شخص، معظمهم من اليهود الأمريكيين، ولكن منهم أيضا إسرائيليون وبعض الفلسطينيين، إلى واشنطن هذا الأسبوع لحضور المؤتمر السنوي الأول لمجموعة J Street، وهي لوبي تم تأسيسه منذ عام يصف نفسه بأنه ''موال لإسرائيل وموال للسلام''، والذي يقول مديره التنفيذي، Jeremy Ben-Ami، إن اللوبي يناضل من أجل ''قلب وروح'' الجالية اليهودية الأمريكية. وعلى عكس لجنة الشؤون العامة الأمريكية ـ الإسرائيلية، تعتزم مجموعة J Street الضغط بقوة من أجل التوصل إلى حل الدولتين استنادا إلى حدود إسرائيل ما قبل عام 1967. وقد التزمت لجنة الشؤون العامة الأمريكية ـ الإسرائيلية الصمت ترفعا بشأن هذه المجموعة الجديدة الداعية للسلام. إلا أن أول مهمة لمجموعة J Street هي الرد على مجموعة المنتقدين الذين يشككون في مدى موالاتها لإسرائيل حقا. ورفض السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة حضور المؤتمر. وانتقد الخصوم، في الصحافة ومواقع المدونات، وفي أمريكا وإسرائيل، مجموعة J Street بسبب دعوتها إلى وقف إطلاق النار الفوري خلال حرب غزة العام الماضي، وإيلائها اهتماما كبيرا لتقرير ريتشارد غولدستون الذي يتهم فيه إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، وإفساحها المجال لأشخاص لا يدعمون الفكرة الصهيونية بدولة يهودية لحضور مؤتمرها، وغير ذلك من البدع المزعومة ضد الخط المعتاد لمؤيدي إسرائيل التقليديين في أمريكا.
وإذا كان هذا الفيضان من الانتقادات يهدف إلى القضاء على J Street منذ بدايتها، يبدو أنه فشل في ذلك. وربما تكون الحكومة الإسرائيلية بقيادة حزب الليكود رفضت حضور المؤتمر، إلا أن رئيسها، شمعون بيريز، وزعيمة حزب كاديما المعارض، تسيبي ليفني، عبرا عن دعمهما. ولم يكتف مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيمس جونز، بإلقاء خطاب، بل أوضح أيضا أن إدارة أوباما ستكون ممثلة في الاجتماعات المستقبلية. وعلى الرغم من انسحاب بعض المدعوين، إلا أن أكثر من 40 شخصا من الكونجرس حضروا حفل العشاء. لذا يمكن القول إن J Street بدأت بداية جيدة. ولكنها لا تزال هزيلة مقارنة بلجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية. وتبلغ الميزانية السنوية للمنظمة الجديدة نحو ثلاثة ملايين دولار ولديها بعض الموظفين، في حين أن الميزانية السنوية للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية تبلغ نحو 60 مليون دولار، ولديها أكثر من 275 موظفا، ووقف بأكثر من 130 مليون دولار ومقر جديد بقيمة 80 مليون دولار. وإلى جانب التفاوت في الموارد، يواجه Ben-Ami الآن المهمة المخيفة المتمثلة في المحافظة على ولاء دعاة السلام الذين تدفقوا لحضور المؤتمر دون إثارة غضب الرأي العام اليهودي في أمريكا. ويتطلب هذا الشعور ببعض الآلام. وتنتقد J Street ولاية غولدستون ''المعيبة'' التي تلقاها من الأمم المتحدة ولكنها تقول إن على إسرائيل أن تأخذ النتائج على محمل الجد. وهي تحبذ فرض عقوبات جديدة قاسية على إيران، ولكن فقط إذا فشلت جهود إدارة أوباما بإشراك إيران. ويقول Ben-Ami إن اليهود الأمريكيين يتخذون ''مواقف متحضرة ودقيقة'' من الشرق الأوسط. ولكن سيظل الكثيرون يفضلون وجهة النظر الأبسط للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية التي تقول إن الحكومة في إسرائيل هي الحكم الأفضل فيما يتعلق بمصالح إسرائيل >

الأكثر قراءة