أطمح إلى العمل في منظمة دولية.. وأبحاثي العالمية لم تجد اهتماما إلا من طلاب الدراسات العليا

أطمح إلى العمل في منظمة دولية.. وأبحاثي العالمية لم تجد اهتماما إلا من طلاب الدراسات العليا

أكدت البروفيسورة ريما سعد الجرف أستاذة اللغة الإنجليزية والترجمة في كلية اللغات والترجمة في جامعة الملك سعود، المتخصصة في التكنولوجيا وتعليم اللغة الإنجليزية والقراءة والترجمة، أنها تلقت عديدا من الدعوات لتحاضر في عشرات الجامعات الأجنبية عن نتائج دراساتها. وقالت البروفيسورة الجرف، وهي عضوة في 22 جمعية دولية في حوار لـ «المرأة العاملة»، إنها زارت أكثر من 100 جامعة عالمية وقدمت أبحاثا في 165 مؤتمرا دوليا، لكن نتائج أبحاثها وتوصياتها لم تلق أي اهتمام ـ بحسب قولها، مضيفة أنه لم يطلب منها أي شخص نتائج تلك الأبحاث باستثناء طلاب الدراسات العليا داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى جامعات خارج المملكة طلبت منها أن تقدم لها خلاصة أبحاثها. إلى نص الحوار: ما الصعوبات التي تعوق الباحثة السعودية في رأيك؟ أرى من خلال مسيرتي الطويلة عبر تأليف ستة كتب و100 بحث منشور، و165 بحثا في مؤتمرات في 42 دولة، أن المشكلات تختلف من باحثة إلى أخرى حسب التخصص وطبيعة العمل ومكانه، وصعوبات الباحثة لا تختلف عن صعوبات الباحث. وبشكل عام البحث العلمي يحتاج إلى قناعة داخلية بأهميته وتكريس الجهد والوقت، وفي رأيي غالبية الصعوبات لدى الباحثة ذاتية، مثل عدم تنظيم الوقت وعدم وضع البحث العلمي في قائمة الأولويات، وعلى الباحثة أن تختار موضوعا للبحث قليل الصعوبات وتبتعد عن الموضوعات التي تعترضها الصعوبات، والصعوبات تكمن في تحكيم الأبحاث ونشرها أكثر من إجرائها. ما مدى الاهتمام بتطبيق النتائج والتوصيات التي خرجت بها في أبحاثك؟ لم تلق نتائج أبحاثي وتوصياتها أي اهتمام لأن نتائجها قد لا تروق إلى البعض، ولم يطلب مني أي شخص باستثناء طلاب الدراسات العليا داخل المملكة وخارجها معلومات عن نتائجها، إضافة إلى جامعات خارج المملكة طلبت مني أن أقدم لها خلاصة أبحاثي وتناقلت صحف أوروبية وأمريكية نتائجها. بحثت كثيرا في ضعف مستوى اللغة الإنجليزية في المملكة، على من تلقين اللوم وهل هناك مخرج للتطوير؟ نحن ندور في حلقة مفرغة، فمخرجات التعليم الجامعي هي التي تعلم في المدارس وتخرج لنا جيلا ضعيف المستوى، وهذا الجيل يكبر ويدخل الجامعة ويتخرج ويذهب إلى المدارس، ويعلم ويخرج جيلا ضعيفا، كل شيء يبدأ من المعلمة المؤهلة. فالمعلمة المؤهلة تستطيع أن تختار مادة تعليمية جيدة إذا كانت الكتب غير مناسبة، وهي التي تنفذ المنهج داخل الصف بطريقة فعالة أو غير فعالة. التأهيل والتطوير اللغوي والمهني المستمر للمعلمة مهم جدا وذلك من خلال الدورات المستمرة كل فصل دراسي، فعندما كنت معلمة للغة الإنجليزية في المرحلة المتوسطة وكنت أدرس اللغة الإنجليزية للصف الثاني المتوسط، كانت طالباتي يكتبن الشعر والقصص باللغة الإنجليزية. وكان هذا نتيجة الأنشطة التي كنت أطبقها معهن، والمجهود الذي كنت أبذله في تعليمهن. ما أسباب ارتفاع البطالة بين خريجات أقسام الترجمة واللغات على الرغم من أن اللغة الإنجليزية عنصر مهم في التوظيف اليوم؟ إن الخريجة تريد وظيفة في مكتب مثل الوظائف الحكومية، ووظيفة مفصلة حسب مواصفاتها، ووظيفة تشبه الوظائف التعليمية من حيث الدوام والإجازات. كما أن البعض ليس قادرا على الاضطلاع بأعباء «وظيفة ترجمة» من حيث ترجمة نص طويل في وقت قصير. علما بأن المترجمة تستطيع أن تعمل في أي مكان في العالم دون أن تغادر منزلها عن طريق الإنترنت من حيث استقبال النصوص وإعادتها مترجمة والتواصل. لماذا طالبت بتغيير مقررات اللغة العربية بوضعها الحالي واستبدالها بموضوعات تركز على التعريب والاشتقاق؟ هذه الدراسة كانت خاصة بطلاب الطب والصيدلة والتخصصات العلمية. طالبت بذلك لعدم جدوى ما يتعلمه هؤلاء الطلاب سواء لدراستهم الحالية أو بعد تخرجهم. اتجهت لتدوين مذكراتك عبر الإنترنت والتحدث عن عقبات واجهتك من خلال مدونة «يوميات أستاذة جامعية «، ما الرسالة التي تودين إيصالها عبر مذكراتك؟ يعتقد بعض الطالبات أن الفشل مرة ومرتين هي نهاية العالم، لذا أحببت أن أكتب نماذج من الصعوبات التي واجهتني والاستراتيجيات التي استخدمتها في التغلب عليها، وأردت أن أرسل لهن رسالة تقول إن الفشل يعقبه نجاح وتفوق، وليس نهاية العالم ولا ينبغي أن يكون كذلك، فنحن نتعلم من الفشل أكثر مما نتعلم من النجاح، والإنسان لا يمكن أن يصل إلى ما يريد دون التعرض لمشكلات وعراقيل. ما الخطوة الحقيقية لتطوير العملية التعليمية في الجامعات السعودية وعلى وجه التحديد جامعات البنات؟ التطوير يتطلب في المقام الأول التركيز على نوعية الطلاب الذين نقبلهم في الجامعة، أي التركيز على الكيف وليس الكم كما هو واقع الحال. وعلى اختيار أعضاء هيئة تدريس مؤهلين، وتطور المناهج التي نقدمها للطلاب والطالبات في جميع المستويات وجميع التخصصات. علينا أن نحدد من جديد «ماذا نعلم، وكيف نعلم ونتعلم». لم يعد كافيا أن يحفظ الطالب المعلومات وبضع صفحات من كتاب، ويصبها في ورقة الامتحان وينجح ويتخرج. ما الشيء الذي تحتاج إليه المناهج؟ إذا لم يكن في جعبة خريجة الجامعة مهارات تمكنها من التطوير المستمر لذاته، ستتخلف عن الركب، وهذا يتطلب تزويد الطالبات بالمهارات وليس بالمعلومات فقط، إضافة إلى اكتساب مهارات الحاسب والبحث العلمي والبحث في قواعد المعلومات ومحركات البحث عن المعلومات وجمعها وتنظيمها ونقدها والإضافة إليها. ومن الأهمية بمكان أيضا أن تركز مناهجنا وأساليب التدريس وطرق التعلم لدينا على الفهم والتطبيق والتحليل والتفسير والتركيب والتفكير الناقد والتفكير الابتكاري، لقد ظهرت أنماط جديدة من التعلم في السنوات القليلة الماضية مثل التعلم التعاوني، والتعلم عن بعد، والتعلم الإلكتروني أتمنى أن أراها مطبقة في جامعاتنا. حصلت على جائزة أفضل موقع بين مواقع أعضاء هيئة التدريس على مستوى جامعة الملك سعود (نساء ورجالا)، وأفضل موقع في كلية اللغات والترجمة من حيث المحتوى وليس الشكل، فما المحتوى الذي تحرصين عليه في موقعك الشخصي؟ أحرص على إضافة النصوص الكاملة لكتبي وأبحاثي العربية والإنجليزية وعروض أبحاثي التي قدمتها في المؤتمرات وملخصات أبحاثي وأعمال ترجمتها ومقالاتي العامة. خصصت مجلدا لكل مقرر به المادة العلمية التي ألفتها والواجبات، هناك بنك اختبارات فيه أكثر من 200 اختبار للمقررات التي درستها، ونماذج من أعمال طالباتي في المقررات الإلكترونية. هناك قسم لتطوير الذات فيه ملفات حول الاستذكار وتنظيم الوقت والاستعداد للامتحانات والاستعداد للوظيفة وجدول التخطيط الاستراتيجي وردود على بعض مشكلات الطالبات.. إلخ، واستراتيجيات استذكار كل مقرر، وأدلة لتعليم اللغة الإنجليزية، وروابط لتعلم اللغة الإنجليزية للطلاب وأخرى للأساتذة، وروابط لمواقع مؤتمرات في جميع التخصصات وجميع دول العالم لمدة عام، وأدوات بحث تشمل استبيانات واختبارات وقوائم كلها من تأليفي، تقارير عن أبحاث ورسائل وكتب مترجمة حكمتها، وروابط لمدوناتي ومنتداي وغير ذلك، علما بأن كل ما في الموقع هو من تأليفي. ما أهمية وجود موقع خاص لكل عضو من أعضاء هيئة التدريس على الإنترنت، وكيف يمكن إن نستغل التكنولوجيا في تطوير تعليمنا؟ الموقع هو صلة الوصل بين عضو هيئة التدريس وغيره من أعضاء هيئة التدريس في بقية دول العالم، حيث يتعرفون على إنجازات عضو هيئة التدريس وخبراته والاطلاع عليها في حالة الرغبة في الاستعانة بخبراته أو دعوته كمتحدث رئيس في أحد المؤتمرات الدولية أو المشاركة في اللجان الخارجية. الإنترنت هو مصدر ضخم ومتجدد للمعلومات والموقع يجعل لعضو هيئة التدريس حضورا على الإنترنت. بقي أن أسألك عن طموحاتك ومشاريعك وأبحاثك المستقبلية؟ أتمنى أن أعمل في منظمة دولية خارج المملكة، كما أتمنى تأليف مزيد من الكتب والأبحاث، فما أنتجته الآن لا يشكل 10 في المائة من الأبحاث التي أطمح إلى أن أنتجها، والمشاركة في المؤتمرات على المستوى الدولي.
إنشرها

أضف تعليق