أحادية التفكير قضية خطيرة هي سبب التخلف
الأحادية في التفكير خلل في التفكير يقول عنها الدكتور مازن مطبقاني الأستاذ في جامعة الملك سعود إنها ليست من الأمراض الحديثة بل هي قديمة قدم الإنسان على الأرض، منذ رفض إبليس أن يسجد لآدم، ومنذ قتل أحد ابني آدم أخاه، ومنذ فرعون الذي قال كما روى القرآن الكريم (ما أريكم إلاّ ما أرى) ربما هذه الأحادية تظهر وتزداد في بعض الأوقات ولكنها موجودة دائماً ويجب أن يكون المسلم الأبعد عنها لأنها تدل على قصر نظر، وعلى أنانية، وعلى غرور وعلى استبداد. إن المسلم يتأمل كتاب الله عز وجل فيرى كيف نعى القرآن الكريم على الكفار جمودهم على معتقدات آبائهم، أو على ما وجدوا عليه أسلافهم. إن الجمود والأحادية ليسا من طبع الإنسان المسلم فكيف بهما يكونان طبعاً لشخص وصل إلى درجة عالية من العلم كأساتذة الجامعات. ولكن الحقيقة أن في جامعاتنا العربية الإسلامية من وصل إلى الدرجة العلمية وهو ليس أهلاً لها، فمارس الاستبداد والطغيان بطريقة فجة. فلما التحقت ببرنامج الدكتوراة تقدمت بموضوع علمي هو مواصلة لتخصصي في مرحلة الماجستير فما كان من المسؤول إلاّ أن اعترض واصفا الموضوعين بـ "غنم جحا"، ولما كان الأمر متعلقاً بشخص يحبه وأراد أن يختار موضوعاً للدكتوراة سمعته يقول "إن نظام الدراسات العليا يتطلب أن يتعمق الطالب في الدكتوراة في المجال الذي تخصص فيه في الماجستير"، فقلت سبحان الله ما هذا التناقض العجيب. لقد قدمت موضوعي حول الاستشراق الفرنسي أما أساتذة قسم الاستشراق وطلابه وعميد الكلية، فأبدى العميد عدم رغبته في الموضوع، ولكني أصررت لأنه حق لي أن يكون بحث الدكتوراة امتدادا لبحث الماجستير، فقال لي أستاذ مصري يعرف نفسية ذلك العميد "مازن لو طلعت السماء ونزلت الأرض لن يتم لك ذلك الموضوع" وصدق في توقعه، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
إن الأحادية قضية خطيرة ولعلها سبب التخلف الذي يعاني منه العالم الإسلامي، ولذلك علينا جميعاً محاربتها بكل الوسائل المتاحة. على الإنسان أن يحترم آراء الآخرين وعقولهم في أي موقع كان. على الأب أن يستمع لأبنائه وعلى الرئيس في أي موقع أن يستمع لآراء موظفيه لأن منهم من قد يكون أكثر منه ذكاءً وفطنة وعلماً. إن الغرور والكبرياء والغطرسة والطغيان هي التي تقود إلى هذا المرض الخطير.