عدم التخطيط السليم للمحال يقود أصحابها لعرضها للبيع أو التقبيل

شهدت العاصمة خلال الفترة الماضية ظاهرة بدت تكاد ملحوظة, وهي عرض المحال للبيع أو عرضها للتقبيل، ما يدل على سوء التخطيط من قبل صاحب المحل، أو استعجال النتائج في أحيان أخرى ما يوقعه في فخ الخسائر.
هنا يؤكد سليمان أبو عبد الكريم تاجر مواد غذائية غربي الرياض انتشار ظاهرة تقبيل المحال أو عرضها للبيع, وهذه دلالة على أن البعض يستعجل إقامة مشروعه التجاري دون عمل دراسات هادفة له، مضيفاً من الطبيعي أن يتكبد ذلك الشخص كثيرا من الخسائر نتيجة استعجاله النتائج, حيث إن أهم صفة يجب أن يتحلى بها التاجر هي الصبر، مع عدم إيضاح القلق أمام الأيدي العاملة حتى لا يشكل ذلك ضغطاً عليهم، لافتاً إلى أن ما يحدث حالياً في المحال هو العكس تماماً من خلال إقامة مشاريع غير واضحة الأهداف, إضافةً إلى عدم التعامل الأمثل مع العمالة المشغلة.
وكشف أبو عبد الكريم عن بداية دخوله المجال التجاري قبل نحو 20 عاماً تجاوز من خلالها الصعاب من خلال تعاونه مع العمالة المشغلة وكذلك الصبر على انتقادات الزبائن، مستطرداً: لا أنسى أبداً الأيام الأولى التي دخلت فيها التجارة حيث أصابني نوع من الإحباط نتيجة عدم تحقيق المحل أرباحا كبيرة إلا أنه مع الصبر لاحظ ارتفاع مبيعات المحل يوماً بعد آخر، ناصحاً شباب اليوم ممن يريد دخول مجال التجارة باحترام أخلاقيات العمل سواء مع الزبائن أو العمالة المشغلة مع عمل دراسة واضحة للمشروع يوضح من خلالها الخطة الزمنية التي يتطلع فيها إلى تحقيق الأرباح.
من جهته, استغرب المواطن إسماعيل هزازي من انتشار بعض المحال ذات التخصص الواحد بالقرب من بعضها بعضا, ما يؤدي إلى انسحاب أحدها وتكبده خسائر كبيرة، مضيفاً على الشارع الرئيسي القريب من منزلي قام أحد الشباب بفتح محل للخياطة الرجالية إلا أنه بعد مرور شهر تقريباً قام أحد الشبان أيضاً بفتح محل بجوار المحل الأول وفي التخصص نفسه, وهو الخياطة الرجالية، لافتاً إلى عدم بقاء المحلين لعدم تحقيقهم أرباحا كبيرة, وبالتالي عرضهما للتقبيل.
في السياق ذاته, ناشد الشاب بدر العتيبي الجهات الرسمية بدعم الشباب ممن لم يتسن لهم الحصول على وظائف حكومية من خلال إقراضهم قروضاً حسنة لمساعدتهم على إقامة مشاريع تجارية، وأضاف طرقت جميع الأبواب إلا أنني لم أجد الحلول المناسبة لمشكلتي، مشيراً إلى وصول أحلامه مداها حيث يحلم بامتلاك محل يدر عليه راتباً شهرياً يفي بكل احتياجاته.
يذكر أن دراسة حديثة أكدت ضرورة إرضاء الزبائن، حيث إنهم هم من يقررون في النهاية نجاح أي مشروع تجاري من عدمه، كما أوصت الدراسة بتوفير السلع والخدمات التي يحتاج إليها زوار المحل، حيث سيحقق مالك المشروع انتصاراً كبيراً في حال قام بتوفير تلك الاحتياجات.