احتفالية عز الوطن وتحقيق حلم المليك

احتفالية عز الوطن وتحقيق حلم المليك

احتفالية عز الوطن وتحقيق حلم المليك

ملحمة تاريخية احتفالية وطنية وعلمية بطلها الملك عبد الله بن عبد العزيز وقادة البلاد والمشاركون أبناء الوطن من شمال إلى جنوب ومن شرق إلى غرب.
نعم يوم التوحيد والتشييد ومشاهد العالم من حولنا قاطبة  تزامنا مع اليوم الوطني ويوم الأربعاء 4 شوال من عام  1430 هـ الموافق الأول من برج الميزان 1388هـ  للذكرى التاسعة والسبعين، أنه يوم عز الوطن والمجد والرفعة والتقدم, هكذا سطّر التاريخ أسماء الرجال العظام نعم احتفالية تاريخية بعز الوطن، في مثل هذا اليوم التاريخي كان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ له وقفة تاريخية لا تنسى بتاريخ التاسع عشر من جمادى الأولى عام 1351هـ  عندما أعلن توحيد البلاد بعد ملحمة بطولية قادها لمدة (32) عاماً بولادة كيان عظيم هو المملكة العربية السعودية، إنها اللحظة المباركة لدولة فتية تزهو بتطبيق شرع الله  وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية وتنشر السلام والخير والحب، التي انطلق بها إلى أرجاء الدنيا لإسعاد الإنسانية، في كل مجالات التقدم وتوفير الرفاهية والأمن وسار بخطى حثيثة نحو غد أفضل لها ولجميع المجتمعات البشرية لقد سابق الملك عبد العزيز الزمن والمكان وسعى لإرساء أسس دولة شامخة البنيان، استمده من هدي كتاب الله الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، (فحقق المعجزة ) الذي استمر سنين طويلة ومعه رجاله المخلصون ومن بعده أسلافه أبناؤه الميامين،  في هذه الذكرى يتذكر أبناء هذا الوطن هذه اللحظة المشرفة باعتزاز وتقدير وترحم على الملك عبد العزيز طيب الله ثراه على ما حقق لهذه الأمة  الممزقة المترامية الأطراف وما بذله من تضحيات وعمل دؤوب نحت الصخر لتحقيق الأمن والأمان وبفضلٍ من الله وتوفيقه تعالى حقق النصر.
قبل أيام احتفلنا بيومنا الوطني، وهي ليست ذكرى عابرة، بل لابد من التوقف والتأمل فهي عزيزة وغالية على كل مواطن وذكراه عَطِرة للمؤسس البطل آمن بِرَبه وأمده بعزيمة وصبر لا يلين وإردةً قويةً ورغبةً في توحيد هذا البلد الحبيب، فهو القائد الذي وطّن حكم القرآن والسنة النبوية وأرسى دعائم الحق و الشريعة والعدل بين العباد، بعد أن كانت تسودها الفوضى والنهب والسلب، فاستتب الأمن ليتفرغ للإنجازات, وتضاعفت المكتسبات على الأرض وتفجرت ينابيع الخير (البترول) لأول مرة وليتفرغ إلى البناء والتشييد، لقد اتخذ المؤسس رايةً لهذه الدولة كلمة (لا إله إلا الله  محمد رسول الله) محافظ على تمسكه بالقيم الإسلامية كيف لا وهو القائد المؤمن الحكيم والحليم والشجاع والمطاع والرحيم والكريم, وسلّم الشعب مصيره له لرسم معالم مستقبلهم، وحقق لهم وطناً زاهراً وجميل احتل مكانه بين الأمم بكل ثقة واعتدال وعقيدةٍ راسخة.
الملك عبد العزيز ضرب بحكمته المثل الأعلى في أسلوب إدارته للحكم ولم يكن هناك في ذلك الوقت إدارة مؤسسية للبلاد معروفة تحكم بها أو متداولة لقد اعتمد الباب المفتوح لعامة الشعب وهو بمثابة إطلالة يومية على أحوال الناس وتفقد وسماع مطالبهم فكانوا يأتون إليه في مجلسهِ ليستمع لآرائهم ويستعرض مشاكلهم، فكان يبت بكل ما يعرض عليه في مجلسهِ وهذه الطريقة  والنهج في لقاء الحاكم والمحكوم نموذج من نماذج الإدارة الناجحة،اتخذها الملك عبد العزيز أساساً في الحكم وتوارثها أبناؤه من بعده.
وفي هذه الذكرى التاسعة والسبعين لليوم الوطني وقف أبناء المملكة باعتزاز وتقدير وإعجاب بهذا الكيان الشامخ، ولقد عمت الفرحة والاحتفالات عاصمة الكيان الرياض، وجميع مناطق المملكة والذي ميز هذه الاحتفالات بعيد الفطر واليوم الوطني كان هناك حفلاً تاريخياً ومختلفا ومتميزا رعاه خادم الحرمين الشريفين هو افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتنقية بحضور ملوك ورؤساء دول وحكومات ووزراء وممثلي عدد من الدول العربية والإسلامية والصديقة، وحضور النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز.
نعم تتشرف الجامعة بحملها اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك العطاء والإنسانية مجدد نهضتنا التعليمية ففي عهده بدأ مشروع خادم الحرمين الشريفين الابتعاث إلى الخارج  حيث وصل عدد الطلاب ستين ألف مبتعث وارتفع عدد الجامعات إلى أربع وعشرين جامعة حكومية وتسع جامعات أهلية خاصة وافتتح عددا من الكليات تتوزع على مناطق المملكة.  لقد شهدت المملكة في عهده مزيداً من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة شكّلت في مجملها إنجازات جبارة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن.
نعم الرجال أفعال كلمة طالما سمعناها إلِا أنه عندما نراها حقيقة فذلك أمر مختلف وعندما يصنع الرجال بصماتهم في صلب التاريخ إيماناً بالله ثم خدمة لدينهم ووطنهم وأمتهم فهم بذلك يصنعون من الحلم حقيقة ومجدا ومن الرجولة أفعالا وهم رجال الأفعال.
وهذا ما تحقق بالفعل يوم عز الوطن.
وهذا ما تحقق في عهده الزاهر وما تحقق حلمه في افتتاح الجامعة في ثول وولادة هذا الصرح جامعة (دار الحكمة) و(العلم ) و(جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية ) هو يمثل حرص قادة البلاد على نشر العلم والمعرفة وتزامنه مع احتفال اليوم الوطني والشموخ والعزة بلد الحب والإنسانية والرحمة والسلام وليس من الصدف أن يتزامن تأسيس المخلصين من الآباء مع عزم الصادقين من الأبناء وقيام ابن بار بإهداء هذا الوطن هديته ليست كالهدايا وعطية ليست كالعطايا وكأنه يقول: أيها الأبناء أبناء هذا الوطن أبناء عبد العزيز ها هو ذا ما اجتهدت به من أجلكم وهذا ما حلمت به  منذ خمسة وعشرين عاما فتقبلوا هديتي أيها الشعب الكريم.
فأنا لست إلا واحداً من هذه الأسرة الكبيرة، الشعب السعودي أقوم بواجبي أمام الله وأمام شعبي فوالله بذلت الجهد، وأما الأجر فعلى رب العباد الذي أكرمني وأكرم هذه البلاد بما نحن فيه من خير, ويوم العز الوطني احتفُل به وشهد قيام هذا الصرح العلمي والعالمي لايماثله أي صرح قدمه ملك الخير ليس إلى بلده فقط بل إلى كل العالم ليضرب أروع الأمثلة على أن هذه البلد المعطاء وهو نبع خير ليس للوطن فحسب بل لكل من أحب العلم من أبناء البشرية، على اختلاف أوطانهم وأجناسهم هذا الافتتاح هو يوم الانطلاق والتجديد لخطة وطنية شاملة للعلوم والتقنية التي سوف تمتد من أهم اختصاصات التقنية وتتوزع لتمثل أهم تطبيقاتها لتشمل تقنيات تحليه المياه المالحة وتحويل رمال الصحراء وأشعة الشمس إلى تقنيات مستحدثة إلى طاقة جديدة للحياة وتتميز هذه الجامعة عن الجامعات الإقليمية بكونها جامعة مفتوحة لكل المتفوقين من شتى دول العالم فقد أرادها المليك أن تكون مثلاً يُحتذىَ لكل طالب علم والذين يجدون في العلم ويجتهدون في تحصيله والجامعة هي جامعة متخصصة في الدراسات العليا  ما بعد الجامعة, فهي تنتقي الطلاب المتفوقين وفق أسس ومعايير دقيقة جداً من شتى دول العالم لمنحهم فرصة الدراسة فيها منحاً وهي سابقة غير مشهودة على المستوى الإقليمي, وهذا اعتراف من هذه البلاد وقائدها بأهمية العلم وفضله تحت مِظلة ديننا الحنيف الذي أوصانا به نبينا عليه الصلاة والسلام بفرضية العلم على كل مسلم ومسلمة.
لقد أوضح الكثير من الباحثين والمختصين من علماء وأستاذة، أن هذه الجامعة هدية ذات قيمة تتجاوز القيم الاعتيادية التي تهدى عادة إلى الدول وعلى سبيل المثال فقد ذكـر الدكتور محمد إبراهيم السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن المــلك عبد الله أراد من جامعة العلوم والتقنية أن تكون دار حكمة العصر الحديث كما كانت دار الحكمةِ تِلك المؤسسة التي أنشأها الخليفة أبو جعفر المنصور وأكملها من بعده الخليفة المأمون الذي أعطاها دفعة قوية صاحبتها نهضة علمية كبرى حيث شكلت تلك الدار منعطفاً في هذا المجال وحفلت بالعديد من العلماء البارزين،منهم على سبيل المثال الخوارزمي الذي كان من أوائل علماء العالم في مجال الرياضيات، وتعتبر قضايا الطاقة من أهم ما تم التركيزعليه منهجياً ليكون أحد البرامج المهمة التي ستوليها الجامعة جل الاهتمام وقد كان لمسائل الطاقة البديلة ومسائل الطاقة الشمسية ومسائل الطاقة المتجددة الحظ الأوفر لما ستوليه هذه الجامعة من اهتمام مع إعطاء اهتمام مماثل لمسائل تحلية المياه واستغلال كل مقتنيات الطبيعة بما في ذلك الرمال والنباتات الصحراويه لتحويلها إلى وسائل مُخَفضة التكلفة يمكن استغلالها للحصول على محاصيل غذائية ذات قيمة كبيرة،ويعكس هذا رغبة خادم الحرمين الشريفين الجادة والصادقة في تنويع مصادر الدخل بحيث لايكون النفط فقط هو المصدر الوحيد، إيماناً منه بأن هذه البلاد التي اجتباها الله موطناً لدينه  ورسالتِه الخالدة هي مقر ومخزون للخيرات يجب استغلالها وكشفها بكل ما يتاح لنا من الوسائل، إن هذه الجامعة وهذا الصرح العلمي بهذا الحجم سوف ينعكس على اقتصاد المعرفة الذي أصبح حتميةً لاغنى عنها في هذه الآونه وهو ما سيؤكده وجود هذه الجامعة وآثارها في التنمية الاقتصادية في المملكة لقد عاش الملك هذا الحلم وراوده خمسة وعشرون عاماً لِتَحقيقه،نعم لقد تحقق هذا الحلم الآن لتكون الجامعة كما أراها منارةً عالمية للعلم ومركز إشعاع مرموق للبحث ودار حكمةٍ للعلم لقد حققت المملكة السنوات الماضية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام  صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية, وشهدت مسيرة الوطن التنموية حافلة بالإنجازات الاقتصادية والإنمائية والكل يتطلع إلى سنوات مديدة من عهد زاهر واعداً بالمزيد من الخير والعطاء لهذا الوطن العزيز على قلوبنا، وفق الله قادتنا إلى كل خير في سعيهم الدؤوب لرفع شأن الوطن والمواطن إنه سميع مجيب.

الأكثر قراءة