خلف: هجمات فيروسية واسعة النطاق تضرب الهواتف الذكية عام 2008

خلف: هجمات فيروسية واسعة النطاق تضرب الهواتف الذكية عام 2008

صرحت شركات الأمن بأن العام الجاري 2006 سيشهد هجمات فيروسية واسعة النطاق على الهواتف الذكية.
عندما نجح المحتالون في اختراق هاتف محمول لسيدة تدعى هيلتون في العاصمة الفرنسية باريس في العام الماضي، فإن أقصى ما حققوه هو اختلاس نظرة على بعض الرسائل النصية والصور الفاضحة لإحدى مشاهير المجتمع وحاشيتها. ولكن الأمر سيختلف في المستقبل، إذ من الممكن أن يفلت النصابون بفعلتهم بعد الحصول على بيانات أكثر ضرراً مثل أسرار الشركات، وكلمات مرور المؤسسات، حيث يحشد المستهلكون تدريجياً بيانات أكثر وأكثر في هواتفهم المحمولة التي لا تفتأ خصائصها تزداد ثراءً.
وعكف خبراء الأمن للعامين الماضيين على التحذير من أن هذه الهواتف الذكية المزعومة التي صار لها القدرة على إنجاز كل المهام بداية من الاطلاع على البريد الإلكتروني وحتى تنزيل البرامج من شبكة الإنترنت، ستقع فريسة لهجمات الفيروسات والقراصنة. وحتى الآن، فإن الهجمات التي عانت منها هذه الهواتف حميدة.
وقد تبين أن عملية القرصنة التي تعرض لها الهاتف المحمول الخاص بالسيدة هيلتون كان نتيجة ثغرة في نظام الأمن الخاص بالهواتف المحمولة طراز T-Phone، ولم يتسبب الهجوم الفيروسي الذي شُنَّ في عام 2004 عن أي أضرار تذكر.
ولكن العام الحالي من الممكن أن يبشر بتحول مشؤوم، ذلك أن عدد مستخدمي الهواتف الذكية من طراز Black Berry قارب أن يصل مداه. ويخشى خبراء الأمن من حدوث هجمة واسعة النطاق على الهواتف الذكية.
يقول يوجين كاسبرسكي، مؤسس شركة مكافحة الفيروسات المعروفة بـ Kaspersky Lab ومديرها التنفيذي "لم تبلغ الهجمات التي شنت على الهواتف الذكية مستوى حرجاً يتطلب اتخاذ إجراء وقائي بعد، ولكن هذا أمر وشيك".
وبالطبع من الممكن أن يكون الصواب قد جانب خبراء الأمن. فقد ظل عدد كبير من الناس يترقبون تفشي وباء فيروسي في الهواتف الذكية منذ مدة طويلة دون أن تظهر هذه المشكلة. ولكن خبراء الأمن يصرحون بأنه من الأفضل أن نتحرى الحيطة لأسوأ السيناريوهات الممكنة.

انتعاش مبيعات الهواتف الذكية
لم يتعد عدد مستخدمي الهواتف الذكية في الولايات المتحدة الأمريكية خمسة ملايين مستخدم، بحسب الدراسة التي أجراها مركز المعلومات الدولية. ويستطيع مستخدمو هذا النوع من الهواتف تصفح شبكة الإنترنت، والولوج إلى بريدهم الإلكتروني، وتنزيل التطبيقات وتثبيتها في هواتفهم، بخلاف غير ذلك من الاستخدامات.
وصرحت شركة Strategy Analytics بأن 6 في المائة من بين 700 مليون جوال تم شحنها في عام 2005 كانت هواتف ذكية. ولكن مبيعات الهواتف الذكية تشهد نمواً هائلاً منذ وقت طويل. وطبقا لشركة In-Stat، فقد شهدت أسواق الهواتف الذكية قفزة بلغت نسبتها 70 في المائة في عام 2005، وتنص تقديرات شركة Strategy Analytics على أن الهواتف الذكية سجلت أعلى نسبة نمو بين فئات الهواتف المحمولة كلها.
ولكن هذه الانتعاشة التي تشهدها الهواتف الذكية تجعلها هدفا سهلا وفريسة سائغة لمطوري الفيروسات، بحسب تصريح كريس رولاند، المدير التقني لشركة Internet Security Systems.
ويضيف رولاند بقوله "إن هجمات الهواتف المحمولة تتصاعد حتى أنها تندرج تحت قائمة النصب. وأن فيروسات الهواتف تتفشى بسرعة مخيفة ولا يمنعها الآن سوى حقيقة أن مستخدمي الهواتف الذكية ليسوا بالكثرة الكافية بعد".
ويعقب رولاند قائلاً "وعلى العكس من الهجمات الفيروسية التي تُشَن على الكمبيوتر الشخصي، فإن الهجمات المثيلة على الهواتف الذكية لا يستلزم الأمر أن تكون واسعة النطاق لتلحق خسائر، فالفارق الشاسع بين الهجمات الفيروسية في الحالتين أنه في حالة الهواتف المحمولة يكفي أن تصاب بضع مئات منها كي يقع الضرر الجسيم، وذلك لأن شركات تشغيل وشركات تصنيع الهواتف المحمولة ستتكبد تكلفة "تنظيف" الهواتف المصابة بالفيروسات، والتي من الممكن أن تصل إلى 100 دولار أمريكي لكل هاتف مصاب على أقل التقديرات".

أول دودة تصيب الجوال

في (حزيران) يونيو عام 2004، حذرت شركات الأمن المستخدمين من أول دودة تصيب الهواتف المحمولة، وتعرف بـ Cabir. وقد شنت هذه الدودة هجومها على الهواتف من طراز نوكيا، وإل جي، ولينوفو، وباناسونيك، وسامسونج، التي تدعم نظام التشغيل Symbian Series 60.
وتحتم على مستخدمي الهواتف المحمولة تهيئة هواتفهم على وضع "ممكن الكشف عنه"، لا "خفي"، من أجل اصطياد الدودة. وقد تسببت هذه الدودة في أن تعرض الشاشة كلمة Caribe ثم تسخر تقنية البلوتوث لإجراء اتصالات بهواتف أخرى بغرض الانتشار على نطاق أوسع.
ومنذ ذاك الحين ظهرت دودات أخرى أصابت الهواتف المحمولة مثل الدودة Mosquito، وهي أول فيروس من طراز "حصان طروادة" يصيب الهواتف الخلوية. وظهرت دودة أخرى تدعى Skulls. ولكن ربما أن الوقت لايزال مبكرا لوقوع هجمة واسعة النطاق، بحسب تصريح سايمون خلف، رئيس شركة Vernier Networks ومديرها التنفيذي، وهي شركة متخصصة في أمن شبكات.
ويعقب خلف بقوله "عادة ما يستوعب المرء الأفكار الجديدة التي تتمخض عنها عقول علماء وادي السيليكون بصورة صحيحة، بيد أن ظهورها الفعلي على أرض الواقع يتبع ظهورها بعقود". ويراهن خلف على أن الهجمة الفيروسية واسعة النطاق التي ستضرب الهواتف الذكية ستقع في عام 2008.
ويضيف بقوله "ما لم يجوب المرء مكاتب الشركات ويرى أن ما بين 30 إلى 40 في المائة من الأجهزة الموجودة فيها من الهواتف الذكية، لن نستطيع أن نزعم أن هذا هو عام الهجمات الفيروسية على الهواتف الذكية".

غياب عامل الكسب المادي

من الأدلة الدامغة على أن الهواتف الذكية قد لا تكون هي الهدف الأساسي للهجمات الفيروسية هو أن مطوري البرامج الضارة يُعْرضون عن خلق فيروسات جديدة من أجل الشهرة، ويركزون جهودهم الآن على تحقيق مكاسب من ورائها. يقول خبراء الأمن إنه في ظل الاستخدام المنخفض نسبيا حتى الآن للهواتف الذكية، لا يوجد أي مكسب مالي من الممكن أن يحققه مطورو الفيروسات بتهديدهم الهواتف الذكية.
ويعقب خلف على ذلك بقوله "إن دس دودة ما في كمبيوتر محمول بهدف سرقة بيانات مالية أو شخصية يمثل مشكلة أكبر للجميع".
ومع ذلك فإن مجال مكافحة الفيروسات يعد مجالاً ضخماً. وتتوقع مؤسسة جارتنر أن تبلغ أرباح صناعة مكافحة الفيروسات 2.7 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2007، وليس من الغريب أن يعمد خبراء الأمن إلى تصعيد عامل الخوف من هذه الفيروسات بين الفينة والأخرى.

الأكثر قراءة