الوردة الشامية أسطورة الجمال ولوحة فلكلورية من عبق التاريخ
تشكل الوردة الدمشقية أحد المحاصيل الهامة في منطقة القلمون وزرعت هذه الشجيرة في قرية المراح منذ نشأتها لنحو 800 عام حيث توارثها الآباء عن الأجداد واعتبرت وردة وطنية للجمهورية العربية السورية واتخذت منها وزارة السياحة شعارا لها .
وتولي مديرية الزراعة في محافظة ريف دمشق اهتماما خاصا بحقول الوردة الدمشقية لما لها من أهمية اقتصادية حيث تقوم باستصلاح أكبر مساحة ممكنة للتوسع بهذه الزراعة وتقديم كل التسهيلات الممكنة .
وقال علي سعادات مدير زراعة محافظة ريف دمشق في تصريح لسانا إن محصول الوردة الدمشقية يعتبر مورد دخل اقتصادي لفلاحي قرية المراح إلا أن الزراعة البدائية والخدمات المقدمة من قبل المزارعين للنبات لا تعطي الجدوى الاقتصادية المطلوبة مشيرا إلى أن الـ 4 كيلوغرامات من الورد الطازج تعطي 1 كغ براعم زهرية مجففة والتي يصل سعرها إلى 400 ل0س .
وأضاف سعادات أن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي تعمل على تشجيع هذه الزراعة وخاصة في قرية المراح ففي عام 2001 قامت باستصلاح 200 هكتار زرع منها 50 هكتارا بنبات الورد واعتبرت ضمن خطة مشروع الحزام الأخضر.
ويبين مدير الزراعة أن المساحات الممكن استثمارها وزراعتها في مناطق النبك والزبداني والحرمون قدرت بـ 4110 هكتارات مشيرا إلى أن المديرية بدأت بحفر بئر ارتوازية في قرية المراح تصل كلفته إلى 426. 7 ملايين ليرة بهدف تأمين رية الإرساء والريات التكميلية وستكون جاهزة قبل نهاية هذا العام .
وأضاف أنه تم رفع اقتراح لحفر بئرين أحداهما في القسطل والأخرى في السحل والمشرفة لإدراجهما ضمن الخطة الاستثمارية للمديرية إضافة إلى فرز جرار مع مرش مجانا لصالح قرية المراح لمكافحة الإصابات الحشرية والفطرية التي تصيب نباتات الوردة الدمشقية في تلك المنطقة .
وأشار سعادات إلى أن أهم العوامل التي يمكن أن تشجع المزارعين على التوسع في زراعة هذا المحصول هو إدراج تمويل زراعة وخدمة الوردة الدمشقية كمحصول اقتصادي في جدول احتياج المصرف الزراعي التعاوني مثل الأشجار المثمرة ومنح المزارعين القروض اللازمة لاستصلاح الأراضي وتمويل تجهيزات ومعدات التقطير واستخلاص الزيوت العطرية .
وتبلغ المساحة المستصلحة في قرى المراح والقسطل والسحل والمشرفة والجراجير حتى تاريخ 16-4 -2009 نحو 220 هكتارا ويتم حاليا التحضير لإنتاج وإكثار عقل الوردة الدمشقية في مشاتل مديرية الزراعة في محافظة ريف دمشق .
من جهته أشار يوسف عسكر رئيس اتحاد فلاحي دمشق إلى أن المساحة المزروعة بالوردة الدمشقية في قرية المراح حسب الإحصاء الميداني من قبل مصلحة الزراعة في النبك عام 2007 يفوق الـ 2000 دونم وفي السنتين الماضيتين تعرض أكثر من 50 في المائة من البساتين للجفاف بسبب قلة الأمطار أما الباقي فهبط إنتاجه إلى أقل من 20 في المائة لافتا إلى أن الأمر الذي خفف من الخسائر هو ارتفاع الأسعار .
وقال عسكر إن هناك إقبالا على زيادة المساحات المزروعة بالوردة الدمشقية وخاصة المساحات المستصلحة مجانا من قبل وزارة الزراعة والتي تصل إلى 500 دونم سنويا مشيرا إلى ضرورة تزويد بساتين الوردة بريات تكميلية وأن تكون هذه الريات بأساليب الري الحديث "التنقيط" .
من جانبه قال أمين البيطار رئيس جمعية الوردة الدمشقية إن أهم الصعوبات التي تواجه هذا المحصول هي قلة الأمطار حيث تعاني حقول الورد في قرى المراح والقسطل والسحل والجراجير والمشرفة من قلة المياه مقترحا منح قروض متوسطة للفلاحين بشروط ميسرة لإقامة خزانات مياه ومد أنابيب التنقيط وفرز صهريج أو أكثر لنقل الماء من البئر إلى الخزانات بشكل مجاني أو بأجور رمزية.
ولفت البيطار إلى أن جمعية الوردة الدمشقية تأسست في عام 2007 ووصل عدد المنتسبين إليها 275 مزارعا وتهدف إلى إحياء زراعة الوردة الدمشقية وزيادة المساحات المزروعة ودعمها كزراعة تدخل في كثير من المنتجات كماء الورد ومربي الورد والتي أهمها زيت الورد العطري والهدف الأخر هو إعادة أبناء القرى التي تزدهر فيها هذه الزراعة إلى قراهم واستثمار الأرض بشكل أمثل .
بدوره أكد أحمد توفيق صديق رئيس الرابطة الفلاحية في منطقة النبك ضرورة إنشاء مشاتل خاصة بالوردة الدمشقية في المنطقة علما أن المزارعين يعملون على تأمين الشتول بشكل منفرد من الشجيرات القديمة ويأملون الإسراع في إنتاج هذه الشتول في مشاتل مديرية الزراعة بالمحافظة .
وللوردة استخدامات طبية كثيرة حيث يستعمل الزيت العطري كمواد قابضة للأنسجة لمنع النزيف والسيلان والغرغرة ويستخدم مغلي الثمار مع البذور لمعالجة الحصى والرمل في الكلى وتعود زراعتها إلى ألاف السنين وتم انتقالها في العهد الروماني إلى أوروبا وتتميز هذه الوردة بمجموعة خصائص أهمها الإزهار الغزير والرائحة العطرية المركزة والألوان الفاتحة ومقاومتها للصقيع والأمراض الفطرية